البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أنا القبطى فى المملكة

جمال رشدى
جمال رشدى

منذ ٢٠٠١ وأنا متواجد فى المملكة العربية السعودية الشقيقة، وسأغوص بكم فى الكثير من مكونات هذا المجتمع الذى عشت فيه سنوات طويلة.
فهل يصدقنى أحد عندما أقول عبر كل تلك السنوات، لم يصادفنى موقف يعبر عن العنصرية الدينية ضدي، أعلم أن كلماتى ستكون غريبة على مسامع الكثيرين،، عملت فى مجالات متعددة شركات وبنوك، وفى كثير من الأحيان لم يكن غيرى قبطي، وفى كل هذا لم أجد إلا التقدير والاحترام والمحبة والتسامح.
حتى الجنسيات الأخرى التى عملت معها لم أجد أى عنصرية دينية ضدى ، فبجانب الثقافة الاجتماعية للمجتمع السعودى القائم على الكرم والأصالة وخصوصا مع الضيف، هناك قوة القانون الذى جعل من المجتمع السعودى أفضل مجتمعات العالم فى الأمن والرخاء، فأمام هذا القانون الصارم والناجز لا تمييز بين أمير وعامل غلبان، كفى أن أقول فى وقتنا الحاضر اختفت الجريمة والفساد بشكل شبة كامل، فلا أحد يستطيع أن ينطق بكلمة مخالفة للعرف الاجتماعى أو للقانون، فمواقع التواصل الاجتماعي، التى تعج بالملايين لا يستطيع أحد نشر شيء مخالف أو مؤذى للمجتمع أو لشخص، فى التو واللحظة يتم القبض عليه.
بناء على دعوة من ولى العهد سمو الأمير محمد بن سلمان جاء إلى المملكة صاحب النيافة الأنبا مرقص مطران شبرا الخيمة وتوابعها لزيارة السعودية عدة مرات، وفى الغالب أكون مرافق له، يتم استقباله بكل تقدير وتبجيل واحترام فى كل مكان، ويتم التعامل مع زيارته إعلاميا وشعبيا بكل رقى وترحيب.
والآن المملكة تعتلى صدارة دول العالم من حيث الأمن والأمان والنزاهة، بل وصل الأمر أن تكون الدولة الأولى فى العالم فى الإدارة الإلكترونية، يكفى وأنت تجلس فى مكانك أن تنجز كل معاملاتك عبر المحمول الذى فى يدك، وأن كنت فى الطريق بسيارتك وحدث أى حادث فمن تليفونك تصور الحادث وترسلة على تطبيق مخصص للمرور فى التو واللحظة تانى سيارة المرور ويتم تقدير الحادث وأضراره لكل طرف كل ذلك إلكترونيا، وبعد أيام قليلة يأتى مبلغ المال المستحق لأضرارك من الشركة المؤمن على الطرف الآخر لحسابك البنكي،، تقريبا فى كل المعاملات اختفى العنصر البشرى بها، وبالتالى اختفى كل الفساد بكل أنواعه.
تحتضن المملكة العربية السعودية ما يقرب من عشرة ملايين عامل من جنسيات مختلفة بينهم جميع العقائد والأديان منهم البوذى َالهندوسى وغيرهم من العقائد الأخرى، يعيشون ويعملون بكل حرية وأمن وأمان، لا تخرج كلمة غير لائقة ضدهم ولا يجروء مواطن على إهانة أى عقيدة لهم.
ومن هنا أقول وبكل تأكيد، القانون هو من يصنع الثقافة،، لأن الشعوب التى عاشت خارج دائرة التعليم الصحيح،، تتعود ولا تتعلم، وهنا القانون الذى يعلمها ويلزمها، أما الأدوات الناعمة للتغير مثل التعليم والأعلام فتلك عوامل مساندة ومساعدة للمساهمة فى تغيير التركيبة الثقافية للمواطن، ولكن غير قادرة بمفردها على التغيير.
مصر تحتاج الكثير من صرامة القانون على الكلمة والفعل، فمن فوضى الكلمة يأتى خراب الفعل.
وأخيرا أتمنى دوام التقدم والازدهار لدولة العدل والقانون المملكة العربية السعودية، وأتمنى لوطنى الذى أعيش فيه بروحى وكل جوارحى أن يسير على خطى المملكة فى ما تقوم به لرفعة شأن المجتمع والمواطن.