البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

السينما الآسيوية تميمة النجاح.. رشا حسني: ردود الأفعال فاقت كل التوقعات.. وفيلم "إنطوائيون" يمثل رهانًا خاصًا

فيلم إنطوائيون
فيلم إنطوائيون

شهدت مسابقات وعروض مهرجان القاهرة السينمائي المختلفة على مدى فعالياته تقديم عدد من الأفلام المهمة والجيدة، ولكن كان من المثير للاهتمام الاهتمام الواسع والإشادات العديدة التي حازت عليها الأفلام الآسيوية سواء من حيث الجودة أو عمق القصص والتجارب الإنسانية التي تقدمها، وهو ما تم ترجمته في جميع عروض هذه الأفلام والتي شهدت حضورا جماهيريا كثيفا، وهو ما أدى إلى نفاد تذاكر العروض.

وكان من أبرز العروض التي حظيت بإشادات واسعة، فيلمان للمخرج الياباني ريوسوكي هاماجوتشي، والذي يشارك بفيلمين في مهرجان القاهرة هذا العام ضمن القسم الرسمي خارج المسابقة الرسمية، وهما: "قودي سيارتي" و"عجلة الحظ والفانتازيا"، واللذان قدما تجارب إنسانية عميقة تتمحور حول الحب والخيانة؛ وعلى الرغم من طول مدة عرض هذين الفيلمين، إلا أن ذلك لم يشكل عائقا كبيرا بسبب دقة وإحكام السيناريو وسلالة ومرونة الحوار.

من جانبها، عبرت الناقدة والمنتجة السينمائية رشا حسني، مبرمج الأفلام الآسيوي وعروض قسم منتصف الليل، عن سعادتها بردود الفعل الإيجابية من جانب الجمهور والنقاد عن الأفلام التي تم عرضها خلال المهرجان، مشيرة إلى أن هذا النجاح انعكاس طبيعي للمجهود الذي يبذله فريق البرمجة الذي يعمل على مدى ١١ شهرا قبل بداية المهرجان، وليس قبيله بشهر أو اثنين كما يظن البعض.

وأضافت حسني لـ"البوابة"، أن اختيارات المهرجان هذا العام تعكس ثقة صناع هذه الأفلام في مهرجان القاهرة السينمائي، حيث يفضل عدد كبير منهم تقديم وعرض أعمالهم كونه منصة انطلاق قوية لمشاريعهم في المنطقة العربية باعتبار القاهرة السينمائي من المهرجانات السينمائية المصنفة في الفئة "A" في اتحاد المنتجين الدوليين.

وعن عملية برمجة واختيار الأفلام، قالت حسني إنها لم تكن مهمة سهلة على الإطلاق، بل تمثل الكثير من التحديات خلال تتبع أحدث وأهم الأعمال السينمائية التي تطرح سنويا، مشيرة إلى أن عمل لجان البرمجة يبدأ في شهر يناير أي قبل بداية المهرجان بنحو عام؛ وأشارت إلى أن الفيلم الكوري الجنوبي "إنطوائيون" كان بمثابة رهان خاص بالنسبة لها، خاصة أن الفيلم لم يعرض سوى في مهرجان سان سيباستيان السينمائي في إسبانيا، وتم اختياره المشاركة في مهرجان القاهرة حتى قبل أن يتحدد مصيره في خريطة الجوائز العالمية.

فيلم "قودي سيارتي" والفائز بجائزة السيناريو من مهرجان كان السينمائي، يتبع قصة يوسوكي كافوكو، ممثل ومخرج مسرحي لا يزال غير قادر على التكيف مع فقدان زوجته المحبوبة بعد عامين من وفاتها. يقبل إخراج "العم فانجا" في مهرجان مسرحي في هيروشيما، وهناك يلتقي ميساكي، وهي شابة منطوية، يتم تعيينها لقيادة سيارته. بين جولات السيارة سيتم الكشف عن أسرار من الماضي والاعترافات الصادقة.

أما فيلم "عجلة الحظ والفانتازيا" الفائز بجائزة الدب الفضي لجنة التحكيم الكبرى بمهرجان برلين السينمائي الدولي، يقدم هاماجوتشي من خلاله تأريخا لحياة المرأة في اليابان المعاصرة، ثلاث حكايات فضفاضة الترابط تتأثر فيها العلاقات الإنسانية بفرصة مصيرية لا يمكن التنبؤ بها. يرفق هاماجوتشي التيمات الكبرى للحب والانتقام والمصالحة في حوارات طويلة ومكتوبة بعناية تنتقد بمهارة المشكلات التي يواجهها المجتمع الياباني اليوم.

وضمن عروض المسابقة الرسمية عرض الفيلم الكوري الجنوبي " إنطوائيون" للمخرجة هونج سيونج يون، وشهد حفاوة كبيرة من الجمهور بعد انتهاء عرضه. ويتبع قصة جينا، وهى تحاول تقييم عزلتها ووحدتها بعد وفاة أحد جيرانها.

وحظي الفيلم البنغالي "رجل بلا وطن" للمخرج مصطفى سوار فاروقي، وهو إنتاج بنغالي هندي أمريكي مشترك، فكان له نصيب كبير من الإشادات النقدية الواسعة خاصة أنه يقدم قضية معاصرة وملحة تؤرق الملايين من المهاجرين والمغربين عن أوطانهم حول العالم؛ ويتبع الفيلم قصة نافين تشيما الذي اضطهد في بلد ما لكونه "غير مسلم"، وفي بلد آخر لكونه "مسلما"، وجد ملاذا مؤقتا في حماية هوية مصطنعة في سعي حافل بالأحداث من أجل الشعور بالانتماء.

وقدم المخرج الإندونيسي إدوين، فيلمه الأحدث " الانتقام لي والآخرون يدفعون نقدا"، الفائز بجائزة الفهد الذهبي من مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، يقدم قصة أجو كوير، مقاتل لا يخشى شيئا، ولا حتى الموت. دافعه الهائل للقتال هو سر - عجزه. عندما يتقاطع طريقه مع مقاتلة قوية تدعى إيتيونج، لا يتعرض للضرب بالأسود والأزرق فحسب، ولكنه أيضا يقع في الحب. هل سينتهي بأجو المطاف إلى حياة سعيدة مع إيتيونج، ويصل في النهاية إلى راحة البال؟
وبدأ المخرج الإندونيسي إدوين، بتقديم الأفلام القصيرة عام 2003، وفي 2008، قدم فيلم " Blind Pig Who Wants to Fly أو خنزير أعمى يريد أن يطير" وفاز عنه بجائزة فيبرسي بمهرجان روتردام السينمائي، وفي 2012، ترشح لجائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي عن فيلم " Postcards from the Zoo أو بطاقات بريدية من حديقة الحيوان".