البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كورونا ينشر مفهوم التطبيب عن بعد.. نقابة الأطباء تنظم أول مؤتمر لشرح الضوابط والمعايير.. وإنشاء أول مستشفى افتراضي في الإمارات

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور

في بداية انتشار كوفيد 19 وتحديدا في مارس 2020، أصدرت نقابة أطباء مصر، بيانا عاجلا تحذر فيه الأطباء من صرف أي وصفات علاج للمرضى من خلال منصات التواصل الاجتماعي دون توقيع الكشف الطبي.

وقالت النقابة: "نهيب بالأطباء عدم نشر أي أدوية واعتبارها ضمن بروتوكول علاج فيروس COVID-19 كورونا المستجد دون أي سند علمي ودراسات بحثية موثقة".

وتابعت: "ذلك حتى لا يتسبب في مضاعفات وآثار جانبية غير مضمونة العواقب لمرضى الفيروس وأيضا كي لا يتسبب ذلك في نقص العقاقير الهامة للأمراض الأخرى التي تعتمد على تلك العقاقير".

وعادت نقابة الاطباء الآن لتعلن عن تنظيم المؤتمر الأول لها حول "التطبيب عن بُعد" والذي يناقش الخدمات والاستشارات الطبية التي يمكن تقديمها عن بعد في بعض التخصصات الطبية والضوابط والمعايير لها.

التطبيب عن بعد

مفهوم التطبيب عن بعد

يعد التطبيب عن بعد وسيلة لتبادل المعلومات من منطقة لأخرى عن طريق التكنولوجيا لغايات تحسين وتطوير الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، وهو أيضًا وسيلة تساعد الكادر الصحّي على التواصل بشكل فعّال مع المرضى وتقديم الرعاية الصحية لهم، وتتيح للمرضى فرصة التواصل بشكل حقيقي وعن بعد مع الأطباء أيضًا. 

وتختلف الخدمات الصحية المقدمة من خلال التطبيب عن بعد، إذ يمكن استخدام هذه التقنية من أجل تشخيص حالة المريض عن طريق صور الأشعة المرسلة إلكترونيًا أو وثائق التاريخ الطبي للمريض، وبذلك يحصل الأطباء على معلومات كافية عن الحالة من خلال الوثائق المرسلة أو بالتواصل السمعي والبصري مع المريض من أجل وضع خطة علاج متكاملة يمكن متابعتها عن بعد.

نوافق بمعايير

صرح دكتور محمد فريد حمدي، عضو مجلس نقابة الأطباء ومقرر المؤتمر، بأن ثورة الاتصالات الإلكترونية طالت المجال الطبي وبالأخص بعد جائحة كورونا، ما دعا دول العالم لوضع معايير وضوابط حاكمة لتقديم الخدمات الطبية عبر وسائل الاتصال والتواصل الإلكتروني.

وأضاف فريد، في بيان النقابة اليوم،  أن نقابة الأطباء من منطلق حرصها على صحة المواطن المصري ومهنة الطب، مشيرا إلى أن النقابة تنسق مع العديد من الجهات المعنية للمشاركة في المؤتمر والذي يتم عقده يومي 27 و28 فبراير الجاري بأكاديمية الأميرة فاطمة بالعباسية التابع لوزارة الصحة.

التطبيب عن بعد في العالم العربي

ما زالت هناك مخاوف من تطبيق التطبيب عن بعد في العالم العربي حتى بعد تجربة التباعد التي تمت في كوفيد 19 ولجوءبعض الأطباء له في كافة التخصصات بعد اغلاق الطوارئ والعيادات الخاصة لشهور، ولكن كان اطلاق وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالامارات منصة إلكترونية باسم "الدكتور الافتراضي لكوفيد-19"، هي تجربة سباقة حيث يمكن للأشخاص من خلالها تقييم الأعراض المرضية التي تظهر عليهم وما إذا كانت تلك الأعراض مرتبطة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، أم لا.

وتطرح منصة الطبيب الافتراضي مجموعة من الأسئلة المتعلقة بتاريخ السفر للفرد، وما إذا كان على اتصال بشخص كان مسافرًا أو مريضا، أو ما إذا كان على اتصال بشخص مصاب بفيروس كرورونا (كوفيد-19). كما يسأل الدكتور الافتراضي ما إذا كان الشخص يعاني من أعراض معينة أو يتبع عادات صحية معينة. 

وبناء على إجابات الشخص، يتنبأ الدكتور الافتراضي بمستوى الخطر الذي قد يواجهه، وبعد ذلك يتم ربط الشخص بطبيبه الخاص من خلال نفس المنصة.

مستشفى زايد الافتراضي

وفي سبتمبر 2020 أطلق أطباء الإمارات أول مستشفى افتراضي ميداني للاستجابة الطبية للطوارئ والكوارث “مستشفى زايد الافتراضي الميداني”، بهدف استقطاب مئات الأطباء للتطوع بمليون ساعة عمل تطوعي افتراضي، من مختلف دول العالم وتمكينهم من تقديم أفضل الخدمات الافتراضية التشخيصية والعلاجية والوقائية للمتضررين من جراء الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية.

 في بادرة مبتكرة من أطباء الإمارات تعد الأولى من نوعها محليًا وعالميًا تجمع بين الطب الافتراضي والطب الميداني والذكاء الاصطناعي للمساهمة في الجهود العالمية وإيجاد حلول واقعية لمشاكل صحية تعانيها المناطق المنكوبة في شتى بقاع العالم، وذلك في إطار حملة «لا تشلون هم»، تحت شعار على خطى زايد.

الزيارات الطبية الافتراضية

نشرت دورية "فرونتيرز إن نيورولوجي" Frontiers in Neurology دراسة حديثة تهدف إلى تقييم مدى فاعلية وجدوى استخدام الزيارات الافتراضية لمتابعة مرضى باركنسون في بلدٍ نامٍ في أثناء جائحة كوفيد-19.

ومرض باركنسون  هو اضطراب يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة، تبدأ الأعراض تدريجيًّا، وفي بعض الأحيان تبدأ برعشة قد لا تُلحظ في يد واحدة، ثم يتفاقم بمرور الوقت.

وكشفت الدراسة التي أجراها باحثون مصريون نجاح 90.5% من الزيارات الافتراضية؛ إذ تمت 19 زيارة من بين 21 بنجاح.

 وفرت الزيارات الافتراضية ما يتراوح بين 128 دقيقة و412 دقيقة تقريبًا، وجنَّبَت المرضى قطعَ مسافات كبيرة قد تصل إلى 171 كيلومترًا.

وأظهرت النتائج مستوًى عاليًا من الشعور بالرضا لدى المرضى أو الأطباء عن الخدمة الطبية المقدَّمة خلال الزيارات الافتراضية.

 ومع ذلك، تمثلت أبرز المعوِّقات في الافتقار إلى الاتصال الجيد بالإنترنت وعدم القدرة على استخدام التكنولوجيا.

فحص المرضى عن بُعد

في عام 1925 نشر المُخترع والكاتب هوجو جيرنسباك اقتراحَه لجهاز مُستقبلي أطلق عليه اسم "Teledactyl"، وكان الغرض منه تمكين الأطباء من فحص المرضى عن بُعد من خلال إصبع آلي متحرك وجهاز عرض فيديو، في ذلك الوقت كانت الفكرة مجرد خيال محض. ولكنها الآن أصبحت حقيقةً مُتجسدةً في الروبوت الجراحي المعروف بـ"دا فنشي"، والذي صرحت إدارة الغذاء والدواء FDA باستخدامه عام2000.

كما أدت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) دورًا رئيسيًّا في تطوير التطبيب عن بُعد كما نعرفه اليوم، وذلك من منطلق الحاجة إلى الرعاية الطبية، في أثناء السفر إلى الفضاء، من مراقبة العلامات الحيوية لرواد الفضاء، وتوفير التشخيص والعلاج في أثناء الرحلة.