البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

المستشار الثقافي لسفارة الصين في حوار لـ«البوابة نيوز»: مصر مثل شاب مفعم بالحيوية.. «الصين ومصر» لديهما حضارة عريقة وتاريخ طويل وموارد سياحية غنية.. ونجاح «القاهرة» يرجع إلى قيادة السيسي الحكيمة

المستشار الثقافي
المستشار الثقافي لسفارة الصين في حوار مع "البوابة نيوز"

الصين لا تخشى ولا تقلق من التنافس مع نظيرتها الأمريكية

بين الصين ومصر علاقات سياسية واجتماعية وودية بدأت منذ عام 1952 بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949 بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر و رئيس الوزراء الصيني شو إن لاي، وتطورت العلاقات إلي أن وصلت إلي علاقة استراتيجية شاملة بعد تولي عبدالفتاح السيسي زمام البلاد والخطاب التاريخي للرئيس الصيني شي جين بينغ في مقر جامعة الدول العربية في عام 2016.

وفي حوار خاص مع المستشار الثقافي لسفارة الصين لدى مصر ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة  يانغ رونغ هاو والذي أكد أن مصر اليوم في جمهوريتها الجديدة تتمتع بالحيوية والشباب.

وقال يانغ رونغ الصين لا تخشى ولا تقلق من التنافس مع نظيرتها الأمريكية. الصين مستعدة لتقديم ومشاركة المزيد من المنتجات الثقافية الأفضل مع العالم، كما أنها مستعدة للتعلم وتقديم منتجات ثقافية ممتازة مع الدول الأخرى.

لماذا حرصت على تعلم اللغة العربية وكيف تعلمتها؟                               

لقد تعلمت العربية بالصدفة. منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أولت الحكومة الصينية أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية مع عدد كبير من الدول النامية، بما في ذلك العلاقات مع مصر والدول العربية وافتتحت العديد من الجامعات الصينية أقسام للغة العربية، وقد تخصصت في اللغة العربية بالصدفة بعد التخرج من المدرسة الثانوية. بصراحة في البداية لم يكن لدي أي معرفة تقريبًا بالسياسة الدولية والعالم العربي، لكن لحسن الحظ، كان أساتذتي مخلصين للغاية، كما وظفت الكلية أيضًا مدرسًا مصريًا وسودانيًا. بالطبع  أنا وزملائي اجتهدنا في الدراسة، وبدأ الجميع بالتدريج يحب اللغة العربية وثقافة وفنون  الدول العربية  المختلفة، ووقعوا شيئًا فشيئًا في حب البلدان والشعوب في المنطقة العربية.

لماذا هناك رغبة كبيرة في تعليم اللغة العربية في بعض الجامعات الصينية؟

مع إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي في 2004، تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية بشكل مستمر، وأصبحت نتائج التعاون الاقتصادي الصيني العربي والتبادلات الثقافية والشعبية أكثر إثمارًا. كما استمرت الصداقة بين الصين والدول العربية في التعمق.

اللغة العربية يفضلها الكثير من الشباب الصيني، والسبب الرئيسي هو ثقة الشباب الصيني الكاملة في تنمية الصين وفي تطور وتقدم العالم العربي، وفي مستقبل العلاقات الصينية العربية. أعتقد أن هذا هو سبب تأسيس العديد من الجامعات أقسام متخصصة في اللغة العربية.

دور المركز في تقديم الثقافة الصينية للمصريين وبشكل أخص الشباب المصري، وما هي أهم البرامج والأنشطة والفعاليات التي يقيمها المركز لتحقيق هذا الهدف؟

  يلتزم المركز الثقافي الصيني بالقاهرة بتعزيز العلاقات الثقافية الودية والصداقة بين شعبي الصين ومصر، وبناء منصة للتبادلات الثقافية والأيديولوجية بين البلدين. الهدف الأعمق هو تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين من خلال التبادلات الثقافية، وإرساء الأساس للبلدين لتعميق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وغيره من المجالات المختلفة.

  تشمل المهام الرئيسية للمركز الثقافي الصيني بالقاهرة التبادل الثقافي والدورات التعليمية  وتبادل الأفكار والخدمات المعلوماتية. على وجه التحديد، أولا: استخدام المركز الثقافي كمنصة لإقامة العروض والمعارض والمسابقات الثقافية والرياضية دوريا دون انقطاع، والمشاركة  في الفعاليات المختلفة مثل المهرجانات الفنية المتنوعة في مصر؛ ثانيا: تقديم دورات تدريبية مختلفة في اللغة والفنون والرياضة وغيرها؛ ثالثا: تنظيم الندوات وورش العمل ولقاءات متبادلة لمتخصصي وباحثي الشئون الصينية وغيرها من الأنشطة والفعاليات؛ رابعا: للمركز الثقافي مكتبة ضخمة، وسوف يعمل على تدشين مكتبة رقمية في المستقبل، مما يقدم خدمات معلوماتية وافية للطلاب والعلماء والخبراء المصريين الذين يتوقون إلى فهم الصين، ومعرفة تاريخ الصين وثقافتها والمجتمع المعاصر وحياة الناس وتجربة التنمية وإنجازاتها.

  ما أريد أن أؤكد عليه هو أن التبادل الثقافي والتعاون لا يكونا في اتجاه واحد، بل يجب أن يكونا في اتجاهين. من ناحية أخرى، سيقدم المركز الثقافي للأصدقاء المصريين الثقافة والفنون التقليدية الصينية المتميزة، وكذلك إنجازات التنمية الثقافية في العصر الحديث. على سبيل المثال، سيعمل المركز الثقافي على تعزيز التبادلات ثنائية الجانب بين الفنانين والكتاب والمترجمين الصينيين والمصريين الشباب؛ وسوف يقدم بشكل أفضل موارد السياحة المصرية والحضارة المصرية العريقة للسياح الصينيين من خلال دورات تدريبية للمرشدين السياحيين المصريين المتحدثين باللغة الصينية، والتعاون مع المتاحف ذات الصلة في ترجمة الإرشادات باللغة الصينية والتعريفات الأثرية والثقافية لتحسين مستوى الخدمة الدولية للمتاحف المصرية وغيرها؛ تقديم الثقافة والسياحة المصرية والترويج لها في وسائل الإعلام الصينية من خلال الأنشطة المتنوعة للمركز الثقافي. 

كيف تستفيد مصر من التجربة الصينية في الحفاظ على الهوية والخصوصية الثقافية في ظل عالم منفتح وتكنولوجيا تخترق الحدود؟

الصين ومصر ذات حضارة عريقة وتاريخ طويل وموارد سياحية غنية ورائعة، ولشعبي البلدين تاريخ ممتد منذ العصور القديمة في المثابرة والإبداع. منذ بداية القرن الجديد، صار كيفية استخلاص الحكمة من الحضارات القديمة واستكشاف مسار تنمية مستقل يتوافق فعلًا مع الأوضاع الوطنية الواقعية وتاريخ وثقافة البلد، بدلًا من نسخ النماذج والمدارس الفكرية المتأصلة في الدول الغربية أو أي دولة أخرى مشكلة مشتركة بين الصين ومصر في مواجهة القضية التاريخية لاستكشاف وتطوير مصيرهم القومي. مع التقدم المستمر للعولمة الاقتصادية  والتكنولوجيا الحديثة، أصبح العالم كقرية صغيرة. وأخذت التبادلات بين البلدان تتعمق أكثر فأكثر، كما كثر معها التبادلات والمواجهات والتمازج في المجال الثقافي. إن التجربة الناجحة للإصلاح والانفتاح في الصين على مدى 40 عامًا تخبرنا أنه من الضروري الاستمرار في تعزيز "الثقة الثقافية " للشعوب. الثقة الثقافية أكثر رسوخا وشمولا وعمقا. يظهر كل من التاريخ والواقع أن الأمة التي تتخلى عن تاريخها وثقافتها أو تخونها ليس من المستحيل أن تتطور فحسب، بل من المحتمل أن تشهد مأساة تاريخية. الثقة الثقافية ليست نسخ كامل من الثقافة التقليدية المتميزة للصين، لأن الأيديولوجيات القديمة ونموذج الحكم قد لا تناسب في كل الأحوال احتياجات التنمية الحالية؛ الثقة الثقافية لا تعني أن نصاب بالغرور والعجرفة، نحتاج أيضًا إلى التعلم من جميع الإنجازات المفيدة للحضارة الإنسانية ونرحب بجميع الاقتراحات المفيدة ونتقبل النقد البنًّاء. فمن خلال الثقة الثقافية، يمكننا بشجاعة رفض وعظ الدول الغربية المتخذة "دور المعلم" وتجنب الفخاخ والعقبات أثناء استكشاف مسار التنمية المناسبة للظروف الوطنية للصين في العصر الحديث. كما أن مصر دولة ذات تاريخ وحضارة مجيدة، وشعبها مجتهد وذكي ورائد. أعتقد أن مصر ستجد أيضًا أنسب نموذج للتنمية تتوافق مع رؤية الحكم وثقتها الثقافية، وسيكون لمصر مستقبل أفضل.

كيف يمكن تعزيز العلاقات الثقافية المصرية الصينية؟

هذه اشكالية كبيرة، وهي أيضًا موضوع أحتاج مواصلة بحثه ودراسته. من رؤية الوضع الراهن، أعتقد أن أهم شيء هو تدشين منصات جيدة، وبناء الجسور، وفتح قنوات التواصل.

وتدشين المنصات الجيدة يكون بتعزيز منصة المركز الثقافي الصيني بالقاهرة كآلية تربط قلوب الشعبين الصيني والمصري من مختلف الأوساط المجتمعية وتجعلهم راغبين في المشاركة بكل حماس في منصات التبادل. بناء الجسور يتأتّى باستخدام منصات مختلفة بما في ذلك المركز الثقافي (مثل المهرجانات الفنية والمنتديات الدولية والندوات والمؤتمرات العلمية) وآليات التعاون (مثل منتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي واتحاد مكتبات طريق الحرير الصيني العربي واتحاد المتاحف واتحاد متاحف الفنون الجميلة وغيرها) لإقامة اتصالات مباشرة بين الإدارات المختصة والإدارات الخدمية والمؤسسات الثقافية في الصين ومصر في مجالات الثقافة والفن والأدب والسياحة والآثار والشباب والرياضة والصحافة والنشر والإذاعة والتلفزيون والسينما، والاستمرار في تعزيز التبادلات والتعاون بين الصين ومصر في جميع المجالات. فتح القنوات يكون بتذليل الصعوبات أثناء التبادل والتعاون الثقافي بسبب  اختلاف النظم والآليات  للبلدين، وحل المشاكل التي تنشأ مثل معاملات حقوق التأليف والنشر في الكتب والأفلام والتلفزيون، والتقييم القياسي لصناعة السياحة وغيره، مع توجيه الهيئات المعنية في البلدين إلى حل الاختلافات في النظم والمعايير وآليات التشغيل في أقرب وقت ممكن، وذلك لتعزيز مزيد من تطوير العلاقات الثقافية بين البلدين.

ما رأيك في الجمهورية المصرية الجديدة؟

أتيت إلى مصر للعمل لأول مرة منذ ما يقرب من 20 عامًا، ولا يزال لدي الكثير من المشاعر عند عودتي إلى مصر مرة أخرى. أكثر ما أثر فيّ هو قوة مصر وشعبها. لقد تناقشت مع السفير لياو لي تشيانغ حول هذه النقطة، وقلت إنني أشعر أن مصر اليوم مثل شاب مفعم بالحيوية، مجتهد ونابض، وكأنه جسم كله طاقة لا نهاية لها. العديد من مشاريع البناء الضخمة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، مدينة العلمين الجديدة، وحملة "العيش بكرامة" تسير على قدم وساق. أعتقد أن هذا يرجع إلى القيادة الحكيمة للرئيس السيسي كشِق، والعمل الجاد والبراعة من قبل الشعب المصري كشِق أخر.

بصفتي دبلوماسيًا ثقافيًا، لاحظت أن تطور مصر في السنوات الأخيرة في مجالات مختلفة مثل حماية التراث الثقافي، وتنمية الموارد السياحية، وترميم الآثار الثقافية، وتسويق السياحة الدولية قد جذب الانتباه، مثل المتحف المصري الكبير وترميم المتحف القومي للحضارة، وكذلك طريق الكباش بالأقصر والمعبد اليهودي بالإسكندرية والعديد من الآثار الثقافية. أعتقد أنه يمكننا التواصل والتعاون بشكل أكبر في العديد من المجالات مثل الثقافة والآثار والسياحة وغيره، والتعلم من بعضنا البعض وإحراز تقدم مشترك.

كيف ستكون المشاركة الصينية في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام؟

يسعدني أن أرى معرض القاهرة الدولي للكتاب يقام في موعده. وفقًا للتقارير المختصة، فقد وصل عدد الجمهور في اليوم الأول من معرض الكتاب إلى 91 ألفًا، مما يدل على أن مصر تزخم بمحبي  القراءة. يعد معرض القاهرة الدولي للكتاب أحد أكبر معارض الكتاب الدولية في العالم ومنصة مهمة للكتب العربية حول العالم. لطالما أولت صناعة النشر الصينية أهمية كبيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وللقراء العرب. تصدر الصين عددًا كبيرًا من الكتب العربية كل عام، كما تقوم بترجمة ونشر الكتب العربية المتميزة. أتطلع إلى المزيد من التعاون مع الزملاء والقراء من الدول العربية. بالطبع  تستضيف الصين أيضًا العديد من معارض الكتاب الدولية كل عام، كما نرحب بالناشرين المصريين للمشاركة بفاعلية في الصين. بسبب الوباء لم يشارك الناشرون الصينيون بشكل مباشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذه المرة، لكن يوجد دار نشر مصرية لديها تعاون ممتد مع دور نشر محلية صينية شاركت في المعرض. من المعروف أن منافذ العرض الأربعة لدار النشر عرضت أكثر من 500 كتاب صيني، تغطي السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والأدب وما إلى ذلك، وكتب الأطفال المصورة وغيرها من المجالات، بما في ذلك أعمال الرئيس شي جين بينغ،وكتب الاطفال (أكثر من 100 كتاب لدار نشر jieli  بمصر)، والمواد التعليمية الصينية (أكثر من 150 كتابًا من دار نشر تعليم اللغة الصينية).

أعتقد أنه في المستقبل القريب سنركز على عقد صفقات حقوق التأليف والنشر وتدشين منصات استثمار وتمويل في مجال نشر الكتب بين الصين ومصر، وتعزيز التعاون في مجال الملكية الفكرية ومجال النشر بين الصين ومصر، وتقديم المزيد من مواد القراءة عالية الجودة وعالية المستوى للقراء في الصين ومصر.

هل يمكن أن نري الفيلم الصيني والمسلسل والكتاب قادر علي المنافسة مع نظيره الأمريكي في السنوات القادمة؟

في السنوات الأخيرة  تطورت الصناعات الثقافية في الصين بشكل سريع وأصبحت تدريجيًا جزءًا مهمًا من الاقتصاد الوطني. نأخذ فقط صناعة السينما كمثال، وفقًا للإحصاءات في عام 2021، وسط الانهيار الذي أحدثه الوباء العالمي، بلغ إجمالي شباك التذاكر السنوي لسوق الأفلام في الصين 47.258 مليار يوان. تم إنتاج 740 فيلما في هذا العام، مع إجمالي جمهور بلغ 1.167 مليار في دور السينما بالمدن وشباك التذاكر المحلي 39.927 مليار يوان.أريد أن أشير إلى أن تطوير صناعة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية ونشر الكتب في الصين لا يهدف إلى التنافس مع الولايات المتحدة. ليس لدينا نية للتنافس مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى. الغرض الأساسي من بناء وتنمية الثقافة الصينية هو تلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب الصيني للحياة الثقافية، أي لخدمة الشعب.

بالطبع في مرحلة التنمية  لا تخشى الصين ولا تقلق من التنافس مع نظيرتها الأمريكية. الصين مستعدة لتقديم ومشاركة المزيد من المنتجات الثقافية الأفضل مع العالم، كما أنها مستعدة للتعلم وتقديم منتجات ثقافية ممتازة مع الدول الأخرى.

كيف تقدم الصين نموذجًا ثقافيًا مغايرًا ومختلفًا عن ما تقدمه الثقافة الغربية الأوروبية والأمريكية؟

المنتجات والخدمات الثقافية التي تقدمها الصين تختلف عن الثقافات الأوروبية والأمريكية، وسبب ذلك الجينات الثقافية الفريدة للصين. لا يوجد تفوق أو دونية بين الاثنين. تدعم الصين بقوة تنوع حضارات العالم. الزهرة المنفردة لا تخلق ربيعا. الحضارات ملونة ومتنوعة. يعطي التنوع والانسجام بين الحضارات البشرية قيمة للتبادلات وللتعلم. هذا هو سحر الثقافات والحضارات. الحضارة هي الذاكرة الجماعية للبلد أو الأمة. على مدار التاريخ الطويل شيدت البشرية وطوّرت حضارات متنوعة، من العصر البدائي إلى المجتمع الزراعي، ومن الثورة الصناعية إلى مجتمع المعلومات، رسمت خريطة وكتبت فصل ملهم من الحضارات. إذا كان هناك نوع واحد فقط من الزهور في العالم، مهما كانت جميلة، فهي رتيبة. الحضارات الصينية والمصرية وكذلك الحضارات الأخرى في العالم كلها منجزات خلق الإنسان. تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات سيؤدي إلى إثراء الحضارة الإنسانية، وتمكين شعوب جميع البلدان من التمتع بحياة فكرية أكثر ثراءً وخلق مستقبل ذو بدائل وتنوع أكثر.

هل العالم مقبل علي حروب ثقافية انعكاسًا للصراعات السياسية؟

  لا يتفق الغالبية العظمى من الخبراء والعلماء الصينيين مع نظرية "صراع الحضارات" التي وضعها صموئيل هنتنغتون السياسي الأمريكي، وأنا كذلك.

  أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ ذات مرة إلى أن الحضارات ملونة ومتساوية وشاملة. وطالما أننا نتمسك بروح الشمولية فلن يكون هناك صراع بين الحضارات". نحن بحاجة إلى احترام تنوع الحضارات، واستبدال الاغتراب والصراع بالتفوق  والتعلم والتعايش المتبادل. إن تعزيز التبادل والتواصل للثقافة الصينية مع الدول الأخرى جزء مهم من بناء مجتمع  ذو مصير مشترك للبشرية. تعزيز الحوار الثقافي  والتبادل والتعاون مهم لتدعيم ازدهار الثقافة العالمية، والحفاظ على تنوع الثقافات البشرية وتنوع مسارات التطور التاريخي للمجتمع البشري. 

  يصر بعض العلماء الغربيين على ما يسمى "بصدام الحضارات"، والسبب الأساسي هو استمرار عقلية الحرب الباردة والفكر الصدامي. في هذا الصدد، يجب على الدول النامية  بما في ذلك الصين ومصر التمسك بالثقة الثقافية  وتطويرها، والالتزام بمفهوم التنمية الثقافية المتمحور حول الناس، فجميع الإبداعات الثقافية تأتي من الناس، وجميع الثقافات تتطور للناس، والإنجازات الثقافية تخدم الناس. بهذه الطريقة فقط يستطيع عدد كبير من البلدان النامية أن يجد بشكل مستقل مسارًا للتنمية يناسب ظروفهم الوطنية وجيناتهم الثقافية.