البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تعرف على تاريخ نشأة المجامع المسكونية

البوابة نيوز

كلمة مسكوني أي عالمي لذلك أطلقت على المجامع كلمة المسكونية. فهي ترتبط بالإيمان المستقيم، وقصة الإيمان المستقيم قد بدأت عندما خلق الله الإنسان مستقيمًا "على صورته كمثاله" (تك1: 26).

سبب انعقاد المجامع
الحقيقة أنَّ المجامع قد عُقدت لهدف واحدٍ فقط وهي تحديد التعاليم التي اختلف عليها الارثوذكسيون. المجمع الأول على سبيل المثال قد عُقد بسبب هرطقات تمس لاهوت المسيح، والثاني للدفاع عن أزلية الروح القدس، والثالث عن والدة الإله وشخص المسيح، والرابع عن طبيعتي المسيح وما إلى ذلك.. فالوظيفة اللاهوتية للمجمع هي تحديد ما اختلف عليه المسيحيون وليس تحديد لائحة بجميع التعاليم الرسمية كما يفعل الفاتيكان مثلًا.. ليس عندنا عقائد رسمية وعقائدية غير رسمية، بل عندنا "تقليد" (تسليم) واحد لا يتجزأ، والمجامع المسكونية ليست إلا جزء من هذا التقليد الشريف.
العقائد كلها موجودة قبل انعقاد المجامع المسكونية، فهي أزلية يحتويها الروح القدس بالكامل في الإعلان الإلهي يوم العنصرة.. وهذا ما يؤكده القديس مكسيموس المعترف بقوله: " تسلم الرسل الحقيقة كاملة يوم العنصرة."
من هنا فإن عقائدنا ليست موجودة كلها في المجامع المسكونية، فكل العقائد والتعاليم التي لم تتعرض لحروب كبيرة من الهراطقة هي غير موجودة في هذه المجامع. فمثلًا لو لم يأتِ أريوس ويجدِّف على لاهوت المسيح، لما كان قد عُقد مجمع مسكوني لتحديد عقيدة لاهوت المسيح، ذلك أنَّ الكنيسة منذ تأسيسها تعلّم أن المسيح إلهٌ أزلي، بل إنَّ أنبياء العهد القديم أنفسهم تنبأوا عن المسيح إلهًا متجسدًا:
"لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا ولدٌ وَنُعْطَى إبنًا وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسمهُ عَجِيبًا مُشِيرًا إِلَهًا قَدِيرًا أَبًا أَبَدِيًّا رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إش9: 6)
"هَا إنَّ الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابنًا وَتَدْعُو اسمهُ عِمَّانُوئِيلَ" (إش7: 14).
إذًا المجامع المسكونية وُجدت لتصيغ عقائد فقط في المواضيع اللاهوتية التي جدّفَ فيها الهراطقة..

قوانين المجامع المسكونية
المجامع المسكونية التي أنعقدت هي سبـعـة واجـتمـعـت مـا بين القرن الرابـع والقـرن الثـامـن وهي:

المجـمع الـمـسكونـي الأول (مجمع نيقية)
انعقد سنة 325 في مدينة نيقية في عهد الملك قسطنطين الكبير لوضع حدّ لتعليم آريوس الخطأ، والتأكيد أن يسوع المسيح هو ابن الله وتجسّد من اجل خلاصنا. وَضع هذا المجمع دستور الإيمان الذي نقوله حتى اليوم.وعدد الأباء فيه 318 وأصدر 20 قانونا.

المجمع المسكوني الثاني (مجمع القسطنطينية)
انعقد في القسطنطينية سنة 381 عهد الملك ثيودوسيوس الكبير ضد مكدونيوس للتأكيد على إيماننا بالآب والابن والروح القدس، وأكمل دستور الإيمان من "وبالروح القدس" إلى ختامه. لذلك يُسمّى دستور الإيمان النيقاوي-القسطنطيني. وعدد الأباء فيه 150وأصدر 7 قوانين.

المجمع المسكوني الثالث (مجمع أفسس)
اجتمع سنة 341م في عهد الملك ثيودوسيوس الصغير ضد نسطوريوس وعدد آبائه 200 وأصدر 8 قوانين.

المجمع المسكوني الرابع ( مجمع الخلقدوني )
انعقد سنة 451م ويُعتبر من أهمّ المجامع، إذ إنّ الكنيسة قد أكدّت في قراراته إيمانها بوحدة شخص المسيح وبـ"الطبيعتين في المسيح"، الطبيعة الإلهيّة والطبيعة الإنسانيّة. وقد نجم عن هذا المجمع انشقاقٌ أدّى إلى ابتعاد الكنائس الشرقيّة التالية: القبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة عن الشركة مع الكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة. وحدث ذلك في عهد الملك ماركانيوس ضد أوطيخا وعدد آبائه 630 وأصدر30 قانونا.

المجمع المسكوني الخامـس (مجمع القسطنطينية الثاني)
انعقد سنة 553م في عهد الملك يوستنيانوس ضد مؤلفين كنسيين يعتقدون إعتقاد نسطوريوس. حاول الإمبراطور ان يفرض ارادته على الاسقفيات الغربية لكن إيطاليا أظهرت العناد. حقق الإمبراطور فية رغبته رسميا بإعلان بطرن الفصول الثلاثة غير ان قرارات المجمع لقيت مقاومة عنيفة في الغرب ومع ذلك فقد اعترف الغرب نفسه بانه مجلس مسكوني وانه صحيح. وكان عدد آباء هذا المجمع 165.

المجمع المسكوني السادس (مجمع القسطنطينية الثالث)
انعقد سنة 680م في عهد الملك بوغوناتيس. ففي أوائل القرن السابع كانت الإمبراطورية البيزنطية مهدّدة بإخطار من الخارج (خطر اجتياح الفرس ومن ثم العرب)، وتعاني من انقسامات دينية وسياسية من الداخل. ومنذ أن وصل هرقل إلى الحكم (610-641) أدرك ضرورة توحيد المونوفيسيت (القائلين بالطبيعة الواحدة) مع الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة من اجل وحدة الدولة وأمنها. الصيغة العقائدية، التي طرحها عليه سرجيوس بطريرك القسطنطينية لأجل تحقيق هذا التوحيد، هي القول ب"الفعل الواحد" لطبيعة المسيح الواحدة المتجسدة. وكان عدد آباء هذا المجمع 289.

المجمع المسكوني السابع (مجمع نيقية الثاني)
انعقد سنة 787م في عهد الملكة إيريني ضد محاربي الأيقونات. واتخذت المجامع قرارات في الإيمان وقرارات رعائية وإدارية للكنيسة لا نزال نطبّقها ونرجع اليها حتى اليوم. وأصدر 22 قانونا.