البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

قصة 9 أيقونات و3 مخطوطات نادرة عن رحلة العائلة المقدسة

جانب من معرض الأيقونات
جانب من معرض الأيقونات

يعد مجئ السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى مصـر مـن أهم الأحداث التى جرت على أرض مصـرنا الغالية فى تاريخها الطويل، وإن مصر بوركت بأنبياء الله إبراهيم ويوسف الصديق ومناجاة نبى الله موسى وباركتها العائلة المقدسة مدة ثلاث سنوات و11 شهر فى مسافة 2000 كيلو ذهابًا وإيابًا شهدت معجزات السيد المسيح فى المحطات التى مرت بها .

وفى أول يونيو اليوم الذي تحتفل به مصر بقدوم العائلة المقدسة قررت العائلة المقدسة الفرار من حاكم القدس الطاغى "الملك هيرودس" الذي تخوف من أن يزاحمه السيد المسيح في المُلك فأراد قتله عن طريق المجوس فحينما فشل قرر قتل جميع أطفال بيت لحم من دون السنتين ولكنّ وحيًا كان قد جاء للقديس يوسف في الحلم يخبره بأن يأخذ الطفل وأمّه إلى مصر، فهربوا وأقاموا بها حتى وفاة هيرودس قبل أن يعودوا إلى الناصرة وهو ما أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار.

وتزامنا مع إنطلاق فعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، الذي أختتمت فعالياته أول أمس ، خلال الفترة من 10 إلى 13 يناير الجاري، تحت رعاية ومشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحضور بعض قادة وزعماء العالم ووفود وزارية رفيعى المستوى، ومشاركة الشباب من 196 دولة من جميع قارات العالم، وتزامنا مع الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة، أقامت وزار السياحة والآثار معرضًا أثرياً مؤقتًا بمتحف شرم الشيخ تحت عنوان ” رحلة العائلة المقدسة“، والمستمر، لمدة ستة أشهر.

وقال محمد حسنين مدير متحف شرم الشيخ، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": "إن الأنبا أبوللو أسقف سيناء الجنوبية ودير القديس العظيم موسى النبي، افتتح الثلاثاء الماضي معرض الأيقونات الأثرية عن رحلة العائلة المقدسة والهروب الى مصر بمتحف شرم الشيخ، والذي يستعرض مراحل من حياة السيدة العذراء مريم والبشارة، والمعرض يأتي تزامنا مع انطلاق فعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، وتزامنا مع الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة"، موضحا أن المعرض سوف يستمر لمدة ستة أشهر، وجرى اختيار الركن البيزنطي لإقامة المعرض، وفي نهاية المعرض سيجرى الاحتفال بدخول العائلة المقدسة إلى مصر والذي سوف يوافق الأول من يونيو، لافتا إلى إنه جرى إلقاء محاضرة حول رحلة مسار العائلة المقدسة إلى مصر.

وأوضح مدير متحف شرم الشيخ، أن المعرض يضم تسع أيقونات نادرة تعرض لأول مرة خارج كنائس مصر القديمة، وجرى اختيارها من عدد من الكنائس المصرية، وهي كنائس أبي سرجة، والمعلقة، والشهيد مرقوريوس أبو سيفين، والدمشيرية، والقديس مارمينا، والملاك ميخائيل، مشيرا إلى أن الأيقونات المعروضة ترجع جميعها إلى القرنين 18 و19 الميلادي، وتضم أيقونة للسيدة العذراء مريم، وأخرى لرئيس الملائكة غبريال، وثالثة تُمثّل مشاهد سيرة حياة السيدة العذراء مريم تصورها في المنتصف تحمل يسوع الطفل.

وأضاف أن من بين الأيقونات واحدة تصور الهروب إلى مصر، وأخرى للسيدة مريم العذراء تُرضع طفلها عيسي عليه السلام، وثالثة للعائلة المقدسة والقديس يوحنا المعمدان، ورابعة لميلاد السيد المسيح، وخامسة البشارة، بالإضافة إلى 3 مخطوطات من المُتحف القبطي بمصر القديمة وهي مخطوط البشارة ومخطوط ميمر السيدة العذراء ومخطوط السنكسار. 

وأضاف حسنين أنه سيجرى الاعلان عن ورش عمل قريبا بالمتحف لتعلم ماهية الايقونه وكيفية عمل الايقونات الي جانب القاء محاضرات بصفة دورية للمرشدين السياحين عن الفن القبطي واهم مايميز الايقونات في معرض المتحف المؤقت.

وقالت ميريام ادوارد المشرف العام على متحف شرم الشيخ، إن الأيقونات المعروضة تضم أيقونة للسيدة العذراء مريم متوَّجة تحمل يسوع الطفل يسوع متوَّجًا، وعلى كلا جانبيّ رأس السيدة مريم يوجد إثنين من الملائكة راكعين على السحاب ويضعان التاج على رأس السيدة العذراء. وأيقونة رئيس الملائكة غبريال يحمل بيده اليمنى لفافة غير ملفوفة عليها نص باللغة العربية، ويمسك بيده اليسرى جلوب. وأيقونة تُمثّل مشاهد سيرة حياة السيدة العذراء مريم تصورها في المنتصف تحمل يسوع الطفل، وعلى كلا جانبيّ رأس السيدة مريم من أعلى يوجد إثنين من الملائكة يضعان التاج على رأسها، ويحيط بهما عشرة مشاهد من حياتها. وأيقونة أخرى تصور الهروب إلى مصر، حيث تظهر السيدة العذراء مريم والطفل فوق الحمار، وخلفهم يوسف النجار. وفي خلفية الأيقونة تظهر امرأة أخرى، بالإضافة إلى عنصر معماري. وأيقونة السيدة مريم العذراء تُرضع طفلها يسوع ويحيطها ثلاث ملائكة إلى يمينها وحمامة إلى يسارها.

كما يضم المعرض أيقونة العائلة المقدسة والقديس يوحنا المعمدان، وأيقونة ميلاد السيد المسيح، وأيقونة البشارة والتي يظهر فيها الملاك أمام السيدة العذراء يبشرها بحملها ممسكًا بيده اليسرى فرعًا من الزهور، ويوجد طائر في الوسط.

أما المخطوطات فأشارت المشرف العام للمتحف، إلى أنها عبارة عن مخطوط البشائر الأربعة ويشير هذا المخطوط إلى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، حيث تظهر في الصفحتين اليمنى واليسرى بعض المقتطفات من إنجيل متى التي تذكر هذا الحدث الجليل. ويبلغ عدد أوراق المخطوط (207) ورقة، أغلبها مزخرفة ومحلاة بالمِداد الأزرق والأحمر، والذهبي. 

ومخطوط يُمَثِّل الجزء الثاني من السِّنْكِسار، الذي يحتوي على ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر في يوم 24 من شهر بشنس القبطي. كُتِبَ المخطوط باللغة العربية، ويشتمل على (247) ورقة كُتبت رؤوس الموضوعات فيها بالمِداد الأحمر. 

هذا بالإضافة إلى مخطوط ميامر السيدة العذراء وعجائبها والذي يسرد الأحداث التي وقعت عند مجئ العائلة المقدسة إلى مِصر. كُتِبَ المخطوط باللغة العربية ويشتمل في بعض أوراقه على زخارف هندسية.

و العائلة المقدسة قطعت بمصر 2000كيلو ذهاب وإياب ومكثت بها 3 سنوات و11 شهرا وبدأت رحلتها من رفح بشمال سيناء إلى دير المحرق بالقوصية، موضحا أن الكنيسة القديمة بالدير وهى كنيسة السيدة العذراء هى البيت المهجور الذى عاشت فيه العائلة المقدسة وبقى على مساحته كما هو حتى الآن، وعندما تحول هذا البيت فى العصر المسيحى المبكر إلى كنيسة تم إجراء التقاسيم والحواجز المناسبة لطقس الكنيسة.

ويتميز هيكل الكنيسة بمذبح حجرى والمعروف لدى علماء الآثار باستخدامه منذ عصر مبكر، وهو الحجر الذى جلس عليه السيد المسيح طبقًا للتقليد.

والمذبح على شكل مكعب غير متساوى الأضلاع على سطحه رخامة لها حافة على شكل نصف دائرة وتاريخه 11 ديسمبر 746م، وتعد الرخامة النصف دائرية من الأشكال النادرة التى تنفرد بها المذابح القبطية الأثرية فى مصر.

وفكرة النصف دائرة هى تقليد قبطى قديم ظهر فى الأيقونات التى تمثل العشاء الربانى وفيها المائدة على شكل نصف دائرة ويعتبر الهيكل بحجرتيه والمذبح أقدم ما يوجد حاليًا بالكنيسة الأثرية ومع تعدد الترميمات أصبحت حوائطه السميكة.