البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مكتبة المعرفة.. "النهر لا يحترق"

رواية النهر لا يحترق
رواية النهر لا يحترق

تمتلئ المكتبة العربية بآلاف الكتب القيمة والرائعة ذات القيمة المعرفية الثابتة والمعلوماتية الثمينة، شملت كافة أنواع الكتابة الدينية والتاريخية والتوثيقية وغيرهم من كتابات عديدة متنوعة.

وخلال تلك السلسلة التي تحمل عنوان "مكتبة المعرفة" تركز "البوابة نيوز" في كل حلقة على كتاب له قيمة تاريخية معرفية سواء لمحتواه أو كاتبه، وتحمل الحلقة الخامسة رواية «النهر لا يحترق» للكاتب الراحل ثروت أباظة، التي صدرت سنة 1985، رواية «النهر لا يحترق» عبارة عن 16 فصل.

يقول ثروت أباظة في الفصل الأول من روايته: "سنوات طيبة عاشها الزوجان معًا، العمل عند كليهما يحميهما من الفراغ والشجار، والإجازة السنوية تجدد نشاطهما، والخروج إلى الفسحة كل أسبوع يدخل على حياتهما اليومية الرتيبة تجديدًا، وكانا يذهبان في كل يوم أحد إلى كنيسة الأروام، ثم يتناولان الشطائر عند الغداء في حديقة وابور النور، الذي يقع في آخر الزقازيق بعد منشأة أباظة، ثم يذهبان إلى سينما أبولون في حفلة الساعة السادسة، ولا يمنعهما شيء عن هذا البرنامج إلا المرض ونادرًا ما كانا يعرفانه، والعجيب أو ربما لم يصبح عليهما عجيبًا أنهما كانا يستمتعان غاية المتعة بالموسيقى العربية والمارشات العسكرية، التي كانا يسمعانها من فرق الجيش في كشك وابور النور، فقد كانت موسيقى الجيش تعزف أيام الخميس والجمعة والأحد من بعد الظهر".

ويضيف أباظة في الفصل الثاني: "وفي الزقازيق ستقيم هي عند عثمان بك وأنا سأقيم عند الخواجة، وقد قال إنه سيترك لي غرفة أستقبل فيها عروسي في الإجازة، وقال أيضًا إنه سيرسلني أسبوعًا في لوكاندة رأس البر كهدية زواج منه، والله حلوة هذه، والبنت نعمات تقول لي في ابتسامتها الحلوة، التي تحاول أن تخلطها بتكشيرة: أكنت حفظت القرآن والكتابة والحساب لتظل طول عمرك صبي مقهى؟ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ. من يدري ربما يكون عملي مع الخواجة لمبرو هو المصير الذي اختاره الله لي".

ويتابع في الفصل الثالث الرواية قائلا: (صار سويلم قريبًا إلى نفس الحاج محمدين وولده فؤاد، فهما يأنسان إليه ويقبلان على حديثه، يجدان النقاء بغير زيف، والرضى بغير شكوى، وقبول الحياة بغير شروط، فقد تعوَّد كلاهما ألا يجدا عند الناس إلا التذاكي مع الغباء، والسخط بغير جهد، والشروط يضعها كل ابن آدم في عقده مع الحياة، وكأن الحياة أمه التي لم تنجب سواه).