البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

طه حسين.. قاهر الظلام ورائد التنوير

طه حسين
طه حسين

احتفت الهيئة العامة لقصور الثقافة بمرور الذكرى 131 لميلاد عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الذي يوافق الخامس عشر من نوفمبر الجاري، وذلك عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ووفق بيان صدر منذ قليل عن الهيئة، وصفت فيه العميد بـ"قاهر الظلام، الأديب والمفكر الذي يُعد علما من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة".
ولد طه حسين عام 1889 بمحافظة المنيا، أصيب في سن مبكرة بعدوى في العين وكف بصره بسبب علاجه بطريقة خاطئة، ورغم ذلك أصرّ والده على إلحاقه بكُتَّاب القرية ليتعلّم، واستمرّت رحلة طه حسين التعليمية، فبعد أن أتم حفظ القرآن الكريم كاملًا، واطّلع على معظم أصول ومفردات وألفاظ اللّغة العربية، انتقل إلى القاهرة بصحبة أخيه الأكبر ليكمل دراسته بالأزهر الشريف، ثم في عام 1908 التحق بالجامعة الأهلية بعد تأسيسها فتلقى دروسا في الحضارة الإسلامية والحضارة المصرية القديمة ودروس في الجغرافيا والتاريخ والفلك والأدب والفلسفة على أيدي أساتذة مصريين وأجانب.
وفي عام 1914 نوقشت في الجامعة أول رسالة دكتوراة في تاريخها؛ وكانت للباحث طه حسين عن الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري ونال عنها درجة الدكتوراة، بعد ذلك أوفدته الجامعة في بعثة دراسية إلى فرنسا وكان أول طالب مصري يظفر بدرجة الليسانس في التاريخ من كلية الآداب بالجامعة الفرنسية، كما حصل على دكتوراة في الاجتماع وعلى دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية، وهناك تزوج من الفتاة الفرنسية سوزان بريسو التي كانت تدرس معه وتعاونه وكان لها أثر كبير في حياته وتفوقه.
في 1919 عاد طه حسين من فرنسا إلى مصر ليبدأ رحلته العملية، فعُيّن أستاذا للتاريخ القديم في الجامعة الأهلية، ثم عُيّن أستاذا لتاريخ الأدب العربي في كلية الآداب بعد تحويل الجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية، ثم عُيّن عميدا لكلية الآداب ليصبح بذلك أول مصري يشغل ذلك المنصب، إلا أنه قدم استقالته من عمادة الكلية بعد عامين، وعاد إلى الجامعة مدرّسا وبفقده عمادة كلية الأداب أطلقت عليه الصحافة "عميد الأدب العربي"، وبعدها بعامين أعيد طه حسين إلى عمادة الآداب واستمر حتى انتٌدّب مستشارًا فنيًا بوزارة المعارف، ثم مديرًا لجامعة فاروق الأول بالإسكندرية حتى أحيل على التقاعد، وفي عام 1950 أصبح وزيرًا للمعارف، للحكومة الوفدية التي استمرت حتى 1952، وكانت من أهم إنجازاته في هذه الفترة اقرار مجانية التعليم.
كتب في العديد من الصحف والجرائد، كما عمل فترة رئيسا لتحرير صحيفة الجمهورية. وقد أثرى طه حسين خلال حياته المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، نذكر منها: حديث الأربعاء، على هامش السيرة، تجديد ذكرى أبي العلاء، قادة الفكر، مستقبل الثقافة في مصر، دعاء الكروان، جنة الشوك، الفتنة الكبرى، المعذبون في الأرض، الشيخان، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، وكتاب "الأيام": وهو كتاب سيرة ذاتية يتحدّث فيه طه حسين عن مشوار حياته ويحكي فيه كفاح شخص شاء له قدره أن يفقد البصر، ولكنّه لم يفقد بصيرته، فحقّق ما لم يستطع العديد من المبصرين تحقيقه.
نال العديد من الجوائز والأوسمة منها: وسام قلادة النيل عام 1965م، في عام 1958 كان أول من يحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما حصل على عدد كبير من الدكتوراة الفخرية من جامعات عالمية.
وتم اختيار الدكتور طه حسين عضوا في عدد من الهيئات فكان عضوًا بالمجمع العلمي المصري، والمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، كما تم انتخابه رئيسًا لمجمع اللغة العربية عام 1963م خلفًا لأحمد لطفي السيد، وظل في هذا المنصب حتى وفاته.
ورحل طه حسين عن دنيانا في 28 أكتوبر 1973م عن عمر ناهز 84 عاما، وبوفاته خسر الأدب العربي أحد أهم أعمدته، وعلما من أعلام الحركة الأدبية العربية في العصر الحديث.