السيد ياسين.. صراع الهويات
تحل اليوم الجمعة ذكرى ميلاد الكاتب والمفكر الاجتماعي السيد ياسين، الذي أثرى المكتبة بالكثير من المؤلفات، فله مئات الدراسات السياسية والاجتماعية.
تابعَ ياسين المتغيرات السياسية والثقافية الفكرية التي جرت في العالم، ورصدها في أعماله التي تجاوزت الأربعين كتابا.
انضم ياسين لفريق الباحثين في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الذي قضى فيه 18 عامًا حتى ودَّعه عام 1975، بعد أن تم تعيينه مديرًا لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، وشغل منصب عضو لجنة الدراسات الاجتماعية بالمجلس الأعلى للثقافة.
شكلت الأحداث السياسية والاجتماعية والتغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع المصري خاصة والعربي بشكل عام تفكير وهاجس المفكر الاجتماعي الكبير السيد ياسين، فقد جمع بين علم الاجتماع والأدب كتجربة إبداعية إنسانية، واستطاع أن يستوعب إشكاليات العقل العربي المعاصر، فكشف عن مواطن الخلل والأسباب الرئيسة التي ساهمت في توقف العقل عن الإبداع والنهوض.
اهتم "ياسين" بقضية الهوية، وأدرك مراحل تطورها وتحولاتها الكبرى التي أدت إلى نتيجة حتمية وهي الصراع والتوحش والعنف، ففي تصريحات صحفية سابقة أوضح ياسين أن صراع الهويات قائم في كل العصور، غير أنه كان كامنًا ولم يسفر عن وجهه إلا في لحظات تاريخية فارقة، لكن المشكلة الآن أن الهويات متصارعة في العالم العربي وقد انتقلت من حالة التوازن إلى حالة الصراع.
رثاه عدد من المثقفين عقب رحيله فقال الروائي إبراهيم عبد المجيد عنه إنه كان قارئا كبيرا للآداب وكافة الفنون، وكان على اتصال بالأدب الجديد والآراء الشبابية والحديثة، وعلى الرغم من كبر سنه إلا أنه كان متابع لكافة الأجيال والتطورات التكنولوجية.
وقالت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن السيد ياسين يعد علامة فارقة في أدبيات السياسة، فكان مثالا للعالم المصري ونموذجا مشرفا على المستوى الإنساني، ومؤلفاته وأفكاره ستظل راسخة في وجدان كل طلابه.
نال ياسين جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1996
تنوع اهتماماته الثقافية الجامعة، ما بين الفلسفة والقانون الجنائى والاجتماع وعلم النفس والأدب، مثل "أسس البحث الاجتماعي"، و"دراسات في السلوك الإجرامى"، و"السياسة الجنائية المعاصرة"، و"دراسات في علم الاجتماع القانونى"، و"مصر بين الأزمة والنهضة" و"تحليل مفهوم الفكر القومى" و"الوعى التاريخى والثورة الكونية".