البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

فنان السيرك لـ«البوابة نيوز» بعد تعرّضه لحادث خطير داخل «كرة الموت»

أحمد ياسين: نطالب بكادر خاص يُناسب مخاطر السيرك

فنان السيرك القومي
فنان السيرك القومي أحمد ياسين

واحد من أنبغ فنانى السيرك القومى المصرى، ومن أكثرهم جرأة وإصرارًا على تقديم فقراته رغم خطورتها لإسعاد الناس ورسم البسمة على الوجوه، إنه الفنان أحمد ياسين الذى تعرض لحادث داخل السيرك منذ أيام قليلة أثناء تقديم فقرته الخطيرة بالدراجة البخارية داخل كرة من الحديد لا يتجاوز قطرها الأمتار الثلاثة، والتى تُسمى بـ«كرة الموت».

«البوابة» أجرت أول حوار مع الفنان أحمد ياسين بعد إصابته الخطيرة، وبعد إجراءه بعض العمليات الجراحية، ليفتح لنا صدره ويتحدث عن المخاطر التى يتعرض لها فنان السيرك، وعن أحلامه وطموحاته، والصورة المُثلى التي يتمنى أن يرى عليها السيرك القومى، وإلى نص الحوار..

■ * كيف تعرضت للاصابة وماذا حدث لك؟

- في يوم الحادثة كان لدينا فى السيرك حفل ماتييه صباحًا، وكانت منذ فترة كبيرة ما يقرب من شهرين، كانت فقرتى الأساسية وهى البلنصات لم أقم بها بسبب أزمة صحية عبارة عن إصابة بوتر فى الكتف، كان به قطع جزئى وكنت أقوم بعمل جلسات علاج طبيعي، وبدأ بالتحسن، وفى هذه الحفلة الماتينيه كنت متحمسًا لتقديم الفقرة لاسيما أنها مُقدّمة لأطفال المدارس، لأنى أرى سعادتى فى سعادتهم، وعلى الرغم أنى لم أقدم فقرة البلنصات منذ ما يقرب من شهرين إلا أنّى تحمست لتقديم الفقرة فى صباح يوم الحادثة، ولسوء الحظ أنّى لم أحصل على قسط كافٍ من النوم فى اليوم السابق، وفى حفلات الماتينيه صباحًا اقدمها دون تناول وجبة الأفطار نظرًا لطبيعة الفقرة التى تحتاج للفنان فى كامل لياقته ورشاقته، وبالفعل قدمت فقرة البلنصات فى الحفلة الصباحية، وقدم أخوتى فقرة "كرة الموت" بالموتسيكلات داخل الكرة الحديدية، وكان من المفترض أن نتناول وجبة الإفطار بعد العرض، ونمكث طوال اليوم بالسيرك للتمرين حتى يحين موعد الحفلة المسائية، وكان برنامجنا أنّى سأقوم بالتدريب على فقرات معينة فى الموتسيكلات، لتقدم ضمن فقرة "كرة الموت"، فقال لى أخى لنبدأ التمرين الآن إلى أن يتم إعداد طعام الإفطار حتى لا نُصاب بالكسل، بالفعل بدأنا التمرين، وقمنا بأكثر من حركة أديناهم بشكل جيد جدًا، والدور الذى سقط وأنا أقوم فيه كان أخر دور، وما حدث أنّى فقدت الوعى وأنا أقوم بالتمرين بالموتوسيكل داخل الكرة الحديدية، نظرًا لقلة النوم وعدم تناول الإفطار، فقدت القدرة فى السيطرة على الموتوسيكل بمجرد أن بدأت الغياب عن الوعى ومن ثم سقطت داخل الكرة الحديدية.

■ ماذا عن الإصابة؟

- عندما سقطت بالموتوسيكل داخل الكرة الحديدية حدث كسر فى وش رست اليد، وكسر فى ثلاثة أصابع، وأجريت عملية جراحية، على إثر الحادثة، وقام الأطباء بتركيب شرائح ومسامير وسيلك واير، والحمد لله على كل حال، وأتمنى أن يتم الشفاء على خير.

■ كيف تصرفت وزارة الثقافة فور وقوع الحادثة؟

- فى حقيقة الأمر لم يُقصر أحد معى على الإطلاق، على الفور اتصل الدكتور عادل عبده مدير البيت الفنى للفنون الشعبية، وحضر على الفور للمستشفى، وتابع ما حدث لحظة بلحظة، بالإضافة لوجود الفنان وليد طه مدير السيرك الذي لم يتركنى منذ اللحظة الأولى، وباقي الزملاء الذين ألتفوا حولى ولم يتركونى منذ الحادثة، ولكن لن أتحدث عن ما بعد الحادثة فقط، ولكنّى سأتحدث عن ما هو قبل، فالدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة هى صاحبة الفضل فى تقديم هذه الفقرة داخل السيرك، رغم الرفض الشديد الذى لاقته هذه الفقرة حتى لا تعرض داخل السيرك، إلا أن وزيرة الثقافة كانت مؤمنة بالتطوير، وتسعى لتقديم كل ما هو جديد داخل السيرك لذلك وافقت على طلب تقديم الفقرة "فقرة الموتسيكلات داخل الكرة الحديدية" فلها جزيل الشكر.

■ فنان السيرك يدخل كل يوم لأداء فقرته وهو معرض للخطر.. ما الدافع لهذه المخاطرة؟

- فى حقيقة الأمر كل ما يهمنا هو إسعاد الناس، فنان السيرك يحمل روحه على كفه كل يوم، ويدخل ليقدم فقرته وكأنها أخر مرة يقف فيها أمام الجمهور، ولكن نظرة السعادة والفرح فى عيون الجمهور هى المكافأة الحقيقية التي يحصل عليها فنان السيرك، ولكن على الجانب الأخر أتمنى أن أرسل رسالة إلى كل من يهمه أو تعنيه حياة فنان السيرك، ويهمه أن يكون السيرك المصرى فى مقدمة سيركات العالم، أو يهمه على أقل تقدير أن يظل السيرك فاتحًا أبوابه أمام الجمهور، أقول: "فن السيرك هام جدًا، وفنان السيرك يُقدم أعمال وفقرات على درجة كبيرة من الخطورة، وفنان السيرك يحمل كل يوم روحه على كتفه ليسعد جمهوره، وهو يعلم أنه معرض لأى شىء فى أى لحظة، وحادثتى هذه ليست أول حادثة ولن تكون آخر حادثة، فهذه طبيعة السيرك، وهذا قدر فنان السيرك الذى قَبِله راضيًا، فكل العروض مجازفة وخطورة، حتى تستطيع أن تصل للناس لتسعدها"، ونحن لا نريد إلا التقدير لهذه المغامرة وهذه المجازفة، وإدراك حجم المخاطر التى يتعرض لها فنان السيرك بشكل يومى.

■ تقصد أن التقدير والدعم المعنوى فارق مع الفنان؟

- بالتأكيد، فنان السيرك بحاجة أن تُقدر الناس ما يقوم به من فنون، وأن تدعمه الجهات المختصة معنويًا وماديًا وفنيًا، لا أحد يُنكر أن هناك دعما موجودا  بالفعل، ولكن نحتاج إلى دعم أكبر بشكل مختلف، لأننا نعمل فى السيرك القومى المصرى، سيرك الدولة، والدولة المصرية كبيرة، فالسيرك الذى يحمل اسمها كواحد من المنابر الفنية المتخصصة بحاجة إلى قدر كبير من تسليط الضوء والاهتمام، والتركيز على الفقرات الفنية ومقدميها، لتطويرهم ورعايتهم، ومع هذا ورغم الحادثة إلا أن فقرة الموتوسيكلات ما زالت مستمرة ولم تتوقف ويقدمها أخوتى يوميًا.

■ إذن هناك إصرار على مواصلة النجاح وإسعاد الناس رغم الحادث؟

- الأمر ليس تحديًا، ولكنه شيء أشبه بالجينات المتوارثة من الأجداد، قدماء المصريين هم من اخترع هذا الفن، وقدموا الكثير من الفنون وكانوا فى المقدمة، ولا يليق بنا أن نكون فى نهاية الصفوف، لذلك نجتهد بقدر الإمكانيات المتاحة لنصل للقمة على مستوى العالم، ودائمًا ينصب تفكيرنا أن نتفوق عالميًا وأن يكون للسيرك المصرى وجود على خريطة سيركات العالم، وكل ما نحتاجه بعض الدعم الذى يساعدنا للوصول لهذه القمة من مختلف الجهات.

■ أأي نوع من الدعم تقصد؟ وهل لديك تصوّر أو خطة؟

- كان لدينا ثلاثة محاور رئيسية سنعمل عليهم، وبالفعل التقينا بالدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة وعرضنا المحاور الثلاث لنصل بالسيرك القومى لمستوى ممتاز، أولا: البنية التحتية، بحيث يتم تطويره كمبان مثل دار الأوبرا المصرية ويخرج من دائرة أو إطار الخيمة القديمة، وأن يُصمم معماريًا على الطراز الحديث، بالفعل تحدث أعمال تطوير على أرض الواقع، ولكننا نتمنى المزيد ليكون السيرك المصرى على الشكل الأمثل. ثانيًا: إنشاء ورش تدريب داخل السيرك لتقديم أجيال جديدة داخل السيرك، وبالفعل بدأنا فى إعداد الأطفال لهذه الورش، ولكن للأسف صدر قرار مجلس الوزراء بعدم التعاقد مع أى عامل فى الجهاز الإداري للدولة، وبناء عليه لن يكون هناك قدرة على ضخ دماء جديدة للسيرك. ثالثًا: أجورنا ورواتبنا لا تتناسب مع فنان سيرك، لأننا نخضع لقانون الخدمة المدنية الذي لا يتناسب مع طبيعة وندرة عملنا، علاوة على أن عدد فنانى السيرك على مستوى الجمهورية لا يتجاوز الـ300 فرد فقط.

■ وما الحل للخروج من هذه الأزمة في تقديرك؟

- الحل هو عمل كادر خاص بفناني السيرك، وأن يكون هناك تعديل في قواعد الصرف، وهو أمر يتناسب مع الخطورة التى يتعرض لها الفنان، ويتناسب مع ندرة هؤلاء الفنانين وقيمة ما يقومون بتقديمه لإسعاد الناس، بحث أن يكون هناك دخل مناسب وطريقة علاج مناسبة، ففى حقيقة الأمر الذي سندنى ووقف لجوارى في هذه الأزمة هي نقابة المهن التمثيلية وعلى رأسها الفنان الدكتور أشرف زكى، ومجلس إدارة النقابة كاملًا، ونظرًا لأنى عضو بالنقابة تواصلوا معى على الفور، وتواصل الدكتور عادل عبده والفنان وليد طه مع الدكتور أشرف زكى الذي تدّخل لإجراء العملية على الفور بعد أن كان مقررا لها أن تجرى بعد يومين أو ثلاثة أيام بسبب الإجراءات، ونظرًا لتكاليف العملية الباهظة؛ تحملتها النقابة، حيث دفعت جزءا كبيرا من التكاليف، ولكن فى الفترة المقبلة سأقوم بإجراء جلسات علاج طبيعى ذات طبيعة خاصة، نظرًا لطبيعة عملى، وهذا أمر مُكلّف جدًا لذلك نطالب بأن يكون هناك نظام رعاية خاصة للفنان، لأنه بعد الإصابة لا بد له من علاج ذى طبيعة خاصة ليعود مرة أخرى ف كامل لياقته ونشاطه، لتقديم فقراته الفنية.