البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

صرح تاريخي يستغيث .. سرايا «العُمدة العطافي» بكفر الشيخ مُهددة بالانهيار

سرايا العمدة العطافي
سرايا العمدة العطافي التاريخية

لكل بلد أطلال وشواهد ومبان تراثية تحكي تاريخه وماضيه، وتتحدث عن أسراره، ومن هذه الشواهد والمباني التاريخية، نسلط الضوء على أحد أهم المباني الأثرية سرايا «العُمدة العطافي» التاريخية، بمدينة بيلا، بمحافظة كفرالشيخ، الذى مرّ على تاريخ إنشائها نحو ١٠٤ أعوام، ورغم مرور هذه العقود على هذا الصرح التاريخي الكبير إلا أنه الآن آيل للسقوط.

يقول أحمد حسن على العطافي المنشاوي، أحد ورثة السرايا، إن سرايا «العُمدة العطافي» تُعانى مُنذ أعوام طويلة من الإهمال الشديد، حيث لم يطرأ عليها أي تجديد على الرغم من مرور قرن من الزمن على إنشائها.

وأضاف «المنشاوي»، أن السرايا شهدت أحداثاً تاريخية، أهمها زيارة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر برفقة أعضاء مجلس قيادة الثورة على هامش زيارتهم إلى مدينة بيلا عام ١٩٥٤م، فضلاً عن زيارة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، والقارئ الراحل الشيخ أبوالعينين شعيشع، نقيب قُراء مصر السابق، الذى تلى القرآن الكريم عدة مرات في السرايا بصُحبة القارئ الراحل الشيخ مصطفى إسماعيل، وغيرهم من أعلام مصر.

وأكد «المنشاوي»، إن مُحيط سرايا «العُمدة العطافي» يُعتبر سوقاً أسبوعية لمدينة بيلا مُنذ عشرات السنين، ما أدى إلى تراجع الشكل الجمالي الخارجي للسرايا، وتشويه المظهر الحضاري، وذلك بعدما أهملتها وزارة الثقافة ومحافظة كفر الشيخ، وتركتها تُعانى الشيخوخة التي أصابتها دون أدنى تدخل لإنقاذ هذا المبنى الفريد من نوعه، مُشدداً على سُرعة نقل السوق الأسبوعية من مُحيط السرايا إلى أي مكان آخر، والإسراع في عملية ترميم السرايا، والحديقة، والمُنتزه الخاص بها.

وناشد «المنشاوي»، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، بالإسراع في عملية ترميم السرايا، لما لها من تاريخ طويل وذكريات، وكانت شاهداً حياً على مُعظم الأحداث التي مرت بمصر، وهي يبدو عليها الطابع الأثري، وأقرب لتُحفة معمارية تستحق أن تكون متحفاً أو مزاراً للجمهور بدلاً من إهمالها.

كما طالب أيضاً، اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بوضع السرايا على خريطة السياحة الداخلية لمحافظة كفر الشيخ، وإبراز مكانتها التاريخية والأثرية، ولاسيما أنها تُعد إحدى أقدم السرايات في المحافظة.

وأوضح الأثري الدكتور إبراهيم ماضي، أنه لابد من الترميم العاجل للسرايا، وأيضاً الاهتمام بحديقتها، والمُنتزه الخاص بها، والمنطقة المُحيطة بالسرايا هي الأخرى والتي أُهملت لسنوات طويلة، مع ضرورة عمل بطاقة تعريف للسرايا، ولوحات إرشادية تُوضح طريق الوصول إليها بشكل حضاري وفى أماكن ظاهرة بمداخل مدينة بيلا والطرق المُؤدية إليها، وإنارة المنطقة المُحيطة بالسرايا، وتزويدها بكشافات تُسلط على السرايا لإنارتها من الخارج، ورصف الطرق حولها، وعمل بلدورات الأرصفة وبلاطات إنترلوك عليها، لإبراز الأماكن التاريخية والسياحية التي تتمتع بها محافظة كفر الشيخ.

ويرجع تاريخ إنشاء سرايا «العُمدة العطافي» إلى عام ١٩١٧م، حيث شيدها مُهندس من أصل أوروبي، على الطراز الإيطالي الكلاسيكي، وعُرف مُحيط السرايا لاحقاً بـ«حى العطافي»، نسبةً إلى مالك السرايا وهو «العُمدة العطافي المنشاوي»، والذى يُعد أحد الشخصيات المُؤثرة التي تولت مقاليد الحُكم المحلى في مركز ومدينة بيلا أوائل القرن العشرين.

السرايا تقع على مساحة ١١٥٠ مترا، وتتكون من بدروم، وطابقين علويين، كل طابق يحتوى على ٨ غُرف، ودورتي مياه، وصالة استقبال كبيرة، ويُحيط بالسرايا سور، وحديقة صغيرة، وعن طريق السُلم الخشبي الداخلي يُمكن الوصول للطوابق العليا من السرايا، أما البدروم فكان به المطابخ والجراجات وحُجرات الخدم، وهى ضمن المباني التاريخية والخاضعة لقانون رقم ١٤٤ لعام ٢٠٠٦م، وقد صدر كشف حصر لها من قبل مجلس الوزراء لعام ٢٠٠٩م على أن تكون تحت إشراف الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والذى يتبع وزارة الثقافة، كونها تُعد تُحفة معمارية فريدة من نوعها ذات طراز معماري مُتميز.

السرايا وُلد بها الوزير الراحل المهندس «السيد المنشاوي»، نجل «العُمدة العطافي»، والمُلقب بـ«أبو التعاونيات في مصر» وهو منصب يُساوى وزير الصناعة والتجارة في الوقت الحالي، كما نشأ وتربى في السرايا البكباشي أركان حرب الراحل «محمد على المنشاوي»، نجل شقيق العُمدة، وهو أحد الضباط الأحرار، وكان مُقرباً من مجلس قيادة الثورة.