البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

المخرج أحمد صالح: فيلم "ليل" مأخوذ عن قصة أم فلسطينية لا تهاب الرصاص

المخرج احمد صالح
المخرج احمد صالح

يشارك فيلم "ليل" للمخرج أحمد صالح في الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي المقام في الفترة من 14 إلى 22 أكتوبر الجاري، و تدور أحداث العمل حول غبار الحرب الذي يسرق النوم من الأعين. يجلب لَيل السلام والنوم لكل سكان المدينة المُحطمة، لكن أعين والدة الطفل المفقود تبقى مفتوحة، فيحاول لَيل خداعها لتنام، وبهذا ينقذ روحها القلقة. 
وأكد المخرج أحمد صالح أن فيلمه "ليل" هو رسالة قد لا تصل، حيث قال في تصريحات خاصة لـ "البوابة" الفيلم مأخوذ عن قصة أم حقيقية رايتها في فلسطين، بينما كنت امشي مع الجموع بسبب طلقات النار ، كانت هي تمشي عكس الاتجاه لا تهاب الرصاص بقدر ما قد تتمنى طلقة، أسئلة كثيرة جالت ببالي حينها في هذا الوقت عن الموت والإنسان، عن المشاعر التي قد لا نفهمها إلا بعد وقتٍ طويل، ونتمنى ألا نمر بها في حياتنا، و اكتشفت الإجابة، بعد تفكير طويل، و الفيلم  هنا لا يحمل إجابة بقدر ما يطرح المزيد من الأسئلة. 
وعن الصعوبات التي واجهته أثناء صناعة العمل قال: في فيلم ليل ركزت على المجسمات الداخلية وهندستها، و اخي صالح ركز على الـ Art في اليدين، الأرجل، الوجهين والشعر، واستغرقت صناعة الشخصيات جميعها في 6 أشهر، فنحن نريد أن نجعلهم شخصيات من الواقع، ليست مجرد دُمي".
وأضاف : أصر صالح على تحريك الوجوه، وليس فقط الجسم، رغبةً في نقل أكبر قدر من المشاعر، وقام بعمل أكثر من وجه لشخصيات معينة، لأن الوجه يفسد بعد كثرة التعديلات. كما انني لم ألجأ  إلى برامج التحريك، بل فضّلت تحريك الدُمي يدويًا، لذلك فاللقطة الواحدة قد تستغرق ما بين 6 إلى 12 ساعة، ويقول صالح "لم نملك رفاهية تصوير أكثر من لقطة واختيار الأفضل، لذلك كنّا نتحرى الدقة في كل لقطة، فمرحلة ما قبل الإنتاج في أفلام التحريك مهمة جدًا، لأنه من المستحيل أن نترك اللقطة ونكمل تصويرها في اليوم التالي، طالما بدأت تصوير لقطة معينة، ستنتهي منها في اليوم نفسه، أو ستعيدها غدًا".
وأوضح المخرج أحمد صالح أنه على مدار 4 سنوات، استطاع أن يخرج فكرته التي تكوّنت بعد مقابلة الأم في فيلم ليل، لينتهي بها مع عرض عالمي أول بمهرجان لوكارنو،  حيث انه بعد كتابة السيناريو ومناقشته وتعديله أكثر من مرة، بدأنا في صناعة الدُمي، وملابسهم وشعرهم وكل شيء، وقد استعنت بمصممة الأزياء الألمانية كاتي أوسترمات والتي تعاونت معها من قبل في فيلم عيني، نبدأ في رسم Story Board، وهي خطوة مهمة تخبرنا كيف سيكون شكل اللقطة، وعدد الشخصيات، وتوحي لنا بأماكن وضع الكاميرا، يأتي بعد ذلك دور المُحرك، الذين يسألنا عن عدد الحركات والوقت، وبالطبع تختلف صناعة شخصية عن أخرى وفقًا لحركتها طوال الفيلم".
وأشار صالح إلى أن تصوير اللقطات مرهق جدًا في أفلام التحريك، لأن كل حركة تساوي لقطة ولا يوجد مجال للخطأ، وبمجرد الانتهاء من التصوير، يتم العمل على المونتاج وتصميم الصوت والدخول في مرحلة ما بعد الإنتاج.
وقد سافر الفيلم إلى لوكارنو في عرض عالمي أول بالمهرجان لينافس في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة "نمور الغد"، كما يحظى بعرضه العربي الأول بمهرجان الجونة السينمائي الدولي، ويقول صالح "متشوق لمتابعة ردود أفعال الجمهور العربي بعد عرض الفيلم لأول مرة بالوطن العربي من خلال مهرجان الجونة، أتمنى أن تصل الفكرة للجمهور، يلمسون مشاعر الأم الفلسطينية".