استعراض المشروع المجتمعي الحضاري لمحمود أمين العالم بحزب التجمع
قدم الدکتور مجدي عبد الحافظ أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة حلوان ورقة حول المشروع المجتمعي الحضاري لمحمود أمين العالم والتي ذكرها نيابة عند الدكتور محمد السيد إسماعيل ، ضمن الاحتفال بمئوية محمود أمين العالم الي أقيمت صباح اليوم السبت ٢٦ فبراير ٢٠٢٢، بحزب التجمع.
وقال الدكتور مجدي عبدالحافظ في البداية :" قبل أن أهم بكتابة هذه الأسطر بحثت في أوراقي القديمة المتصلة به، فوجدت محاضرات وتعقيبات ومناقشات وأوراقاً وخطابات تبادلناها، وبينها ملخص لمحاضرة غير منشورة ألقاها في معهد اللغة والحضارة بباريس، الذي كان يديره الصديق أسامة خليل، وذلك في 17 مايو ١٩٩٨".
وأوضح عبالحافظ إن محمود العالم قدّم في هذه المحاضرة مشروعه الفكري، الذي كان شديد الوضوح منذ البداية، وهو المشروع الذي بدأه برسالته في الماجستير عن الضرورة المنطقية والمصادفة، حيث أبدى حنينه لهذا العمل وتمنى أن يعود إليه مرة أخرى إذا سمحت له الظروف لاستئناف البحث من حيث انقطع، تحت ضغط الظروف والملابسات الواقعية قائلا: "إن هذا هو حلم حياتي، لكن لم تتح الظروف ذلك".
واستطرد ربما تدفعني هذه الندوة لتحقيق هذا الحلم، عارضا لحكايته مع قضية الضرورة والمصادفة في إطارها النظري العلمي البحت، أي "الضرورة والمصادفة في الفيزياء الحديثة ودلالتها الفلسفية، وهي أطروحة الماجستير التي انتهى منها في عام 1953، وحصل بها على جائزة مصطفى عبد الرازق في الفلسفة، التي كانت تُمنح لأفضل رسالة جامعية، لذا على إثرها عين في الجامعة، ثم تم فصله، وسجنه، الأمر الذي أدى إلى انقطاع خيط تأملاته في موضوع المصادفة، وتوقف مشروعه الفلسفي والثقافي الذي كان ينوي استمراره، عندما سجل لرسالة الدكتوراه موضوعا آخر يستكمل من خلاله مسيرة تأملات مشروعه تحت عنوان "الضرورة في العلوم الإنسانية".
وأشار إلى أن محمود العالم في هذه المحاضرة،بيّن بأنه في تلك الرسالة لم يتعامل مع التاريخ إلا في صفحاتها الأخيرة. مذكرا بقوله بعد أن استعرض مفهوم المصادفة في تاريخ الفيزياء منذ اليونان وحتى الفيزياء الموجية، بأنه كان يتوقع لمفهوم المصادفة هذا أن يصلح أساسا في إعادة النظر في ثلاثة من المفاهيم، التي يعتبرها أساسية في حياتنا وهي: مفهوم التاريخ. ومفهوم الحرية، ومفهوم الإبداع، بل واعتبر أن هذه الصفحات الأخيرة تشكل الخطوط الرئيسية لمشروع فكري كان يزمع أن يكون مشروع عمره وحياته الفكرية، بل وتمنى أن يتمكن من استئنافه في دراسة معمقة يكون عنوانها: "الضرورة، الإمكان، الحرية"، وأكد أن هذه النقاط لم يستطع أن يتناولها بشكل متكامل بعد.