البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

نتنياهو ومصير أولمرت


برغم الحرب الرابعة على غزة التى حركها نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، كلعبة سياسية مكررة لكسب الأصوات اليمينية، ها هو يتعرض لمحاولة خطيرة للإقصاء من السلطة بعد أكثر من 12 عاما هى الفترة الثانية له كرئيس للوزراء منذ عام 2009.
ففى العام 2009 كانت هناك خطوات من قبل حكومة نتنياهو للتخلص من سكان بلدة أم الفحم بل ومثلث عرب 48 عبر ما سمى «تبادل السكان» ووفق هذا المخطط تضم إسرائيل المستوطنات اليهودية فى القدس والضفة الغربية إليها.
محاولة إقصاء نتنياهو التى يفصلنا عنها أسبوع تقريبا تتم بعد التحالف الجديد بين الصحفى يائير لابيد، رئيس حزب «يش عتيد» «هناك مستقبل»، الذى يعرفه المجتمع الإسرائيلى كونه علمانى ليبرالي، وبين رجل الأعمال الثرى نفتالى بينيت، 49 عاما، وهو زعيم مستوطنين سابق ودينى متطرف، ويمكن القول أنه تلميذ نتنياهو الذى تفوق على أستاذه.
فكلاهما يرى أن نتنياهو لم يتغير وهو يعمل لصالحه الشخصى ويعزز الانقسامات فى الداخل الإسرائيلي. نتنياهو بالفعل لم يتغير كما أشار إليه الكاتب والمفكر المصرى الراحل د. إبراهيم البحراوي، أشهر مؤرخى الدراسات الإسرائيلية، فى كتابه «حكاية مصرى مع إسرائيل» الذى صدر مؤخرا، وهو بمثابة سيرة ذاتية حافلة.
يشير البحراوى إلى واقعة رفضه مقابلة نتنياهو عام 1997 أى بعد توليه رئاسة الوزراء لأول مرة ما بين عامى 1996 إلى 1999، حينما طلب منه الراحل أسامة الباز مستشار رئيس الجمهورية آنذاك حضور لقاء نتنياهو بالمثقفين المصريين فى إطار جهود إنجاح إقامة الدولة الفلسطينية، فكان رد البحراوي: معاليك عارف إن نتنياهو مش جاهز فكريا لقبول مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية، فهو أسير لشعار» بين النهر والبحر لا مكان إلا لدولة واحدة هى دولة إسرائيل»؛ ولذلك فالحوار معه مضيعة للوقت.
ثم يعاود التأكيد على أن نتنياهو عقله مغلق على أن الضفة الغربية هى يهودا والسامرة والتى لا يمكن التخلى عنها وتركها للفلسطينيين يقيمون دولتهم عليها.
يذكر البحراوى فى مذكراته بأن نتنياهو كان المحرض الأول لاغتيال الجنرال رابين بوصفه رائدا للسلام مع الفلسطينيين ليجمد الحل فى إطار الحكم الذاتى للفلسطينيين تحت السيطرة الإسرائيلية.
كان رابين قد وقع اتفاقية أوسلو عام 1993 وسمح بإدخال منظمة التحرير الفلسطينية إلى داخل فلسطين فى الضفة وغزة، بعدها حرض نتنياهو أنصاره فى خطاب قال فيه «إننى لم أعد أستطيع وقف هذا الرجل بالطرق البرلمانية والسياسية فأوقفوه أنتم»، حتى تم اغتياله فى الرابع من نوفمبر عام 1995.
إزاحة نتنياهو لن تغير كثيرا فى مسار الصراع العربى الإسرائيلى لكن الأمل معقود على جهود الرئيس السيسى الذى نجح فى وقف العملية العسكرية الشرسة على غزة، ووجدنا جابى أشكنازى وزير الخارجية الإسرائيلى الذى جاء لمصر عام 1973 مقاتلا ضدها فى حرب أكتوبر، لاستكمال المفاوضات. ورغم أن نتنياهو أيد قرارا بحجب وسائل التواصل الاجتماعى وهو ما هز صورة إسرائيل كدولة تزعم أنها ديموقراطية، كل ذلك للتغطية على جرائمه فى غزة إلا أن كل مخططاته يبدو أنها ستذهب قريبا مع الريح!.
باختصار ما اعتبره نتنياهو نصرا بات هزيمة ساحقة عززت من صورة إسرائيل العنصرية ليس فقط أمام العرب بل أمام العالم. وعليه أن يستعد لملاقاة تهم الفساد والرشوة والاستغلال وخيانة الثقة ويبدو أنه سيلقى مصير سلفه رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت الذى حوكم وسجن بتهم فساد.