الفنان شادي سرور في حواره لـ"البوابة نيوز": أسعى لعودة مركز الهناجر للفنون لأمجاده.. عروض فنية جديدة تحمل فكرا مختلفا بأقل تكلفة.. وإعداد خطة لتجوال المسرحيات في ربوع مصر

على مدى أربعة أعوام تولى خلاها الفنان شادي سرور، إدارة فرقة مسرح الطليعة التابعة للبيت الفني للمسرح، شهدت خلالها تقديم العديد من العروض المسرحية والورش الفنية والنماذج الشابة، التي حققت نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا في تلك الفترة، حصل الكثير منها على الجوائز من خلال المشاركات في المهرجانات المسرحية داخل مصر وخارجها، فقد أصدرت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، قرارا بتوليه مديرا عاما لمركز الهناجر للفنون في فبراير 2021.

يسعى "سرور" من خلال خطته الطموحة، والمسئولية الكبيرة التي منحتها له وزيرة الثقافة، لتحقيها لاعادة هذا الصرح العظيم لأمجاده من جديد، نظرا لتميز موقعه، وذلك حسب استغلال المفردات المتاحة حاليا، فمسرح الهناجر له أهداف خاصة منذ نشأته وهي القائمة على فكرة استخدام العروض، التي تحمل فكرا مختلفا وجديدا، الهدف منها أن الفكرة والعمل الفني هي الأساس وليس ضخامة الإنتاج، إضافة إلى تقديم مجموعة من الورش الفنية للكبار وكذلك الأطفال، التي ينتج عنها مجموعة من العرض المسرحية، يشارك البعض منها في المهرجانات المسرحية المحلية والدولية.

التقت "البوابة" بالفنان شادي سرور، للإطلاع على خطة المركز خلال الفترة المقبلة، وكذلك ما يقدمه المركز في شهر رمضان إلى نص الحوار....

*ما الذي يقدمه مركز الهناجر للفنون خلال شهر رمضان الكريم؟

- يقدم مركز الهناجر للفنون خلال شهر رمضان المعظم، العرض المسرحي "عن العشاق" بقصر الأمير طاز، ويستمر لمدة 7 أيام، وهو مستلهم من كتاب "طوق الحمامة في الألفة والآلاف" لابن حزم الأندلسي، في حالة صوفية موسيقية داخل الأجواء التاريخية والمملوكية بقصر الأمير طاز، مصلحب بعزف حي لآلات العود، القانون، التشلو، لأغنيات كوكب الشرق "أم كلثوم"، العرض فكرة وإخراج هاني عفيفي؛ كما تنظم ورشة لفن التصوير، يقدمها الفنان سيد عبدالقادر، ويكون نتاجها معرضا فنيا عن أجواء شهر رمضان الكريم، خلال شهر أبريل المقبل.

*ماذا عن العرض المسرحي "المسيرة الوهمية للتفاهة؟

- لقد انتهيت من تحديد موعد افتتاح العرض المسرحي "المسيرة الوهمية للتفاهة" لرأفت الدويري، ومن إخراج طارق الويري، في 15 مايو المقبل، الموافق ثان أو ثالث أيام عيد الفطر المبارك، وقد تجري حاليا بروفاته بمسرح الهناجر، استعدادا لافتتاحه وفق السنة المالية الحالية.

*هل ينوي الفنان شادي سرور إعادة أمجاد الدكتورة هدى وصفي للهناجر؟

- في الحقيقة لا حد يعيد أمجاد ما سبقوه، ولكن نحن نسير على فكر واتجاه معين من خلال الزمن والامكانيات المتاحة، فكل مرحلة ولها مفرداتها الخاصة والمتاحة في ظل الظروف الموائمة، وكانت فترة تولي الدكتورة هدى وصفي أكثر موائمة، فهي عقلية ثقافية وفنية واعية وإدارية عظيمة استطاعت من خلال تجربتها أن تضع الهناجر في أبهى صورته، ويشهد لها التاريخ على ذلك لتوثق تجربتها في سجل وتاريخ مركز الهناجر للفنون حتى المسرح القومي.

*ماهي خطة مركز الهناجر للفنون التي تسعى لتحقيقها؟

- أتمنى أن أخطو مع فكر شباب وفناني اليوم، حتى استطيع خلال هذه الفترة وضع تصور وسيستم معين نسير عليه، كما أعكف حاليا على تجهيزات للمركز من الداخل والخارج، بداية من الواجهة، والإضاءة، والدعايا الخارجية لكل العروض والفعاليات، لأن هذا المركز يعد مكانا مرموقا، نسعى طوال الوقت على أن يكون في أزهى صورة ممكنة، حسب استغلال المفردات المتاحة حاليا، سواء من قبل وزارة الثقافة، وقطاع الإنتاج الثقافي، في عودة الهناجر من جديد، وهي مسئولية كبيرة، لا بد أن تتدافر كل الجهود والمساعي حتى يعود هذا الصرح لأمجاده، لأنه مكسب كبير، نظرا لتميز موقعه.

ففي مايو المقبل ينظم المركز معرضا فنيا، بالتنسيق مع إدارة النشاط الثقافي برئاسة الشاعر عماد عبدالمحسن، التابعة لقاع الإنتاج الثقافي، بمناسبة اختيار محافظة القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية، وذلك بكافة معالمها الجميلة، كما ينظم معرضا فنيا نتاج ورشة للكاريكاتير، وأخرى للبورتريهات، في أكتوبر المقبل.

كما أسعى أيضا لوضع سيستم لمسرح الهناجر، لأن هذا المسرح له أهداف منذ نشأته القائمة على فكرة استخدام العروض التي تحمل فكرا مختلفا وجديدا، إضافة إلى طريقة تناولها في حدود يضعها المركز، لضمان الإنتاج بأقل الأشياء، والهدف منها أن الفكرة والعمل الفني هو الأساس وليست ضخامة الإنتاج، فالهناجر يقدم المختلف تماما، خاصة أن المواضيع المختارة تسير في نطاق الأسبوع أو خمسة عشرة يوما، ومن الممكن أن يكون هناك عمل مدعم من خلال احياء وإعلاء قيمة الحس الوطني، على سبيل المثال عرض شهر أكتوبر، والمشاركة كمركز إبداع، يساهم في توعية الجمهور مثل مبادرة "اعرف جيشك" وغيرها.

وبالتالي نحن نسير على خطى قائمة على فكرة الشهور ومدى ارتباطها بالمهرجانات المسرحية، على سبيل المثال يحل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في سبتمبر المقبل، لذلك لا بد أن يصبح المركز جاهزا للمشاركة، واختيار تجربة أو تجربتين من تجارب شهري يوليو، وأغسطس 2021، وكذلك تجهيز عرض لشهر أكتوبر يحس على الانتماء الوطني وهذا هو الأساس الذي نسعى له، وأيضا تجهيز عرض فني محترف في نطاق التوازن، حتى أستطيع من خلاله المشاركة في المهرجان القومي للمسرح المصري المقبل، ولكن بفكر الهناجر، ممكن أن يكون نصا عالميا أو مصريا، ولكن بفكرة مادية بسيطة.

أما في ديسمبر المقبل تنقسم العروض المسرحية على تجربتين وهما: "مايم"، "مونودراما، مايم"، حسب المقدم، أو ما يدفعنى إلى تقديم فكرة "المايم" كتجربة فنية في إطار التجارب المتاحة، لتقديم عرض "ديودراما" بجانب الـ"مونودراما"، لذلك يخصص شهر ديسمبر لمثل هذه الأعمال، لأن هناك مهرجانات مسرحية في الوطن العربي للمونودراما تقام خلال يناير، وفبراير، ومارس من كل عام منها: مهرجان الفجيرة، والمغرب، تونس، والجزائر، فنحن نسير على هذا الاتجاه.

*ماذا عن الورش الفنية التي يقدمها المركز؟

- يعلن المركز عن ورشة فنية في أبريل المقبل، وطرح استمارات المشاركة في مايو المقبل، وتجرى الاختبارات في يونيو على أن يتم اختيار 35 شاب وفتاة، لتبدأ الورشة في الفترة من يوليو حتى ديسمبر المقبل، ينتج عنها عرض مسرحي في شهر فبراير المقبل، يقوم بالتدرب فيها مجموعة من المتخصصين والأكاديميين من بينهم: "مروة رضوان، أحمد حمدي رءوف، ضياء شفيق"، في الرقص، والغناء، والتمثيل، لينتج عنها فكرة عرض غنائي استعراضي بالطاقة البشرية بأقل تكلفة، وليس بالإنتاج الضخم، وبهذا القدر نستطيع تقديم أشكال عديدة من المسرح ما بين التجربة، والحس الوطني، والمونودراما، والديودراما، وعرض نتاج الورشة على مدى العام، إلى أن تعاد التجارب الفنية الناجحة التي قدمت على مدى العام الحالي خلال شهر مارس، وأبريل ومايو 2022.

هذا بالإضافة إلى إعداد خطة لتجوال العروض المسرحية منها: العرض الذي يجرى تقديمه في أكتوبر المقبل، وقد تم اختيار المخرج يوسف المنصور مخرج عرض "أفراح القبة" الذي حقق نجاحا كبيرا طوال ليالي عرضه على المسرح العائم وحصل على جائزة أفضل عرض مسرحي بالمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثالثة عشرة، لهذا العرض الجاري تجهيزه، وذلك لتحقيق الهدف السامي الذي نسعى لتحقيقه وهو وصول عروض الهناجر إلى ربوع مصر.

* أين المسرح المكشوف والأطفال أيضا من خطة المركز؟

- يستعد المسرح المكشوف لتقديم ورشتين فنيتين، الأولى تنظم في شهر سبتمبر المقبل وتنتهي في فبراير 2022، ينتج عنها تقديم عرض مسرحي في رمضان القادم، ليشارك ضمن برنامج "هل هلالك" الذي ينظمه قطاع شئون الإنتاج الثقافي، والمشرف على هذا العرض المخرج مناظل عنتر، عن فكرة الفلكلور وإحياء التراث الفني بشكل معاصر، وسوف يعلن عن هذه الورشة في يونيو المقبل وفق الشروط المعلنة، وتطرح استمارات المشاركة في يوليو، كما تجرى الاختبارات في أغسطس، على أن تبدأ الورشة في شهر سبتمبر، وتستمر حتى شهر فبراير؛ أما الورشة الثانية للأطفال يقدمها الفنانين ماهر محمود، ضياء شفيق، وسوف يعلن عن شروطها في فبراير المقبل، وتطرح استمارة المشاركة، في مارس، لتجرى اختبارت المتقدمين في أبريل، على أن تبدأ الورشة في مايو، وتستمر حتى أغسطس، حيث ينتج عنها عرض مسرحي من نتاج الورشة تقدم في سبتمبر من العام نفسه؛ وبالتالي يصبح لدينا ثلاثة ورش فنية يتم الجمع بينهما بداية من السنة المالية الجديدة للعام المقبل.