البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الإسلاموفوبيا.. كراهية الأمريكيين للعرب والمسلمين لم تتغير.. خبراء: أمريكا فشلت فى القضاء على الإرهاب وصدرته للعالم

أحداث 11 سبتمبر
أحداث 11 سبتمبر

على الرغم من مرور ٢٠ عامًا على أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ والتى أسفرت عن مقتل قرابة الـ٣ آلاف شخص بعد تفجير برجى التجارة فى نيويورك بالولايات المتحدة؛ إلا أن الحدث لايزال يلقى بظلاله سواء على السياسة الأمريكية تجاه العرب والمسلمين، أو سلوكيات الشعب الأمريكى تجاه العرب والمسلمين.

وبحسب آراء المحللين والخبراء والدراسات، فإنه فى أعقاب هجمات سبتمبر انتشرت ظاهرة الخوف من الإسلام «الإسلام فوبيا» والتى طفت على السطح لوقت طويل، وأنه حتى الآن لاتزال هذه الأحداث طافية على السطح، وفى النهاية لم تستطع الولايات المتحدة القضاء على الإرهاب كما كانت تزعم، ولكنها صدرته للعالم، فهى أخرجته من على أراضيها ونشرته فى بلدان أخرى لاتزال تعانى منه حتى الآن.

طارق فهمي

تصدير الإرهاب للعالم

يقول الدكتور طارق فهمى، المتخصص فى العلاقات الدولية: «بعد أحداث ١١ سبتمبر خرجت الولايات المتحدة وقسمت العالم إلى حروب عديدة سواء المستنقع الأفغانى أو العراقى، والتى لاتزال مستمرة حتى الآن، مضيفا أن ما حدث فى ١١ سبتمبر لايزال حاضرًا فى المشهد حتى الآن».

ويُضيف «فهمى»، لـ«البوابة» أن السؤال الذى يجب طرحه فى هذه اللحظة ما الجديد بعد مرور ٢٠ عامًا على أحداث ١١ سبتمبر، موضحًا أن الجديد من وجهة نظره هو أن العمليات الإرهابية على مستوى العالم لاتزال تحدث بغض النظر عن نتائجها فمنها الفاشل أو الناجح، ولكن يعنى أن القضاء على الإرهاب كما كانت تزعم الولايات المتحدة القيام به حين أقامت حروبها بعد ١١ سبتمبر ٢٠٠١، لم يحدث.

ويرى المتخصص فى العلاقات الدولية، أن تقييم ما حدث بعد ٢٠ عامًا صعب حصره فى بعض النتائج، لكن الولايات المتحدة نجحت فى أشياء وفشلت فى أخرى، موضحًا أن الجانب الأكثر نجاحًا بالنسبة للشعب الأمريكى والحكومات الأمريكية هو أنه لم يحدث عمل مشابه لما جرى فى ١١ سبتمبر ٢٠٠١ على الأراضى الأمريكية أو الغربية، هذا يعنى أن الولايات المتحدة خرجت لتحارب الإرهاب خارج حدودها وليس فى الداخل.

ويُكمل، أن هذا يعنى أن الولايات المتحدة خرجت تحارب بجيوشها فى العالم خارج النطاق الداخلى، وبالتالى فهى نجحت فى منع حدوث أحداث مشابهة لـ١١ سبتمبر ٢٠٠١، يعنى أنها نجحت فى منع الإرهاب داخليًا، لكنها ساهمت ونشرت الإرهاب فى بلدان العالم.

جمال فرويز

ظاهرة الإسلام فوبيا

إلى ذلك، يرى الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية العسكرية، إن أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ساهمت بشدة فى نشر ما يعرف بـ"الإسلام فوبيا» أو الخوف من الإسلام، وبات من الشائع الخوف من الإسلام والمسلمين والعرب وتشويه صورتهم، ولاتزال هذه الصورة هى المنتشرة حتى الآن، على الرغم من تعرض المسلمين والعرب لحوادث عنف كثيرة.

ويقول لـ«البوابة»، إن ظاهرة الإسلام فوبيا صناعة أمريكية قامت بها أجهزة الأمن المخابراتية الأمريكية، والدليل على ذلك بأن تنظيم القاعدة حتى الآن لم يقم بعملية واحدة ضد الولايات المتحدة مثلما حدث فى ١١ سبتمبر ٢٠٠١، بل إن الولايات المتحدة تقوم بالحديث مع قادته، ولاتزال هناك شكوك حول مصير أسامة بن لادن. 

ويُضيف، أن هناك ما يشير إليه بعض المحللين باعتبار أن أحداث ١١ سبتمبر مدبرة بسبب انتشار الإسلام فى الولايات المتحدة، لكن هذه الحادثة خلقت الخوف والكراهية ضد العرب والمسلمين بشكل كبير، واستقر فى ذهن الأمريكيين صورة للعربى الغليظ الذى يقتل بلا رحمة وأن دينه هو العنف.

ارتفاع حوادث العنف ضد العرب

تكشف دراسة صادرة عن المنظمة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عام ٢٠٠٤، ارتفاع حوادث القتل والعنف ضد العرب والمسلمين فى الولايات المتحدة بعد أحداث ١١ سبتمبر بشكل كبير جدًا.

وتُستند الدراسة الصادرة بعنوان «لسنا العدو»، بأن مكتب التحقيقات الفيدرالى أكد أن عدد الجرائم المُرتكبة بدافع الكراهية ضد المسلمين ارتفع من ٢٨ جريمة فى عام ٢٠٠٠ إلى ٤٨١ فى عام ٢٠٠١ أى بزيادة تمثل ١٧ ضعفًا.