البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

نبي الله الصديق المصري

يربط بعض علماء الحضارة المصرية القديمة بين النبي إدريس والإله أوزوريس ويقال انه وكان يتلقى وحي الآلهة ويرى الرؤى في نومه، وقد حكم مصر بالعدل حتى اغتاله سِت ثم عاد إلى الحياة ثم رفعته الإلهة إلى تاسوعها المقدس، وهو وفقًا للعقيدة المصرية القديمة- قاضي قضاة محكمة الآخرة. جاء القرآن الكريم على ذِكر النبي إدريس في أكثر من موضعٍ فيه كواحدٍ من الأنبياء المرسلين من الله تعالى والذين يتوجب على المسلم الإيمان بهم وبما جاءوا به من عند الله تعالى كواحدٍ من أركان الإيمان -الإيمان برسله-، وتلك المواضع هي: قال تعالى: «اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا»، وقال تعالى: «وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ».
وفي كتاب "الجبتانا" الذي وضعه المؤرخ المصري مانيتون السمنودي، وصف خلاله أوزوريس بأنه يتشابه مع النبي إدريس، مستدلا على ذلك بأن المصريين كانوا يقولون على أوزوريس بأنه يتلقى دعوة إلاهية من حين لآخر، فيصعد إلى السماء ويتعلم منها فنون البناء بالحجر والخط بالقلم والزراعة والحكمة وتخطيط المدن، ويصفوه بأنه أول من جعل المصريين يسكنون البيوت بعد الكهوف خوفًا من الوحوش والمسوخ، وذلك يتماشى مع كون النبي إدريس أول معلم للبشرية في الهندسة والطب والبناء.كما يذكر الكاتب أن إدريس أول من شيّد المعابد الضخمة، واهتم بتعليم الطب، وابتكار أدوات الزراعة والري مثل المحراث والشادوف المشهورين والمصورين على جدران معابد مصر القديمة، فيما ازدهرت في عهده المدن والصناعات وعرف الناس لبس الثوب الكتاني، وكان يتلقى وحى الآلهة ويرى الرؤى فى نومه، وهو ما يناسب سمة الأنبياء، بالإضافة لكونه أول من علم الناس الحياكة بديلة ارتداء الجلود وهناك من يرى أنه الإله المصرى القديم أوزوريس، ومنهم من يراه "أخنوخ" المذكور في التوراة، والبعض ذكره على أنه الحكيم "هرمس" وذكره البعض على أنه أحد ملوك مصر القدماء. وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم واسمه عند العبرانيين (أخنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح. وهناك اقوال كثيرة  تري أن أبو الهول هو الأثر الخالد لإدريس عليه السلام وذكر بعض مؤرخي التاريخ الإسلامي وعلمائه أنه حكم مصر، وأن البعض وينقل المؤرخ ابن تغري بردي في كتابه «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» رواية عن بناء إدريس للأهرام، فيقول إنه قد استدل من فهمه لحركة الكواكب على قرب الطوفان، فبنى الأهرام وأودعها العلوم التي خشي من ضياعها. كذلك ذكر المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"- المعروف باسم الخطط المقريزية - أن "إدريس ملك مصر وكان أول من بنى بها بيوتًا للعبادة، وأنه أول من علّم الناس الطب واكتشف سيدنا إدريس لأول مرة العلاقة الهندسية بين الأرقام والكلمات، وكان أول خياط ومصمم أزياء وعلم الناس الزراعة، والخط واللغات والعلوم وبقية القوانين الحاكمة للهندسة والطب، فاستحق أن يكون المعلم الأول للبشرية من ناحية التدريس والتعليم، لذلك فإن مصر هي أسبق الحضارات قبل الشرق الغرب.

 فالمصريون القدماء آمنوا بإلهٍ واحد وعظموه وكتبوا له التسابيح..وتعدد الآلهة – وهي التهمة التقليدية التي يحلو للبعض ترديدها عن الجانب الديني في حضارة القدماء هي حقيقة لا نشكك في وجودها عند الكهنة؛ فهم الذين خلقوا الآلهة ثم زعموا أنها هي التي خلقت الناس والعالم، وراحوا يرتزقون من شعوذاتهم ومن الوثنية المعيبة التي منحت الفرصة للبعض حتى يصموا الفراعنة بانحراف التصور وفساد العقيدة، لكن الحقيقة التي أقرها كثيرُ من العلماء أن التوحيد لم يكن معجزةً عبرانية ولا اختراعًا يهوديًا ولكنه عقيدة مصرية.