البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

إجراءات حكومية حاسمة لمواجهة كورونا.. والصحة العالمية تحذر من "أوميكرون".. وأطباء: ما زال يتم رصد المتحور الجديد وجدوى اللقاحات ضده

البوابة نيوز

تزامنًا مع تطبيق قرار حظر دخول المواطنين المصالح والهيئات الحكومية دون تلقي لقاح فيروس «كورونا» المستجد، ابتداءً من أول شهر ديسمبر الجاري، تشدد الحكومة على تطبيق الإجراءات الوقائية في ظل انتشار المتحور الجديد للفيروس «أوميكرون» في جنوب أفريقيا.

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، القائم بأعمال وزير الصحة، أنه لم يثبت إصابة أي حالة بـ"أوميكرون" في مصر حتي الآن، مستعرضًا في الوقت نفسه الإجراءات الوقائية سريعة التدخل في مصر، والتي تضمنت إيقاف الرحلات المباشرة من وإلي جنوب أفريقيا، وتنشيط ترصد المرض بنقاط الدخول عن طريق إجراء تحاليل PCR ID Now للقادمين من الدول التي ظهرت بها حالات المتحور «أوميكرون». 

الجهات الحكومية المطبق عليها القرار والأخرى المستثناة

أوضح السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، في تصريحات تليفزيونية، أن المصالح والهيئات التي سيسري عليها تطبيق القرار تتمثل في جهات استخراج بطاقة الرقم القومي أو بدل فاقد لبطاقة التموين أو تراخيص السيارات أو رخصة القيادة، وكافة خدمات السجل المدني، مضيفًا أن الجهات المستثناة من هذا القرار، هي البنوك ومحطات المترو والأتوبيس فلن يطبق عليها ذلك، فهى ملتزمة بالإجراءات الاحترازية المعلنة والمطبقة مسبقًا.

خطورة متحور أوميكرون

أكدت مها طلعت، المستشارة الإقليمية لمقاومة مضادات الميكروبات بمنظمة الصحة العالمية، أن المتحور الجديد "أوميكرون" يمثل بعض الخطورة مقارنة بغيره من المتحورات، لأنه يحمل تغيرات جينية كبيرة تصل لـ32 متغيرا في البروتين المميز للفيروس، موضحة أن البيانات التي صدرت من جنوب إفريقيا تشير إلى أنه هناك تفشي لهذا المتحور بين مجموعة من الطلاب، وانتشر بشكل كبير للغاية، حيث انتشر إلى درجة أنه موجود في كل مدن جنوب إفريقيا، كما وصل إلى عدد كبير من الدول.

وقالت مها طلعت، في تصريحات إعلامية، “الأعراض حتى الآن أعراض بسيطة، لأن المصابين من الشباب، وبالتالي لا نعرف إذا كان تأثير هذا المتحور على باقي الفئات العمرية، لأنه من الطبيعي أن تكون الأعراض على الشباب بسيطة، والأعراض متشابهة بشكل كبير مع الفيروس الرئيسي، ولكن تم رصد زيادة أعداد المرضى التي لجأت للمستشفيات في جنوب إفريقيا، ولكن هذا لا يعني أن الأعراض خطيرة”.

الدكتور محمد عز العرب

حقيقة فعالية لقاحات كورونا ضد متحور أوميكرون

ومن ناحيته، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن المتحور الجديد أوميكرون المنتشر في جنوب أفريقيا دفع إلى اتخاذ معظم الدول قرار بتعليق الطيران لدول الجنوب و6 دول أخرى مجاورة لجنوب أفريقيا، لتوضيح الصورة الحقيقة حول هذا المتحور ومدى شراسته وعلاقته بفعالية اللقاحات ضده، موضحًا أن منظمة الصحة العالمية أدرجته تحت بند مثير للقلق، حيث يتم رصد مدى انتشاره وهروبه من الأجسام المناعية وبعض المعلومات عن المتحور الجديد، وستتم هذا الأمر خلال الأسبوعين المقبلين وفقًا للمنظمة. 

ويواصل عز العرب، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد لها جدوى في التصدي لمتحور دلتا المنتشر فهو الثابت في الوقت الراهن، وتكون فعالة ضد هذا المتحور، مشددًا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، فما زالت اللقاحات ذات فعالية، وفي حالة الإصابة سيكون المرض بسيط ولا يستدعي دخول المريض للمستشفى، واتخاذ الدولة الإجراءات اللازمة لمواجهة الفيروس هامة جدًا، ففي أندونيسيا تم فرض اللقاح إجباريًا، ولكنه ما زال في مصر اختياري، واصفًا قرار الحكومة بحظر دخول المواطنين غير الحاصلين على اللقاحات للمصالح والهيئات الحكومية صائب جدًا، مطالبًا بزيادة الوعي بأهمية اللقاحات، وتشديد العقوبات على تزوير شهادات الحصول على اللقاح.

ويوضح، أن المستهدف هو تطعيم 40 مليون مصري بنهاية العام الجاري، وتتعدى الجرعات من اللقاحات المتوفرة نحو 500 ألف جرعة يوميًا، فمن المستهدف تطعيم نحو 35% من الشعب المصري.

الدكتور مجدي بدران

ما هو متحور أوميكرون ؟

كما يضيف الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن منظمة الصحة العالمية، الجمعة الماضية، صنفت متحور فيروس كورونا الجديد، B.1.1.529، باعتباره متغيرًا "مثيرًا للقلق"، وتم تسميته أوميكرون، حيث تصنف المنظمة الصحة سلالات فيروس كورونا، كمتغيرات مثيرة للقلق عندما تكون أكثر قابلية للانتقال، أو أكثر ضراوة، أو لديها قدرة أكبر في التغلب على تدابير الصحة العامة، بما في ذلك اللقاحات والعلاجات المتداولة.

ويؤكد بدران، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أنه لوحظ ارتفاع حاد في الإصابات بسلالة جديدة في جنوب إفريقيا خلال الأسبوعين الماضيين، بالرغم من أن الارتفاع في مستوى منخفض حتى الآن، ويحتوى عدد مرتفع جدًا من الطفرات، مضيفًا أنه هناك ٥٠ طفرة إجمالية أكثر من ٣٢ بينها طرأت على البروتين الشوكي الذي يحيط بالفيروس، وهو الجزء الذي تستهدفه معظم اللقاحات والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى خلايا الجسم، ويساعد الفيروس على غزو خلايا الجسم عن طريق تسهيل الارتباط بالمستقبلات الخلوية التى تعلو خلايا الجهاز التنفسى خاصة.

ويشير إلى أن المخاطر المحتملة لهذه الطفرات تكمن في الهروب من المناعة المكتسبة من اللقاحات ليس من الواضح حاليًا مدى فعالية اللقاحات ضدها، وسرعة الانتشار بين البشر، إحداث جائحة جديدة، وشديد العدوى، وخطر انتشاره في أوروبا مرتفع إلى مرتفع جدًا، موضحًا أن أغلب الإصابات بالمتحور الجديد تنتشر في غير المطعمين بلقاحات كورونا، كما أنه لا توجد أعراض عدوى مميزة حتى الآن بالمتحور الجديد، وتتشابه مع الأعراض المعروفة للعدوى بكورونا مثل: «التهاب العضلات- الإرهاق لمدة يوم أو يومين- الشعور بعدم الراحة- سعال خفيف في بعض الخابات- لا يوجد فقدان حاسة التذوق أو الشم».

ويستكمل، أنه حتى الآن يعتبر متغير دلتا حاليًا هو المتغير السائد في العالم لـ«كوفيد-19»، تم اكتشاف متغير دلتا أول مرة في الهند، وانتشر في جميع أنحاء العالم، وهو أكثر عدوى من كافة متغيرات فيروس الكورونا المعروفة، وقد انتشر بسرعة وبسهولة لأن بروتينه أكثر قدرة على دخول الخلايا البشرية من المتغيرات السابقة، وهناك حاجة للوقت الإضافة لفهم المتغير الجديد وما هي الآثار المحتملة له، حيث أن نحو 90% من الحالات الجديدة في مقاطعة جوتنج بجنوب إفريقيا يمكن أن تكون B.1.1.529، مع زيادة سريعة في الحالات المكتشفة في الشمال الغربي لجنوب أفريقيا.

التطعيم والكمامات سلاح المواطن ضد سلالات كورونا

وشدد بدران، على استخدام الكمامة في التجمعات أو وسائل المواصلات، وتنظيف الأيدي بشكل متكرر، مع  تطهير الأيدى إما بالماء والصابون أو المطهرات الطبية، ولا للمصافحات أو العناق أو القبلات، القبلات يمكن أن تنقل سلالة دلتا وكل سلالات فيروس كورونا، فضلًا عن التغذية الجيدة، لأنها تعزز المناعة، وشرب الماء بوفرة وعدم السماح بالعطش، فالعطش يقلل من التركيز ويزيد من الحساسية، وتهوية الغرف والصالات، والسعى في تطعيم البالغين والمسنين وذوي الأمراض المزمنة بلقاح كورونا الذي توفره الدولة مجانًا، حيث شددت الدولة على الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان الوضع الصحي في مصر، وتم تأمين الحدود المصرية برًا وبحرًا وجوًا، وترقب الحجر الصحى في جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية، ويتم التحقق من خلو القادمين للبلاد من أي إصابات محتملة بكورونا، ويتم تسريع تطعيم المواطنين ضد كورونا، وتطعيم 500 ألف مواطن يوميًا بلقاح كورونا، حتى الآن اللقاحات الحالية تقى لحد ما من سلالة كورونا أوميكرون.