البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"مشير النصر".. مذكرات رجل الخداع والحرب

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

يوافق اليوم الخميس 14 أكتوبر، عيد ميلاد المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية أثناء حرب أكتوبر 1973، والذي قاد المرحلة الأخيرة من التجهيز للحرب، في أعقاب إقالة الرئيس أنور السادات للفريق محمد صادق، واستدعاؤه لتولي الوزارة، في الوقت الذي كان فيه مديرًا للمخابرات.
إسماعيل، الذي عُرف باسم "مشير النصر"، صدرت مذكراته تحمل الاسم نفسه. رغم أنه عندما شرع في كتابتها، لم يكن يقصد نشرها للجمهور، بل كان مهتمًا أن تعرف أسرته ما حدث. كتب بعضها خلال عمله بالجيش، ثم توقف خلال توليه رئاسة جهاز المخابرات العامة، وعاد ليكتب آخر أوراقه عن حرب أكتوبر في شهر أكتوبر 1974. 
جاءت الأوراق لتحمل كثيرًا من تواضع الرجل، فالمشير الذي تنقل بين العديد من المناصب العسكرية الهامة، لم ينسَ أن يذكر في أوراقه بامتنانٍ سائقه الشخصي، ورجال الأمن على مدخل جهاز المخابرات. ولم يكتب شيئًا لا يليق عن الآخرين ، سواء المشير عبد الحكيم عامر، أو مراكز القوى، أو حتى الفريق سعد الشاذلي الذي اختلف معه بشأن ثغرة الدفرسوار.
عندما تولى أحمد إسماعيل رئاسة المخابرات العامة يوم 15 مايو 1971، جاء الرجل ومعه رسالة كان قد كتبها للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تضمنت خطة مفصلة لعملية محدودة، تشمل العبور والسيطرة على شرق القناة بعمق عشرة كيلومترات، تتبعها عملية أخرى وفق الظروف. 
ووفق كتاب “مشير النصر”، كان تولي إسماعيل رئاسة المخابرات، قصد به الرئيس السادات إعداده لقيادة الجيش بطريقة مبنية على معلوماتٍ واضحة، فقد أشرف إسماعيل على قيادة الجهاز في أخطر مراحله؛ وهي إدارة حرب المعلومات التي مهدت للعمليات العسكرية. 
ورغم قصر مرحلة توليه رئاسة الجهاز، فقد أشرف إسماعيل على حملة مكثفة لمقاومة التجسس، شملت إسقاط عدد كبيرا من الجواسيس. من أهمها هبة سليم -التي تحولت قصتها إلى فيلم سينمائي يحمل اسم "الصعود إلى الهاوية"-  موضحًا أنه بسبب ذلك الكم الهائل من قضايا التجسس، قرر أن يستخدم الأمر لإيذاء إسرائيل، من خلال تأسيس ما أسماه بـ "إدارة الخداع"، لتسريب معلومات مضللة للعدو بشكل منظم. هذه الإدارة، كانت العقل المدبر وراء عملية الخداع الاستراتيجي التي نفذها رجال المخابرات قبيل المعركة. 
وذكر المشير الراحل في "مشير النصر" إن عمليات الخداع تمت بتنسيق مع عملاء مصريين متمركزين داخل إسرائيل، وكان أحدهم قد جند أكثر من عشرة ضباط إسرائيليين، نقلوا للمخابرات المصرية خرائط النابالم، والألغام، وتمركز الأسلحة في خط بارليف. فيما بعد عرفنا أن ذلك العميل هو  رفعت الجمال، والذي عرفته الدراما المصرية باسم "رأفت الهجان".
ومن النقاط الهامة في المذكرات، الحديث عن ثغرة الدفرسوار ، فبعد أن هاجم الإسرائيليون السويس، في خرق لوقف إطلاق النار، قرر المشير وضع خطة استنزاف، ذكر فيها حجم خسائر الأرواح على الجانب الإسرائيلي، الذي بات وجوده على المحك، بعدما ضاق عنق الإمداد لأقل من ستة كيلومترات. وكانت ألويته السبعة محاصرة بخمسة فرق مصرية من كل الجهات، بالإضافة إلى خمسة فرق أخرى على الضفة الشرقية.  وهو ما وصفته مراسلات وزير الخارجية الأمريكي- آنذاك- هنري كيسنجر مع نظيره الإنجليزي يوم 3 نوفمبر بأنه وضع كارثي للإسرائيليين"، هدد بإفناء القوات الإسرائيلية هناك.
وأشار إسماعيل إلى أن خطة سحق الثغرة كانت جاهزة للتنفيذ بالفعل منذ أول أسبوع في نوفمبر، وقد ذكر أيضاً أن خطة أخرى كانت تنتظر الإسرائيليين على الضفة الشرقية، لكن دواعي الأمن القومي منعته من ذكر تفاصيلها. ولم يعرفها أحد خارج قادة أكتوبر.