البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

وائل الإبراشي المفترى عليه!

لا شك أن الأديان كلها وعلى مدى تاريخها تعرضت للاستغلال والتوظيف المصلحي الذي يستغل حاجات الناس الروحية، ويوجه ضمائرهم الدينية ويستثمر قيمهم المقدسة لمصالح ومآرب ذاتية ومكاسب دنيوية خالصة.
ولا شك أيضا أن هذه التجارة بالتدين تخضع في كثير من الأحيان لما تخضع له الظواهر الاقتصادية من قوانين ونواميس، كقوانين العرض والطلب والاحتكار والمنافسة وغيرها، وهي لا تتورع أبدًا عن تزييف الدين وافتعال القصص وبث الخرافات ونشر الأساطير التي تضاعف مكاسبها وتعظم عوائدها.
إن أسوأ ما يواجه المجتمعات هو لي نصوصها الدينية من قبل جماعات بعينها خدمة لأهوائها الشخصية  وتحقيقا لغرس مخالبها في جسد الأمة، محاولة منها لتمزيق نسيجها المتماسك.
ولا شك أن هذه المحاولات عبر العصور هي محاولات بائسة يتصدى لها الشرفاء من سدنة الفكر والرأي جيلا بعد جيل حيث يقومون بتعرية هذه التجارة الكاسدة!
ولعلنا شاهدنا مؤخرا بعد وفاة الإعلامي الكبير"وائل الابراشي" كيف أن استغلت أبواق التطرف هذا المشهد لنفث سمومها العدائية ضد الرجل كرمز كبير من رموز الوطن، محاولين تشويهه بعد أن عاش منافحا وكاشفا شرورهم الإجرامية!
كما شاهدنا أيضا كيف اشتعلت الميديا وكيف أن استغل فزاعة الدين لقاء الراحل عبر برنامجه مع المتطرف"محمود شعبان"ظنا منهم أن لعنة الأخير أصابت الراحل فأردته قتيلا!
عجبا لهؤلاء القوم كيف تسير بهم أفكارهم العدوانية إلى محاولات نهش الموتى بلا وازع من مثقال تدين!
هؤلاء قوم أوتوا من الانحطاط القيمي والأخلاقي ما يندى له جبين الحياء!
هم ليسوا أعداء للراحل"وائل الابراشي"وحسب بل عدائهم لكل من ينتمي لهذا الوطن الكبير مصر!
إن البغضاء التي خرجت من أفواههم جاءت معبرة عما تحمله قلوبهم لرموز مصر الشرفاء لخير شاهد ودليل أنهم ليسوا من بني جلدتنا حتى وإن تشابهت الوجوه والملامح!
لم يك وائل الابراشي في يوم من الأيام عارضا ومزايدا بتدينه الفطري أو متاجرا به بل شهد له من هم في دائرة القرب والجوار عن مدى حرصه رحمه الله على أداء الصلاة في المسجد ومدى إنفاقه وإعالته لليتامى والأرامل والمحتاجين سرا بعيدا عن شو التدين المزعوم!
لكن وللأسف الشديد يبدو أن هذا التفكير بالتشويه ينتشر ويتوغل فى صفوف كثيرين من شباب تيار الإسلام السياسى.
لم يعد مجرد أصوات خافتة.. البعض يطبقه قتلا وترويعا بأساليب وحشية كما يفعل داعش فى ضحاياه، والبعض الآخر يطبقه فى صورة اغتيال معنوى كما يفعل أنصار الجماعة!
و إن كنت أؤكد أن الشخصيات والرموز الوطنية ليست منزَّهة، فهم بشر يصيبون ويخطئون، ولكنهم قدموا لوطنهم الكثير وكان هدفهم الأول والأخير هو الخير لوطنهم..
ولا أظن أن التاريخ سيتوقف ولو قليلا أمام هذا الهراء الذي يحاول أمثال هؤلاء تقديمه على أساس أنه حقائق دامغة، وعلى كل فليشمت في الموت من لا يموت.