البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حروب مابعد أكتوبر

بداية لا بد أن ندرك جميعا أن مفهوم الحروب لم يعد كما كنا نعرفه بداية هذه الألفية حيث شهد العالم في السنوات  الماضية حروبا غير نمطية، كالقرصنة الإلكترونية كما هو الحال مع روسيا من خلال التدخل بشكل أو بآخر في الانتخابات الأمريكية وكذلك ما شهده العالم من شبه الحروب البيولوجية وأيضا الاقتصادية، كما هو الحال مع الصين مثلا.
والحرب على مصر لم تنته بعد أكتوبر ٧٣ وحتي بعد معاهدة السلام، وجميع المخططات  التى تريد إسقاط الدولة المصرية لم تهدأ بعد والحرب الجديدة على مصر اتخذت أشكالًا وألوانًا مختلفة عما كان معمولًا بها من ذى قبل. وتتخذ موقفين الأول هو حرب الوكالة، والثانى هو حرب ترديد الشائعات والأكاذيب والافتراءات وما على شاكلتها، وهو ما يطلق عليه حروب الجيل الرابع.ومحاولة تفتيت الدولة كما حدث في يناير.
والخطر الأكبر هو تغير هوية العدو، فبدلًا من كونه إسرائيل وأطماعها الاستعمارية والعدائية تجاه المنطقة العربية كلها، وقع كثير من الدول العربية في فخ الاحترابات في ما بينها، والخطر الآخر هو تلون الصراع العربي - الإسرائيلي بألوان موجة التأسلم، وفرض مفاهيم قاصرة للإسلام متزامنة وحرب أكتوبر العظيمة ليتحول الصراع إلى صراع بين اليهودية والإسلام فقط وكل من له دور محورى فى حرب اكتوبر تم القضاء عليه واغتياله  كالملك فيصل والسادات وشاه ايران وتم تأجيج الخلاف بين السنة والشيعة بعد نزول أية الله من فرنسا لإيران وكان الدرس الاسرائيلي  العمل بكل الأساليب لكي لايتكرر ماجري  وكان العمل  بعد ١٩٧٣ تحجيم القوى العسكرية للعرب. 

السدود التركية والايرانية على دجلة والفرات لتقزيم سوريا والعراق، وسد النهضة لتحجيم مصر!! ومن المخططات أيضا استنزاف المخزون النقدى والدعم الشعبي بالتمدد الشيعى وداعش وحرب اليمن والانقسام الليبي!!
كان القرار بعد حرب أكتوبر أن تكون هذه آخر الحروب التقليدية على تكون كل أو معظم الحرب بعد ذلك ما تسمى بحروب المياه.
وكان أيضا صناعة الدول ألمعادية...بتحويل دول لم تكن معادية إلى اعداء واستخدامها لتدمير عالمنا العربي ثم ذبحها بعد  ذلك مثل إيران وإثيوبيا وتركيا وغيرها...وصناعة الأصدقاء المزيفين مثل فرنسا...وصناعة المقاومة المزيفة تحت ستار الإسلام مثل جماعة الإخوان المسلمون وحماس والقاعدة وداعش وبوكو حرام وشباب المجاهدين بالصومال وغيرها.

كما صنعوا لنا تيارا ليبراليا لتدمير المجتمع من االداخل وصدروا لنا الأمراض فى صورة دواء....لقد صنعوا لنا كل شىء...و’سسوا دولا جديده تدين لهم بالولاء..
حتي سنوات قليلة مضت كانت احتفالات "النصر العظيم" لا تخرج عن ثالوث احتفالي يتمثل في يوم إجازة للمدارس والأعمال، وأوبريت أكتوبر الذي يحضره الرئيس مبارك، وتوليفة أفلام أكتوبر المتمثلة في "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"أبناء الصمت" و"الوفاء العظيم" و"بدور" و"حتى آخر العمر"العمر لحظة".

الثالوث أصبح خلال العقدين الماضيين ثالوثًا أثريًا، وتحولت ذكرى النصر إلى مناسبة بُحت فيها الأصوات المطالبة بعمل توثيقي أو درامي حديث يليق بـ "النصر العظيم"، وتحديث منطقي يخاطب الأجيال الجديدة، لتبقى ذكرى الحرب حية في قلوبهم وعقولهم وليس فقط في مناهجهم الدراسية، إضافة إلى أصوات لم تبح لأنها كانت خافتة ساكنة حريصة على عدم المجاهرة بما لا يمكن المجاهرة به، حيث 30 عامًا من التعتيم على دور "بطل الحرب والسلام" لمصلحة "بطل الضربة الجوية"ثم خضع للمكايدة أثناء عام حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر في 2013 حين اختارت الجماعة أن يكون الاحتفال بذكرى النصر رقم 40 باستضافة قادة الجماعات الإرهابية التي نفذت وتضامنت وباركت اغتيال بطل حرب أكتوبر الرئيس الراحل السادات، ثم كان الخطر الأكبر هو تغير هوية العدو، فبدلًا من كونه إسرائيل وأطماعها الاستعمارية والعدائية تجاه المنطقة العربية كلها، وقع كثير من الدول العربية في فخ الاحترابات في ما بينها، والخطر الآخر هو تلون الصراع العربي - الإسرائيلي بألوان موجة التأسلم، وفرض مفاهيم قاصرة للإسلام متزامنة وحرب أكتوبر العظيمة ليتحول الصراع إلى صراع بين اليهودية والإسلام فقط".