البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تذكار الشهيد القدّيسة الشهيدة مارينا "مرغريتا "

أيقونة القديسة مارينا
أيقونة القديسة مارينا

تحتفل الكنيسة القبطية اليوم بتذكار استشهاد القديسة مارينا، ولقبها  المعروف في الكنائس الغربية  المسيحية بأسم القدّيسة مرغريتا. تستعرض البوابة نيوز قصة حياتها حسب ماوثقه كتاب تاريخ الكنيسة والمخطوطات.


نشأتها: 
ولدت مارينا في عصر  المُلك الأمبراطور كلوديوس عام  ٢٧٠م ببلدة   أنطاكية بيسيدية كانت ماريا   ابنة أحد كهنة الأوثان اسمه  أيديسيموس توفيت والدتها وهي في الثانية عشرة وقامت بتربيتها  مربية تم إحضارها  من منطقة ريفية بانطاكية.
اختلطت مارينا منذ صغرها  بالمسيحيّين  ولمّا بلغت الخامسة عشرة  ارتبطت بمحبّة المسيح لدرجة أنّها لم تعد ترغب ولا تفكّر في شئ إلاّ في مساهمة تضحية الشهداء القدّيسين وقامت بالمجاهرة بمسيحيّتها ورفض عبادة  الأصنام، الأمر الذي أثار أباها فحرمها الميراث.


اعتناقها المسيحية ورحلة العذاب:
أثناء مرور حاكم آسيا المدعو أوليبريوس في طريقه الي  أنطاكية،  التقى القدّيسة ترعى القطعان هي ونساء أخريات من القرية. أخذ الحاكم بطلعتها فأمر رجاله بأن يحضروها إليه ليتّخذها لنفسه زوجة. فلمّا بلغ بها الحاكم ومَن معه القصر سألها مَن تكون فأجابت بلهجة واثقة: "اسمي مارينا وأنا ابنة أبوَين حرّين من بيسيديا، لكنّي خادمة  المسيح وبعد حوار وجدل أمر فتم إيداعها  السجن، إلى اليوم  التالي، الذي صادف فيه عيد وثني كبير. فلمّا أحضرت، من جديد، دُعيت إلى التضحية للآلهة أسوَة ببقية الشعب، فأجابت: "بل أذبح ذبيحة التسبيح لإلهي لا لأصنامكم الخرساء التي لا حياة فيها!" فحاول أوليبريوس إقناعها بالحسني  لكنّها أجابت "أن كل جمال جسدي يذوي فيما تجمّل  العذابات، من أجل اسم المسيح، النفس وتعدّها للعرس الأبدي". 
أثارت شجاعة القدّيسة حفيظة الحاكم فأمر بمدّها على الأرض وضربها بالسياط المشوكة وأن يُخدّش  جسدها بأظافر حديدية. بنتيجة ذلك سال دم  القديسة وصبغ الأرض. لكنْ لم تخرج من فمها صرخة ألم ولا اضطربت نفسها وكأن آخر يكابد عنها. طال تعذيبها، على هذا النحو، ساعات أعيدت بعده إلى السجن. كل هذا دفعها إلى الصلاة إلى ربّها  سُؤْلًا لعونه في المحنة والاعتراف بالإيمان.


رؤية الشيطان:
ورد أنّه كانت لمارينا رؤيا عاينت فيها الشيطان تنّينًا ينفث نارًا ودخانًا باتّجاه القدّيسة. ومع أنّ مارينا ارتعبت من المنظر إلاّ أنّ صلاتها ما لبثت أن فعلت إذ تحوّل التنّين إلى كلب أسود ضخم منفّر. وبننعمة الله داسته وقتلته. إذ ذاك امتلأ الحبس نورًا متلألئًا ينبعث من صليب ضخم استقرّت عليه حمامة بيضاء. نزلت الحمامة ووقفت بجانب مارينا وقالت لها: " افرحي يا مارينا، يا حمامة روحيّة لله لأنّك غلبت الخبيث وأخزيته. افرحي يا خادمة أمينة للربّ الذي أحببته من كل قلبك وهجرت كل متع الأرض العابرة. افرحي وسُرّي لأنّ الوقت حان لتتلقّي إكليل الغلبة وتدخلي باللباس اللائق، مع العذارى الحكيمات، خدر ختنك وملكك!"
و في الصباح نقُلت مارينا، مرّة جديدة، إلى أمام الحاكم. فلمّا أبدت تصميمًا أشدّ من ذي قبل، أمر أوليبريوس بتعريتها وإحراقها بالمشاعل. وبعدما ألقيت في الماء لتختنق وأعانتها الحمامة البيضاء، اهتزّ العديدون لمرآها واعترفوا بالمسيح، فاغتاظ الحاكم بالأكثر وأمر بقطع رأسها. في الطريق إلى مكان الإعدام آمن الجلاّد بالمسيح، فلم يشأ بعدُ أن يمدّ يده لأذيتها، فقالت له القدّيسة: " لا نصيب لك معي إذا أمسكت عن إتمام ما أمرت به". إذ ذاك، بيد مرتجفة، قطع هامتها. وإنّ مسيحيًاً، اسمه تيوتيموس، كان يتردّد على القدّيسة حاملًا لها طعامًا، جاء وأخذها وواراها الثرى بلياقة. وقد بقيت رفات القدّيسة، حتى زمن الصليبيّين ( ١٢٠٤م ) تُكرم في القسطنطينية.و اما  قصة كفها الموجود بكنيسة العذراء المغيثة فله تسلسل عجيب علي النحو التالي  حيث  وجده جندى في أحد الأديرة بجبل الكرمل ببلاد فلسطين وكان مغطي بالفضة. باعه لتاجر مصري الجنسية سافر إلي بلاد فلسطين خصيصا لشراء الفضة.عاد التاجر إلي مصر عام  ١٢٩٧للميلاد في عهد البابا ثيؤدوسيوس الثاني ووضع التاجر الكف في منزله إلى أن يبيعه. زار التاجر أحد الأصدقاء وعندما فتح العلبة وجد اسم مارينا باليوناني تحت الفضة. طلب الصديق من التاجر أن تودع الكف في إحدي الكنائس وليس البيت. وأعلمه أن المرض الذي أصابه بسبب وجود هذا الكف في منزله. أطاع التاجر كلام صديقه فشفاه الله من مرضه. وضع الكف في كنيسة الملاك ميخائيل بالفهادين ولقد اندثرت هذه الكنيسة. تم نقل الكف والساعد الأيمن للقديسة الشهيدة مارينا إلي كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم.