البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"قتيل في مقر النهضة التونسية".. سامي السيفي يحرج"الغنوشي"

حريق داخل مقر حركة
حريق داخل مقر حركة النهضة

وقعت حركة النهضة الإخوانية ورئيسها راشد الغنوشي، في أزمة جديدة تعصف بها، حيث صوبت تجاهها سهام النقد والاتهام بعد وفاة عضوها الإخواني سامي السيفي، 51 عاما، الذي أشعل النار في نفسه داخل مقر الحركة، وفق ما نقلته مواقع إخبارية محلية، نتيجة تعرضه لمماطلات كثيرة من قيادات الحركة فيما يتعلق بعودته للعمل الذي طرد منه.

يمتلك "السيفي" تاريخًا طويلا داخل الحركة التي تجاهلته، حيث قضى في السجن مدة عشر سنوات في ظل حكم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على خلفية اتهامه بالانضمام لجهاز الإخوان السري والاشتراك في تنفيذ عملية "باب سويقة" الذي أسفر عن قتلى وجرحى فى العام 1991.

واتهمت سميرة السيفي، شقيقة القتيل، في مداخلة مع برنامج إذاعي، راشد الغنوشي وأعضاء الحركة باستدراج شقيقها للحديث معه في مقر الحركة بينما أضرموا فيه النار ليصبح جثة متفحمة.

وأحاط الغموض بحادث "حريق النهضة" وتضاربت الأقوال ما بين هجوم على المقر من غاضبين، وما بين تسلل أحد الأشخاص إلى المقر بهدف تخريبي، لكن تصريحات الغنوشي، بحسب مواقع إخبارية تونسية، أثارت ردود الأفعال بعدما ألقى باللوم على أطراف داخل الحركة منعت وصول الحقوق المالية لـ"السيفي" ما جعله يقدم على إشعال النار في نفسه.

وعلق الكاتب التونسي باسل الترجمان على حادث مقتل السيفي داخل الحركة، أن الجميع يعلم أن الرجل طُرد من عمله، وتم التشفي به لأنه كان محسوبًا على قيادة مطرودة مؤخرا من الحركة، فأراد الغنوشي أن يبرر هذا الحدث فزاد الأزمة اشتعالا، وزاد من تعرية الفرق الشاسع بين قيادات الجماعة وبين العناصر التي تاجرت بها وزجت بها في السجون.

وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": الحادث مؤشر خطير على واقع حال ما يجري داخل النهضة، وفي ظني أنه سيكون له ارتدادات خطيرة على أعضاء الحركة، فكل يوم من داخل الحركة تنفجر أزمة جديدة، وصلت إلى أن يحرق أحد أعضائها القدامى نفسه داخل مقرها في تعبير يائس لمحاولته فهم ما يجري معه، وتعبير عن حجم القطيعة بين قيادة النهضة وما بقى لها من عناصر في الشارع التونسي.

وفي مداخلة لإذاعة موزاييك التونسية، كشف القيادي السابق بحركة النهضة كريم عبدالسلام، والمتورط في قضية "باب سويقة" أن حركة النهضة أنفقت المليارات على حفلات متعهم الشخصية وتمويل انتخاباتهم وعقودهم المشبوهة مع منظمات دولية لتلميع وجه الحركة السياسي في الخارج، بينما لا يجدون القليل من المال للسيفي الذي يعاني قلة الرزق.

وتساءل "عبدالسلام": "كيف لراشد الغنوشي رئيس الحركة أن يجد الكثير من المال لأفعالهم المشبوهة، ولا يجد القليل من المال لمنخرطي الحركة كي يعيش محفوظ الكرامة".

وفي مارس الماضي، فجَّر كريم عبدالسلام، أزمة في وجه حركة النهضة الإخوانية بعدما تحدث في لقاء تلفزيوني محلي عن علاقة حركة النهضة بتنفيذ عملية "باب سويقة" الذي تنصلت منها الحركة ووصفتها في تصريحات سابقة أنها "عملية فردية لشباب الحركة".

وقال "عبدالسلام" الذى قضى من عمره في السجن 13 سنة: إن قيادة الحركة كانت على علم بالعملية، التي جاءت تحت خطة صادق عليها هيكل النهضة في مؤتمرها. 

وعن لحظة التنفيذ شرح "عبدالسلام": تعالت أصوات التكبير، وهجمت مجموعة من 16 عنصرا من النهضة بعد انقطاع التيار الكهربائي على مقر الحزب "الحزب الحاكم آنذاك".