البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ستبقى فلسطين القضية الأولى لكل العرب مسلمين ومسيحيين


تُعدّ القضية الفلسطينية هي القضية الأولى لكل العرب مسلمين ومسيحيين مهما اختلفت مذاهبهم وطوائفهم؛ لما للقدس الشريف من مكانة دينية وحضارية على مر التاريخ، ولصلتها الوثيقة بالمقدسات الإسلامية والمسيحية؛ فقد جعل الله تعالى فلسطين مهد الحضارات وأرض الرسالات، وعلى أرضها عاش الكثير من الأنبياء والمرسلين؛ فعلى أرضها عاش إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف ولوط وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وغيرهم الكثير ممن لم تذكر أسماؤهم من أنبياء بني إسرائيل؛ فكما تعتبر القدس القبلة الأولى والوحيدة عند المسيحيين، أيضًا للمسجد الأقصى مكانة مميزة في قلوب المسلمين؛ فهو القبلة الأولى للمسلمين حتى نزل الأمر من الله تعالى بالتوجه إلى الكعبة المشرفة، وهو المكان الذي شرفه الله عزّ وجلّ فجعله نهاية مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبداية معراجه إلى السماوات العلا، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1]؛ فالأرض المباركة التي ذكرها الله هى فلسطين، والمسجد الأقصى هو ثاني مسجد بني على الأرض بعد البيت الحرام؛ لما ورد في الصحيحين عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: قُلت: يا رسول الله، أَي مسجدٍ وضع أَول؟ قال: «المسجد الحرام» قُلت: ثم أَي؟ قال: «ثم المسجد الأقصى» قُلت: كم كان بينهما؟ قال: «أربعون»، ثم قال: «حيثما أدركتك الصلاة فصلِّ، والأرض لك مسجد» [متفق عليه].
يُعدّ المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين في القدسية بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» [متفق عليه]، ومعنى هذا الحديث أي: أنه لا يسافر أحد لمسجد للصلاة فيه إلا لهذه المساجد الثلاثة، وكما تضمّ القدس الكثير من المقدسات الإسلامية، تضمّ أيضًا الكثير من المقدسات المسيحية، أهمها كنيسة القيامة، التي شيدها الإمبراطور الروماني قسطنطين عام 326م، حيث تُعدّ أقدس الأماكن المسيحية في القدس والعالم المسيحي، ويحج إليها المسيحيون من مختلف أنحاء العالم منذ حوالي ألفيّ سنة، كما يوجد في القدس الكثير من الكنائس والأديرة ومنها: كنيسة القديس توما، وكنيسة مريم المجدلية، وكنيسة القديس بطرس، وكنيسة الجثمانية، وكنيسة مار فرانسيس، ودير العذراء، ودير مار مرقص، ودير مار يعقوب، ودير مار يوحنا المعمدان، ودير السلطان، وبذلك تكون مدينة القدس مدينة التسامح والسلام، تقوم الكنائس فيها بجانب المساجد، وستبقى فلسطين أبيَّة على الطغاة مهما طال الزمن، وسيظل شعبها مرابطًا على أرضه وعِرضِه ومقدساته، اللهم احفظ الشعب الفلسطيني وأيده بنصرك في قضيته المشروعة والعادلة من أجل استرداد حقه وأرضه ومقدساته.