البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

قادة أكبر اقتصاديات العالم يجتمعون في روما لبحث مخاطر المناخ

قمة العشرين
قمة العشرين

يجتمع اليوم الأحد قادة أقوى الاقتصادات في العالم بروما لإجراء مفاوضات أخيرة وشاقة بشأن التزاماتهم المناخية التي تسببت دولهم الصناعية الكبرى في الاخلال بالتوازن البيئي وارتفاع نسبة الكاربون في الجو، وذلك قبل ساعات من افتتاح مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب26" في جلاسكو الإسكتلندية.
وبينما تمثل مجموعة العشرين نحو 80% من الانبعاثات العالمية لغازات الدفئية المسببة للاحترار المناخي، يتعين على رؤساء دولها وحكوماتها اليوم تحديد موقفهم قبل التوجه إلى جلاسكو لحضور قمة المناخ، عبر وضع أهدافهم على الأمد الطويل إلى حد ما في مواجهة ظاهرة الاحترار الخطيرة.
وقد برهن قادة مجموعة العشرين على أنهم قادرون على تجاوز خلافاتهم حتى في أكثر المواضيع تعقيدا، منها الضرائب. فقد وافقوا على حد أدنى للضريبة يبلغ 15% على الشركات المتعددة الجنسيات.
لكن يتوقع أن تستمر المفاوضات حتى اللحظة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق بشأن المناخ.

أهداف طموحة وتردد

يتابع المراقبون والمنظمات غير الحكومية ونحن معهم بدقة البيان الختامي الذي ظهرت له صيغ عديدة نهاية الأسبوع في روما ومن المتوقع أن يتم حسم محتواه اليوم الأحد خلال جلسة مغلقة.
ولكن أحد أبرز الأهداف الرئيسية هو بذل كل الجهود لحصر الاحترار عند 1,5 درجة مئوية مقارنة ب 2 درجة حاليا وهو مؤشر الخطر ويعمل خبراء الأمم المتحدة على الوصول إلى حرارة عصر ما قبل الصناعة بالفعل قرابة العام 2030 لكن تواجه الدول معدلات بسبب رفض الولايات المتحدة والصين والهند التقليص من صناعاتها.
هذا وتتمحور المفاوضات حول التاريخ الذي يجب تحديده خصوصا لتحقيق الحياد الكربوني، في 2050 أو 2060.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الصادرة اليوم أنه "الوقت المناسب في روما اليوم لبذل أقصى ما في وسع أعضاء مجموعة العشرين للمساهمة بشكل مفيد في غلاسغو وفي كوب26". وأضاف: "أريد أن أقول أيضا إنه لم يتم كتابة أي شيء على الإطلاق قبل مؤتمر الأطراف. دعونا لا ننسى أنه في باريس عام 2015، لم يتخذ أي قرار مسبقا وفي الساعات الأخيرة هددت بعض الدول بالانسحاب. لكن كان هناك عمل دبلوماسي لمدة عامين وكان التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة والصين أساسيا".
قال رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراجي في افتتاح القمة "من الوباء إلى تغير المناخ مرورا بفرض ضريبة عادلة، المشي بلا الآخرين ليس خيارا". فيما حذر الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا مساء أمس السبت بأنه "يجب ألا نترك للذين يأتون من بعدنا كوكبا يشهد نزاعات وأُهدرت موارده، وتعرض نظامه البيئي للخطر بسبب أنانية الذين أخفقوا في الجمع بين التطلع المشروع للنمو الاقتصادي والاجتماعي والحاجة إلى حماية ما لا نملكه".
وأضاف ماتاريلا الذي كان يتحدث في مأدبة عشاء أقامها لقادة مجموعة العشرين في قصر كويرينالي الرئاسي أن "عيون مليارات الأشخاص، شعوب بأكملها، تتجه إلينا وعلى النتائج التي يمكننا تحقيقها".

وكانت الرئاسة الإيطالية تدفع باتجاه أهداف طموحة، لكن بعض أعضاء مجموعة العشرين - الدول الناشئة التي تعتمد على الفحم أو المنتجة للمحروقات - مترددون جدا ويرغبون في عدم رؤية صيغ تقييدية ولا سيما الوسائل الملموسة لتحقيق الطموحات المعلنة.
وفيما يتعلق بحياد الكربون، يمكن أن يتوافق المجتمعون على "منتصف القرن" كموعد.
وقال مسؤول في منظمة غير حكومية بيئية إن "كل شيء يتقرر خلال المناقشة بين القادة صباح اليوم الأحد وأثناء الغداء".
- غياب صيني روسي يثير قلق بايدن وماكرون -
يتوقع أن تكون الإعلانات بمستوى الوضع الملح. فالالتزامات الأخيرة لخفض الانبعاثات من دول الكوكب ستؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة "كارثي" بمقدار 2,7 درجة مئوية، حسب الأمم المتحدة.
وتعقد قمة مجموعة العشرين بدون الصين - أكبر مصدر لغازات الدفيئة في العالم قبل الولايات المتحدة  فلا توجد فرصة لتحقيق مسار متوافق مع 1,5 درجة مئوية من دون أن تفعل الصين المزيد خلال هذا العقد.
كذلك تغيب روسيا، إذ أن شي جينبينج وفلاديمير بوتين اضطرا للبقاء في بلديهما بسبب الوضع الصحي.
وقد تحدثا أمس عبر الفيديو خلال الجلسة المالية والصحية، وسيتحدثان مجددا اليوم الأحد. لكن مقعديهما الفارغين في روما ولكنهما يثيران قلق قادة فرنسا وأمريكا من احتمال تفويت فرصة في التاريخ.


ويعتقد الخبراء أن أفضل سيناريو سيكون إصدار بيان لمجموعة العشرين يدعو إلى زيادة الطموح خلال السنوات العشر المقبلة.

ويفترض أن يذكّر ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز - الذي يولي اهتماما كبيرا لقضية البيئة وهو أحد المتحدثين الضيوف اليوم -قادة العالم بـ"مسؤوليتهم الكبرى تجاه الأجيال التي لم تولد بعد".
حيث أعرب في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن قلقه من ألا يقدم القادة الدوليون "سوى كلام" في "كوب26".

وغرد ماكرون أنه في مواجهة الاحتباس الحراري ، لا تزال أمام الدول فرصة لمراجعة خططها صعودًا.  في مجموعة الدول العشرين G20 ، قبل قمة COP26 حيث لم يتم تقرير أي شيء مسبقًا ، أحمل رسالة واضحة لقمة المناخ كوب 26 يمكن أن تنجح ، يجب أن تنجح!  دعونا نمنح أنفسنا كل الوسائل للوصول إلى هناك.


وفي اتصال للبوابة نيوز بقصر الاليزيه أعلن مكتب الرئيس ماكرون بأن المفاوضات صباح اليوم قد انتهت وأن البيان الختامي يبعث بالإشارة السياسية التي كانت ضرورية قبل مؤتمر الأطراف:

- الاتفاق على هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن - وهي خطوة إلى الأمام تتوافق مع تحذيرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشأن مخاطر الاحترار بمقدار درجتين مئويتين أو أكثر.

- التزام مشترك بزيادة تمويل المناخ في أسرع وقت ممكن إلى 100 مليار دولار سنويًا ، ثم تجاوز ذلك ، لدعم انتقال عادل في كل مكان في العالم.

- اتفاقية تاريخية بشأن إنهاء التمويل الدولي لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم.