البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أبوالنور: خامئنى يسعى لتوحيد كل السلطات في يد المحافظين

البوابة نيوز

ضجيج بالأوساط الإعلامية العالمية، حول الانتخابات الرئاسية الإيرانية، خاصة بعد أن أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أن موعد تسجيل أسماء المرشحين في الانتخابات الرئاسية القادمة يبدأ يوم 11 مايو2021 ولمدة خمسة أيام على أن تكون الانتخابات في 18 يونيو المقبل.
ر هذه الانتخابات التي ستساهم في حسم العديد من الملفات وتقود إيران في مرحلة من أخطر المراحل التي تمر بها منذ ثورة الخميني عام 1979.
من جانبه قال محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن الانتخابات الإيرانية التي من المقرر أن تنعقد في شهر يونيو المقبل هي بمثابة بحث في العقلية الإستراتيجية لصناع القرار في إيران وهو المرشد الأعلي على خامنئي بمعني ماذا يريد على خامنئي من الرئيس المقبل في ظل علاقات إيرانية خارجية متوترة وفي ظل صراع فكري محتدم بين بايدن وخامنئي حول الاتفاق النووي وفي ظل أزمات داخلية لم يسبق لها مثيل منذ تولي خامنئي منصب المرشد عام ١٩٨٩م وحتي هذه للحظه.
وأضاف أبوالنور في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن طريقة تفكير خامنئي الآن هي توحيد السلطات الثلاث التنفيذية المتمثلة في رئاسة الجمهورية والتشريعية المتمثلة في البرلمان والسلطة القضائية في يد المحافظين "وهي واحد من المعسكرين السياسيين الرئيسيين داخل إيران" حيث إن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف وهو من عتاة المحافظين المتشددين والكتلة النيابية الأكبر للنواب من المحافظين أو المتشددين، كما أن القضاء يرأسه الآن إبراهيم رئيسي ويطلق عليه في ايران "حجة الإسلام" وهو رجل دين متشدد جدا ومن الأتباع المقربين جدا لخامنئي منذ الثمانينيات عندما كان نائبا لرئيس محاكم الثورة، لذلك على خامنئي يفكر في شكل الرئاسة المقبلة ومن يكون الرئيس المناسب في ظل المعطيات الراهنة الآن، ويريد خامنئي أن يكون الرئيس المقبل من المحافظين وليس معتدل كحسن روحاني وليس إصلاحي مثل محمد جواد ظريف، لذلك يريد رئيس محافظ على غرار سعيد جليلي "أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران"، وإبراهيم رئيسي من نوعية رئيس إيراني متشدد حتى يوحد خامنئي السلطات في يد تيار واحد.
وأشار، إلى أن خامنئي يعلم الآن أن المواجهة مع أمريكا مواجهة فكرية عقائدية ويعلم أيضا أن الصراع مع أمريكا ليس صراعا على السلطة ولا على النفوذ في الإقليم ولكنه صراع عقادئي من أجل البقاء لذلك تصريحات المسئولين الإيرانيين خلال الشهور الماضية تتضمن باستمرار أنهم يريدون شيئا واحدا وهو أخرج الأمريكان من المنطقة والثأر لمقتل سليمان قاسمي والعالم النووي، وهناك دليل آخر على تفكير الخامنئي هو نقل الملف التفويض النووي من الخارجية إلى المجلس الأعلي للأمن القومي وهو تطور نوعي جديد حيث حول الملف النووي من مسألة دبلوماسية إلى أمنية مكتملة الأركان، وكان الملف النووي مع المجلس الأعلي للأمن القومي قبل تولي روحاني السلطة في صيف ٢٠١٣ لذلك المرحلة المقبلة سوف تشهد رئيسا من المحافظين المقربين من على خامنئي
وتوقع أن تكون المنافسة بين سعيد جليلي أو على لاريجاني رئيس البرلمان الأسبق.
وأكد "أبوالنور"، أن إيران سوف تستخدم الدين كشعار انتخابي كالعادة بحجة أن الحكم في إيران جاء من ثورة دينية وهو قائم على التلاعب بالدين، فإذا ترشح على لاريجاني فهو ابن الحوزة وهو ابن أحد أهم آيات الله، وإذا ترشيح سعيد الجليلي لن يتم الموافقة على ترشحه إلا بموافقة مجلس صيانة الدستور المكون من رجال دين، إلى جانب أن أي رئيس لن يكتب له البقاء في السلطة والنجاح إلا بدعم الكتلة الدينية الضخمة والكبيرة في إيران المتمثلة في رجال الدين في الحوزات أو أصفهان أو طهران أو شيراز أو خراسان.
وتابع: أن الوضع الآن يشير إلى أن الاتفاق النووي أو مسألة إعادة العلاقات الأمريكية الإيرانية أو المفاوضات لن تكون قبل الانتخابات لذلك خامنئي يريد أن يقنع بايدن بأن كل السلطات موحدة في يده وعلي بايدن أن يقدم تنازلات أو يبدأ بالخطوة الأولي، ولن تكون الخطوة الأولي من جانب إيران لأن خامنئي يعرف أنه أن بدأ بالخطوة الأولي سوف يقدم العديد من التنازلات، لذلك نحن الآن في حالة صراع إرادات وهو صراع من يستطع الانتظار أطول ويملك النفس الأطول في المراوغة، وبايدن لا يريد حل الآن مع السلطة الإيرانية لأنه يعلم أنها سوف ترحل خلال ثلاثة أشهر لذلك لن يكون هناك أي اتفاق إلا بعد الانتخابات الإيرانية.