الأب صالح: سانت تريزا تجمع المسلمين والمسيحين ولقبها "وردة المسيح الصغيرة".. راهب الكنيسة: «هذا من فضل ربي» آية تزين المكان لتطمئن المسلمين أن معابدنا بيوت لله

تصوير: أشرف عراقي
شهد عام 1926 مجئ الرهبان المنتمين للرهبنة الكرملية الكاثوليكية إلى مصر، واستقروا في حي شبرا، وبدأوا في تأسيس كنيستهم، ونسبتها إلى سانت تريزا "يسوع الطفل"، كما أطلقت على نفسها، وتم افتتاح المبني الكنسي الكبير عام 1937، لتصبح كنيسة سانت تريزا الحالية.
"البوابة نيوز"، انتقلت إلى الكنيسة الأكثر شهرة عالميا ومحليا، لتلتقي الأب صالح كمال الكرمليّ، خادم بكنيسة القديسة تريزا، ورئيس تحرير مجلة رسالة القديسة تريزا، ومسئول المطبوعات، فإلي نص الحوار..

* ما هي قصة بناء كنيسة سانت تريزا؟ 
** في البداية شيدت هذه الكنيسة على أرض كانت تتبع حديقة للورد، في تحقيق لمقولة سانت تريزا ستمطر من السماء غيثًا من الورد، وتلك الجملة هي الأكثر انتشار لها، وقام المهندس ميلان فريدنريش بتشييدها على الطراز البيزنطي، وتم تحويل الكنيسة إلى كاتدرائية في مايو عام 1973، والوحيدة في العالم التي بها أربعة أعمدة داخلية تشبه بازليك روما.

* من هي القديسة سانت تريزا؟
** القديسة تريزا كانت أصغر الراهبات في العالم، لأنها ترهبنت بعمر الخامسة عشر عاما، ووهبت حياتها للعبادة، ولُقبت القديسة تريزا بـ"وردة المسيح الصغيرة"، وهذا شعارها في مذكرات أختها التي دونتها عنها، وكانت أيضا راهبة، وأعلنتها الكنيسة الكاثوليكية قديسة شفيعة.

* وأين أتت شهرة كنيسة سانت تريزا في شبرا؟
** الكنيسة لم تحقق شهرتها بالقديسين أو الرهبان الكرملين بالعكس تماما كان الاختلاف وراء تلك الشهرة، فهنا تجدي أشكال الصلبان متعددة هنا، تري بعينك الآية رقم (40) من سورة النمل (... هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي...)، يراها كل من يقف عند المذبح والهيكل، لم تحمل لوحات الكنيسة أيقونات دينية لمريم العذراء، بل وقع فنانو مصر على تلك اللوحة، ولعل من أبرز أسماء هؤلاء: "عبدالحليم حافظ، نجاة الصغيرة، ابنة الفنان محمد عبدالوهاب، الملكة فريدة ملكة مصر، الفنانة صباح الشحرورة، شقيق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الفنانة اسمهان...إلخ"، فكانت تلك الكنيسة مصدر البهجة عند المصريين قديمًا؛ حيث حرصوا على زياتها في المناسبات الشعبية والأعياد كمصدر ترفيهي وسياحي ممتع وشفاعة بالغة حد وصفهم.

* ما سبب الارتباط بين المسلمين وسانت تريزا؟
** بالمناسبة سانت تريزا فرنسية الجنسية، ولا علاقة لها بمصر أبدا، ودفنت في مقابر العامة بباريس، وانتشرت أخبار المعجزات المرتبطة بها لتزيدها شهرة حول العالم، إلى أن وصلت شهرتها إلى مصر، وعندما قامت الكنيسة الفرنسية في إطلاق جولة خاصة لرفاتها، بمختلف أنحاء أوروبا ومصر، كان المنظر مهيب من المسلمين، الذين أتوا لزيارتها بالورود والحلوى، إلى أن وصل عدد الزائرين إلى ٥ آلاف زائر.

* ما سبب تجول الرفات؟
** كان ذلك لتحقيق حلمها: "أريد أن أجوب الأرض"

* ما سبب لقبها تريزا يسوع الطفل؟
** الفاتيكان يقول إن تيريزا الطفل يسوع، ولدت عام 1873، وتوفيت عام 1897، في عز شبابها، عشان كده لقبوها بـ"وردة المسيح الصغيرة"، وولدت في مدينة الينسون الفرنسية، وترهبنت في الدير، وسنها 15 عامًا.

* ما سبب دخولها الرهبنة في سن صغيرة؟
** دخلت الرهبنة عندما رأت الطفل السيد المسيح عليه السلام، وهو يبتسم لهـا، وكانت دي نقطة تحول فـى حياتهـا، حسب قولهـا، ممـا دفعتهـا لحب المسيح الطفل، ومحاولـة التشبه بـه، ولهذا عُرفت بتريزا الطفل يسوع، وفى 29 مايو عام 1887، قررت أن تترهبن، بس للأسف الكل عارضها.

* كيف ترهبنت؟
** شهد يوم 19 مايو عام 1925، إعلان البابا بيوس الحادى عشر، بعد أن تحققت الكنيسة من قداستها، هذه القديسة الصغيرة، لـمن يلجأ إليها، وطالب صلاتها، وده اعتبروه تحقيقا لوعدها، لما قالت أشهر جملها "إنها ستمطر من السماء غيثا من الورود، سأقضي سمائي في عمل الخير على الأرض"، وفـى 19 أكتوبر 1997، أعلن البابا يوحنا بولس الثانـى، أن القديسة تريزا الطفل يسوع، هـى معلّمة فـى الكنيسة الجامعـة، نظرًا لـما تحملـه كلماتهـا وحياتهـا من عمق روحـي، وتعليـم عن حب الله.

* ما السبب في إطلاق سانت تريزا على محطة المترو؟
** نحن شعب يهوي المقدسات، ولا جدال حول تلك التسمية، فمحطة سانت تريزا، جاءت تسميتها نسبة إلى كنيسة سانت تريزا، وهي أكثر المناطق والكنائس شهرة بالمنطقة، وذلك للدلالة على تواجد الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، وتجد مثالا إسلاميًا آخر، وهنا أشدد على توطيد المواطنة، ففي محطة مترو الخلفاوي، سميت على اسم منطقة الخلفاوي بشبرا، نسبة إلى الشيخ محمد الخلفاوي، أحد كبار علماء الأزهر، الذين تصدوا للخديوى توفيق، أثناء الثورة العرابية، فهنا تكمن المواطنة، وهناك أيضا محطة ماري جرجس، والتي تشهد منطقتها العديد من الكنائس المشهورة عالميًا.