البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

عايزة أكلم ماما.. 72 ضربة أنهت حياة "آلاء" على يد والدها وزوجته بالخصوص

المجني عليها
المجني عليها

منذ قدومها للدنيا، لم تهنأ "آلاء" بطفولة سعيدة، انفصلت والدتها عن أبيها ثم انتقلت إلى محافظة سوهاج بحثًا عن حياة هادئة لتنسى مرارة فشل زواجها الأول، واستقر بها الحال داخل منزل أسرتها، بينما مكثت الأولى رفقة أشقائها الصغار مع الأب في الحي الشعبي بمنطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية، لتبدأ معاناة الطفلة بعد زواج أبيها من سيدة أخرى، لتعيد للأذهان قصة مسلسل "نحن لا نزرع الشوك"، بعدما تجسدت القصة على أرض الواقع، والاختلاف عن الدراما في تلك القضية هو أن الأب اشترك مع الزوجة التي حولت حياة الطفلة لجحيم انتهى بقتلها في مشهد مأساوي أسال دموع القلوب قبل العيون.

البداية

قبل نحو 14 عاما وداخل إحدى قرى مركز طما بمحافظة سوهاج، تقدم شاب يدعى "خالد مصطفى"، لطلب الزواج من فتاة تدعى، هدفه بناء أسرة سعيدة خاصة بعدما وافق أهل العروس عليه، لم تمر سوى شهور قليلة، وتم عقد القران في حفل زفاف بهيج حضره العائلة والأصدقاء، مضت الأيام والسنوات ورزقهما الله خلالها بثلاثة أطفال أكبرهم " آلاء"، وبعدها بدأت المشكلات الزوجية تسلل تباعًا إلى عش الزوجية، وفشلت جميع المحاولات في الصلح لينهار منزلهما بسبب السلوك السيئ للزوج الذي اعتاد خيانة زوجته مع السيدات، حتى وصل قطار الزوج بينهما لمحطة الأخيرة "الطلاق".

زوجة الأب

بعد انفصال الأب عن أم العيال، قرر الزواج من سيدة تدعى "إيمان م." تلك السيدة التي نجح في تطليقها من زوجها بعد إغرائها بالأموال التي يمتلكها، وهو ما الأمر الذي تحقق، لتبدأ معاناة الطفلة وأشقائها مع زوجة الأب التي كانت تحرضه دائما على ضربها والاعتداء عليها، إلا أن أحد من سكان العقار لم يستطع التدخل، خوفا من بطش الأب عليه لأنه صاحب " العمارة"، حتى وصل به الأمر أن يمنعها من التحدث في الهاتف مع الأم التي تقطن في محافظة سوهاج.

عايزة أكلم ماما

عقارب الساعة كانت تشير إلى التاسعة مساء يوم الجمعة الماضي، تسللت الطفلة " آلاء" نحو غرفتها وأمسكت هاتفها المحمول، ثم اختبأت بجوار السرير ويداها ترتعش تطلب رقم مرة وتحذفه تارة أخرى وتحدث نفسها قائلة: "عايزة أكلم ماما" إلا أن صاحبة الـ 13 عاما، كانت تخشى أن يصل صوتها لزوجة الأب، وهو ما حدث وصل الصوت للسيدة الشريرة التي تجلس في الخارج كل هدفها التصنت على الصغيرة، والتفنن في تعذيبها علي مدار 4 سنوات.

تعذيب حتى الموت

عقب عودة الأب ومن الخارج سارعت الزوجة الشيطانية نحوه وأبلغته بما حدث "بنتك كلمت أمها وكسرت كلامك"، فراح الأب يصرخ في كل أرجاء المنزل، حتى عثر عليها داخل غرفتها، لتبدأ جلسة تعذيب بشعة اعتدى خلالها على الصغيرة بكبل كهرباء بمشاركة زوجته، لكن جسدها الهزيل لم يتحمل التعذيب، هانت عليه فلذة كبده، ولم تحرك صرخاتها التي كانت تعلو أرجاء المكان بسبب بعد والدتها عنها ساكنًا في قلبه، وتوج جحوده عليها حتى لقيت مصرعها متأثرة بإصابات بالغة.

الجثة في الميكروباص

جلس الأب بجوار الضحية يفكر في طريقة للخروج من تلك المصيبة التي تحاصره، فقام بالاتصال بسائق سيارة ميكروباص ووضع الجثة داخله حتى وصل قاصدا التوجه لقريته بأحد مراكز محافظة سوهاج، بينما لاذت زوجته بالفرار، وعند وصوله أمسك هاتفه واتصل بمسؤول الوحدة الصحية داخل القرية وطلب استخراج تصريح دفن مدعيا أن نجلته توفيت بعدما أخذت حقنة داخل أحد المستشفيات، وبإرسال مفتش الصحة لمعاينة الجثمان، اكتشف الواقعة والذي أبلغ رئيس مباحث المركز، إذ تبين أن الطفلة تلقت 72 ضربة بكبل كهرباء، ليتم القبض على الأب، فيما تكثف الأجهزة الأمنية من جهودها لضبط زوجة الأب الهاربة.