البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

العيدان الخشبية.. أداة وفرشاة وتاريخ من الصحة والجمال

البوابة نيوز

يقولون إن الكون خلق كاملا لا ينقصه شيئا وما الحياة إلا للاكتشاف والابتكار.. اعزف اللحن الذى تحبه.. وعش كما تشاء بالطريقة التى تلائمك وتسعدك..

فالفراعنة استخدموا العيدان للعزف وصناعة الآلآت الموسيقية.. في حين أن الحضارة الصينية كان لها رأى مغاير عن استخدام العيدان فشرعت منذ قديم الأزل في استخدام العيدان للطعام.

عيدان الطعام من أشهر ابتكارات «بكين»: التى استخدمها شعب الصين في الأكل من قديم الزمان حتى الآن، منذ أكثر من ٣٠٠٠ آلاف عام.

حتى وصل عدد من يستخدمون تلك العيدان في الطعام إلى ١.٥ مليار شخص حول العالم، من دول شرق آسيا وسيلتهم عيدان الطعام، في الثلاث وجبات بين الصين واليابان وكوريا وفيتنام.

في البداية استخدمت تلك العيدان في الطبخ وليس للأكل، وكانت عبارة عن أغصان أشجار ضعيفة وطويلة ويقلب بها داخل أوانى الطبخ أو لإمساك شيء من الطعام.

وتقول بعض الدراسات الحديثة إن هذه الطريقة في الإمساك بالطعام بالعيدان تحرك ٥٠ عضلة في راحة اليد، ما ينشط الدوائر العصبية عند الأطفال والعجائز، وتداولت الأقاويل الكثيرة حول أصل العيدان وكيف تم استخدامها من حقبة تاريخية إلى أخرى.

ويعتقد أن أصل تلك العادة من الصين، ويوجد بعض آثارها في التبت ونيبال، وفقا للمؤرخ ويل ديورانت، صاحب «قصة الحضارة»: فإنّ التاريخ الأقدم لعصى الأكل يعود لأكثر من ٣٠٠٠ سنة قبل الميلاد، وتحديدًا في عصر «جوسين»، آخر ملوك أسرة «شانغ» الصينية، واكتشف علماء الآثار عيدانًا عتيقة من الذهب والفضة والبرونز والعاج، وكان البعض يعتقد أن عيدان الفضة تكشف السموم في الغذاء.

وأثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين يستخدمون عيدان تناول الطعام في وقت مبكر يتمتعون بذكاء وقدرة علمية أفضل من الأطفال الآخرين.

واعتقد آخرون أنه بعد ٥٠٠ سنة من الميلاد ازداد عدد السكان في الحضارات الآسيوية واشتد الفقر، فأصبح الطعام قليلًا ويقطع إلى قطع صغيرة، فتناولوا الطعام بنفس العيدان التى يطبخون بها، وهناك سبب آخر وهو انتشار مبادئ «كونفوشيوس» في نفس تلك الفترة، والتى تشجع الناس على ترك أدوات الطعام الحادة لأنها تصلح للحرب وليس للطعام. وكونفوشيوس هو كاتب وفيلسوف وسياسى صينى انتشرت أفكاره ومبادئه وتدرس إلى الآن، والتى يقوم أغلبها على تشجيع الأخلاق العملية بين الناس.

وتحدث التاريخ عن تلك العيدان، وانتشرت العديد من الأساطير الصينية التى تفسر استخدامهم لها وأهميتها في حياتهم، حيث تم العثور على، نقوش عيدان تناول الطعام في موقد «هان» القديم في مجموعة متحف ثقافة المطبخ الصيني.

‏ومن بين ما قيل أن الطعام اليومى للصينيين، كان الشاى الذى يحتوى على الخضراوات وأوراق برية وكان طعام لزج لا يمكن تناوله بالأيدي، فاستخدموا عصا خشبية لمساعدتهم في تقليب الطعام وفى نهاية الامر توصلوا إلى عدد العصى الخشبية التى يحتاجونها وهى اثنتان وحاولوا جعلهما مرنتين مثل أصابعهم حتى أتقنوها ومن هنا بدأ استخدامهم كشيء أساسي.

و‏يتم صنع تلك العيدان من الخيزران والخشب وطولها يصل إلى ٢٣ سنتيمترا، ‏واستخدام هذه العيدان من الممكن أن يتسبب في إضرار الجهاز الهضمى لجسد الإنسان إذ لم يتم تطهيرها وتنظيفها باستمرار وإذا لم يتم استبدالها بانتظام في فترة ما بين الثلاث إلى ستة أشهر.

‏ولهذه العيدان فوائد كثيرة منها تعزيز التنسيق الدقيق بين حركة اليدين؛ استخدام اليدين عند حمل الطعام ولا يقتصر فقط على خمسة أصابع بل يحتاج إلى الرسغ ومفاصل الكتف والكوع في نفس الوقت،‏ ولغز تنشيط العقل يتطلب استخدام «عيدان تناول الطعام» على التركيز البصرى للعينين والحركة الدقيقة لليدين لكنه لا ينفصل عن تعديل وتصحيح الدماغ من خلال ردود الفعل العصبية وهذا هو انعكاس اليد والدماغ، العين والدماغ.

ووفقا لإحصائيات فإن الأطفال الذين يستخدمون تلك العيدان للطعام في وقت مبكر، يتمتعون بنسبة عالية من الذكاء وقدرة كبيرة على التحصيل العلمى أكثر من أقرانهم.