البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الرئيس الروسي يزور نيودلهي لاحتواء تقارب أمريكا والهند

بوتين
بوتين

يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهند، اليوم الإثنين، في مسعى لتعزيز علاقاته مع حليف تقليدي تعمل الولايات المتحدة على التقرب منه.

والزيارة تعد ثاني جولة خارجية لبوتين منذ تفشي وباء كوفيد-19، ما يدل علي الأولوية التي توليها موسكو للهند.

وفي إطار محاولتها التعامل مع تزايد النفوذ الصيني، أسست الولايات المتحدة حوار "كواد" الأمني مع الهند واليابان وأستراليا، في خطوة أثارت قلق الصين وروسيا على حد سواء.

وكانت الهند مقربة من الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة، وهي علاقة استمرت حتى إن نيودلهي وصفتها بـ"الشراكة الاستراتيجية الخاصة والمميزة".

وأوضح ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي لبوتين خلال قمة عبر الإنترنت عقدت في سبتمبر الماضي أن الصداقة بين بلاده وموسكو صمدت أمام اختبار الزمن، مضيفا أن روسيا كانت ومازالت صديقا رائعا لبلاده.

وتعتبر هذه الزيارة الثانية لبوتين إلى الخارج منذ بدأ انتشار وباء كورونا. ولم يحضر الرئيس الروسي قمة لمجموعة العشرين ومن ثم "كوب26" للمناخ هذه السنة، بعد قمة عقدها مع نظيره الأميركي جو بايدن في جنيف في يونيو الماضي.

وقال ناندان أونيكريشنان من "مؤسسة أوبزرفر للأبحاث" في الهند أن زيارة بوتين تعد زيارة "رمزية بدرجة كبيرة".

وتابع "كانت هناك العديد من التكهنات حيال طبيعة العلاقة الهندية-الروسية وبشأن إن كانت تتشظى بسبب تقارب روسيا مع الصين من جهة والهند مع أمريكا من جهة أخرى، لكن هذه الزيارة تضع حدا لكل ذلك، إلا أنه سيتوجب على الرئيس الروسي التعامل مع توازنات إقليمية معقدة، في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين الهند والصين، الحليف التقليدي لروسيا، بعد اشتباكات دامية في منطقة متنازع عليها في الهيمالايا.

ولفتت تاتيانا بيلوسوفا من جامعة "أو بي جندال جلوبال" في هريانا إلى أن "نفوذ موسكو في المنطقة محدود للغاية.. نظرا بدرجة كبيرة إلى علاقاتها القوية مع بكين وعدم رغبتها بالتصرف بشكل يتعارض مع المصالح الصينية الإقليمية".

وقال الكرملين الأسبوع الماضي أن قضايا الدفاع والطاقة ستكون على رأس الأولويات خلال المحادثات، فيما سيحضر أيضا رئيس مجموعة الطاقة الروسية العملاقة "روسنفت" إيجور سيتشين نظرا إلى وجود "عدد من اتفاقيات الطاقة المهمة" المطروحة على طاولة المحادثات.

ولطالما كانت موسكو مزودا رئيسيا للأسلحة إلى الهند، التي تتطلع لتحديث قواتها المسلحة. ومن أهم العقود القائمة حاليا بين الجانبان عقد لمنظومة "إس-400" الصاروخية الدفاعية.

وتم توقيع الاتفاق البالغ قيمته أكثر من 5 مليارات دولار في 2018. وأفادت تقارير أن عملية التسليم بدأت، لكن الأمر يهدد بزعزعة العلاقة بين الهند والولايات المتحدة.

وهددت واشنطن بفرض عقوبات بموجب "قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة عبر العقوبات" الهادف لكبح جماح موسكو، فيما لفتت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إلى عدم وجود أي قرارات ترتبط بمنح الهند استثناءات في هذا الصدد.

وتسعى الهند لزيادة إنتاجها المحلي وأطلقت مشروعا مشتركا مع روسيا لتصنيع بنادق هجومية من طراز "أيه كي-203".

وتعقد الهند وروسيا عادة قمما دولية، لكن آخر اجتماع شخصي بين زعيمي الدولتين جرى على هامش قمة مجموعة بريكس 2019 التي استضافتها البرازيل.

وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان الشهر الماضي إن "الرئيسين سينظران في وضع وآفاق العلاقات الثنائية وسيبحثان طرق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين".

وعقد وزيرا خارجية ودفاع الدولتين محادثات الاثنين قبيل وصول بوتين.

ووقع عدد من الاتفاقيات والعقود لشراء أسلحة صغيرة وتعزيز التعاون العسكري، بحسب ما قال راجنات سينج وزير الدفاع الهندي عبر حسابه على "تويتر".

وقال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن مواقف بلاده والهند "متطابقة أو شبه متطابقة حيال أغلب القضايا العالمية والأمنية المهمة".