البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ألفريد فرج.. نبض المسرح

ألفريد فرج
ألفريد فرج

شكّل التراث الشعبي جزءًا كبيرًا من ثقافة "ألفريد فرج"، وانتمى إليه، فنجح في أن ينهل من نبعه الفياض الذي لا ينتهي على مر العصور، وبرع في استلهام نماذج تاريخية كثيرة، ليلعب بها على وتر الحاضر، ويغازل الأحداث السياسية والاجتماعية التي مرّت به فأثّرت فيه وتأثّر بها، وكان نموذجًا للعطاء الذي لا ينضب في مجال الكتابة المسرحية، بتشكيله حلقة الوصل بين جيل العمالقة الكبار، مثل: توفيق الحكيم، يوسف إدريس، سعد الدين وهبة، نعمان عاشور، ميخائيل رومان، محمود دياب ورشاد رشدي، والجيل الصاعد من شباب الكتاب المسرحيين، بعد نجاحه في أن يملأ جزءًا كبيرًا من الفراغ الذي ترتّب على غياب هؤلاء العظماء عن مجال الكتابة المسرحية.
ولكن انقطعت هذه الحلقة في مثل هذا اليوم من عام 2005 بموت الكاتب المسرحي الكبير ألفريد فرج، الذي ولد في قرية كفر الصيادين، مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية عام 1929، وتربّى ونشأ في محافظة الإسكندرية، والتي ظلّ فيها حتى نهاية دراسته في جامعتها، حيث تخرّج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1949، وعمل مدرِّسًا للغة الإنجليزية بعد تخرجه نحو ست سنوات، ورغم دراسته الإنجليزية - التي كانت مفتاحه لتعاطي الأدب والمسرح الإنجليزي لأقطابه من الكتاب، بدءًا بشكسبير وبرناردشو وأوسكار وايلد - إلا أنه لم يفارق هويّته المصرية الخالصة، ولم يتأثّر بالأدب الإنجليزي والعالمي إلا في جزئية "التكنيك" أو طريقة الكتابة، إذ اقترب من عالم توفيق الحكيم، وبعد ذلك كتب أول نصوصه "صوت مصر".
اعتقل بعدها ولمدة خمس سنوات، بسبب ارتباطه بإحدى الحركات اليسارية "1959- 1964"، وخرج ليتبع قطرته المسرحية الأولى بأمطار لم يتوقف هطولها وتأثيرها على الأجيال الصاعدة حتى الآن، على رأس تلك النصوص: "حلاق بغداد" و"سليمان الحلبي"(1965)، واللذين كانا بمثابة صيحة غضب ضد المحتّل وتناولًا فلسفيًا مباشرًا لفكرة الحرية والعدل والاستقلال، و"عسكر وحرامية" و"على جناح التبريزي وتابعه قفة" (1969) و"الزير سالم" (1967)، و"النار والزيتون" (1970)، والتي سجّلت محنة الشعب الفلسطيني والغبن الذي وقع عليه منذ وعد بلفور وحتى اليوم. 
تقلّد ألفريد فرج بعض الوظائف، وكان من أهمها: مستشار برامج الفرق المسرحية بالثقافة الجماهيرية، ومن ثمّ مستشار أدبي للهيئة العامة للمسرح والموسيقى، ثم مديرًا للمسرح الكوميدي، ونال عدة جوائز على مدى تاريخه، منها: "سلطان العويس" سنة 1992، ميدالية الفن من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب 1957، جائزة الدولة التشجيعية للتأليف المسرحي 1965، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1967، درع الرواد للمسرح القومي في يوبيله الذهبي 1986، درع الرواد لمسرح الخليج بالكويت في يوبيله الفضي 1988، ميدالية الرواد لمهرجان المسرح التجريبي في القاهرة 1989، ميدالية الرواد لمهرجان قرطاج المسرحي 1989، ميدالية الرواد لمهرجان الثقافة الجماهيرية مصر 1988، ورحل عن عمر يناهز الـ 76 عامًا.