البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تعرف على أبرز قصائد ويليام بليك في عيد ميلاده

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تحتفي الأوساط الثقافية، اليوم السبت، بذكرى ميلاد الشاعر الإنجليزي ويليام بليك، أحد أبرز الشعراء الإنجليز في ذلك الوقت، وكان ذو تأثير على الرومانسية الإنجليزية.
اتسمت أشعار "بليك" بالبساطة والبراءة، وتأثر بتجارب كبار الشعراء أمثال دانتي أليجيري، جون ملتون، إيمانويل سويد نبورج، وغيرهم، وتتلمذ على يده العديد من الشعراء من بينهم: ويليام بتلر ييتس، جبران خليل جبران، هارت كرين، ألن جينسبرج، جون جاردنر، وغيرهم، وتعد أعماله الأدبية والفنية أحد العلامات الفارقة في الشعر والفنون البصرية.
تستعرض "البوابة نيوز" أبرز قصائد "بليك" في ذكرى ميلاده احتفاء به.
"شجرةُ السُمِّ"
غضبتُ على صاحبي
وأفضيتُ بغضبي
فإذا به يزولُ.
وغضبتُ على عدوي
وكتمتُ في قلبي
فإذا بغضبي.. يزدادُ ويعظُمُ
وأسقَيتُهُ خائفا
دموعَ عيني
في الغداةِ والعَشيّ
وشمَّستُهُ بالابتساماتِ
ومعسولِ الخُدَعِ الماكراتِ
ونَمَتْ شجرتي في الليلِ والنهارِ
حتى أثمرَتْ تفاحةً رائعةَ البهاءِ
وأبصَرَها عدوّي وهي تتألقُ
وأدركَ أنها لي
وحينَ أرخى الظلامُ سُدولَهُ
تسلّلَ إلى حديقتي.
وسُرِرتُ في الصباحِ
إذ رأيتُ عدوي
صريعًا تحتَ الشجرة !

"منظفُ المداخنِ"
صغيرًا كنتُ حينَ ماتت أمي.. صغيرًا كنتُ
وباعَني أبي
حين كانَ لساني
لا يكادُ يقدرُ أن يصرخَ.. وينوحَ ينوحَ ينوح
ولذا.. ها أنذا أكنسُ مداخنكُم
وأنامُ في السُخامِ
ثمة صغير اسمه توم ديكر
بكى حين حلقوا شعره المفتول
الأجعد كظهر خروفٍ، فقلتُ له:
"هش، يا توم! لا تحمل همًا
حين تكون أقرع الرأس
ستعرف أن السخام.. لن يفسد شعرك الأبيض"
وهكذا هدأ وفي الليلة ذاتها
رأى في المنام
ألوف المنظفين، دِك، جو، نِد وجاك
وكلهم في سود التوابيت عالقين
لينزل عليهم ملاك بمفتاحٍ ساطع
ويفتح التوابيت، يطلقهم جميعًا
وتراكضوا في السهل الأخضر، ضحكوا، وتقافزوا
واغتسلوا في النهر، صاروا يلمعون في الشمس
بيضًا، عُريانيين، تاركين حقائبهم خلفهم
صعدوا للغيوم، وتريضوا في الرياح
وأخبر الملاكُ توم
بأنه إذا صار ولدًا طيبًا
سيصبح "الرب" أباه
ولن يعوزه، قَطُّ، مرح
وهكذا استيقظ توم، ونهضنا والدنيا ظلام
وحملنا مكانسنا والحقائب، وانطلقنا للعمل
وكان توم.. دافئا وسعيدًا، رغم برد الصباح
وهكذا "لو كلٌّ أدى ما عليه.. لن يخاف الأذى".

"أغنياتِ البراءةِ والتجربة"
وأنا أنزلُ في وديانٍ موحشةٍ
كنتُ أنفخُ في مزماري
بأغنياتٍ مِن مرَحٍ رقيقٍ
حين أبصرتُ صبيًا فوقَ غيمةٍ
قالَ لي ضاحكًا:
"زمَِّر أغنية عن حَمَلٍ صغير"
فزمّرتُ في مرَحٍ طَروبٍ.
"أيها الزمّارُ.. أَعِدْ تلكُمِ الأغنيةَ"
فزمّرتُ.. وبكى حين أنصتَ لي
"ارمِ مزمارَكَ.. ارمِ مزماركَ البهيجَ،
غنِّ لي أغنياتِكَ.. أغنياتِ السعادةِ الطَروبَ"
فغنّيتُ مِن جديدٍ
وبكى من فرحٍ وهو ينصتُ
أيها الزمّارُ.. اجلسْ ودَوِّنْ في كتابٍ
عسى أن يقرأهُ الجميعُ
وغاب عن ناظري
فاقتلعتُ سويقًا من قصبٍ أجوفَ
وصنعتُ قلمًا ريفيا
وصبغتُ الماءَ الشفيفَ
وسطّرتُ أغنياتي السعيدةَ
عسى أن يطربَ لسماعِها
كلُّ طفلٍ صغير.