البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

على باب الله .. صديقي وحكاية سيدة مكتب التأمينات


كثيرة هي الحكايات المبهجة التي صادفتنا بين الناس، سيناريوهات من الخير كتبتها يد الله واستدعت أبطالها للزمان والمكان المحددين لإتمامها دون نقصان، فسيق هذا إلى ذاك وكأنه رسولا مبعوثا من السماء لفك كربه ثم الانصراف، فسبحان من دبر ورتب وقدر.. وهنيئا لمن فهم الإشارة واستجاب ونفذها بحذافيرها لينجح في الاختبار.. ويكون من المصطفين على باب الله. 
أسوق إليكم حكاية حقيقية عن أحد الأصدقاء المقربين، والذى ربما ضايقه ما سأكتب عنه، ليس لأن به مايشينه، بل لأنه فعل ذلك مبتغياً وجه الله، ولم يفعله رياء ولا طلباً للشهرة، ولهذا لن أبوح باسمه احتراماً لحقه فى أن يكون الأمر بينه وبين ربه.. وكفاه أن اسمه مسجلا عند الله.

واذا كان الأمر بهذه السرية فكيف عرفت أنا ؟
باختصار.. أنا عرفت عندما طلب منى أن أزكيه عند أحد معارفى الذين يبيعون الأجهزة الكهربائية بالقسط، وسأكمل لكم بعد أن أقص عليكم القصة الأساسية.
هو من عائلة متوسطة مستورة، لديه عمل تجارى حر... طلبت منه شقيقته أن يذهب معها إلى مكتب تابع لوزارة الشئون الاجتماعية من أجل عمل بحث حالة لها، حتى تقوم بعمل بطاقة التموين، لأن المكتب فى منطقة شعبية جداً عند حكر أبو دومة بروض الفرج، وهى لا تعرف هذه المنطقة وتخشى الذهاب وحدها، ذهب معها وكان يقف إلى جوارها وهى فى طابور حتى تقدم الأوراق للموظفة المختصة بالمكتب، كان يجلس على مكتب مجاور موظفتان تتحدثان بصوت مسموع، كانت أحداهما تتكلم عن زوجها بحب ورضا تام، ملتمسة له الأعذار وتقول لزميلتها أنه غير مقصر تجاهها ولا تجاه أولاده، وأنه يفعل ما بوسعه لكن العين بصيرة والأيد قصيرة، ثم ذكرت أنه يذهب لعمل آخر بعد عودته من شغل الصباح، وأنه كثيراً ما ينام دون عشاء من أجل أن يطعم أولاده مدعياً أنه أكل مع صاحب الشغل.
وقصت قصة ابنتها التى ربما فشلت جوازتها لأنها لم تحضر الأجهزة حسب اتفاقهم مع أم العريس، وكيف تنام ابنتها باكية كل ليلة لضيق يد أبيها.
بكت السيدة وهى تقول: "والله أنا عندى يقين ومتأكدة أن ربنا هيفرجها على جوزى، لأنه راجل طيب وعايز يستر البنت ويفرحها".
وهنا همس صديقى لأخته أن تطلب من الموظفة الأخرى رقم تليفون أم العروسة دون أن تخطرها لماذا، ودون أن تفهم السبب طلبت أخته رقم تليفون السيدة من الموظفة الأخرى، التى أرادت معرفة سبب هذا الطلب ولم تعطهم رقم التليفون إلا بعد الحاح، وحتى الأن لم تعرف أخته سبب طلبه رقم التليفون، حتى يكون الأمر بينه وبين ربه.

اتصل بي وطلب منى أن أرسل له رقم تاجر الأدوات المنزليةاتصل بأم العروسة طالباً منها العنوان حتى يرسل لها الأجهزة الكهربائية هدية لابنتها، إكراماً لزوجها الرجل الطيب، لم تصدق الموظفة المسكينة أن هذا سيحدث ولاحقته بسيل من الأسئلة من نوع: إنت مين؟ وتعرفنى منين؟ وتعرف بنتي منين؟ وتعرف زوجي منين؟ وكيف عرفت موضوع الجهاز؟ وجبت تليفونى منين؟ 
وكانت إجابة صديقى واحدة، أن ما دفعه لأن يفعل ذلك هو يقينها أن الله هيفرجها على زوجها الراجل الطيب ويفرح بنتها.
اكتب هذه القصة التى أُشهد الله على صدقها، حتى يعرف من لا يعرف أن الله هو مسبب الأسباب، لكل صاحب يقين بأن الله يسمع نداءه وسيحقق رجاءه، وأنه يفتح أبواب ربما ظننا جميعا أنها لن تفتح.
أكتب هذا بعد أن وصلت الأجهزة وتمت زيجة البنت.