البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

اطلقوا سراح الدموع


تُرى هل نتجمّل عند الفراق؟ هل يرتطم الشقاء بالشقاء دون ضجيج؟ كيف نرى أنياب الوحدة وهي تخطو إلينا ولا نجزع؟ هل يغدو لحن التفاؤل والنسيان مسموعا في خِضَمّ الوجع؟ في أى زمانٍ يجوز أن ندفن الذكرى دون ندم؟ والى متى تحتمل دموعنا أن ترتعد في أعيننا ولا تقوي على البوْح؟
غالبا ما يقال أن الدموع توأم الضعف، والبوْح بالألم دليل إستكانة، لكني لا أرى أن هذا قول الرحماء، بل رؤية ذوي القلوب القاسية، فالدموع تعبير عن إنسانيتنا، إثبات أننا كنا أقوياء حتى فاق الوجع احتمالنا فخارت قوانا، الدموع تغسل دواخلنا كما يغسل المطر أتربة الأسى من فوق ملامح الكوْن ، تزيد مقلتينا إشراقا بعد أن يُدميها الألم ، فقد بكى الأنبياء والرسل، وبكت السماء والأرض أيضا ( فما بكت عليهم السماء والأرض) الدخان 29 ، للدموع أيدٌ رحيمة ، تنطلق من محبسها لتحررنا وتمنحنا السكينة.
أما البوْح فهو يزيدنا قرباً من أحبابنا، فليس عدلا أن نتشبث بالكتمان عمّا يفوق احتمالنا لمن نحبهم ونثق بهم، فربما يحزنهم ألا نبوح ونحن ﻻ ندري ، قد يسعدهم أن نتشاطر معهم أحلامنا وأوجاعنا أيضا، أن نطمئّن لوجودهم في حياتنا ونشعرهم أننا نحتاج اليهم ونأنس بهم، فالعزلة تكسرنا والصحبة تُقوّينا. 
لا تخجلوا .. فقد خلقنا الله ضعفاء (وقد خلقنا الانسان ضعيفا) النساء 28، فليس في الضعف ما يُخجِل إنما القسوة هي من تُخجِل، أطلقوا سراح الوجع، أضيئوا شموع البوْح، لملموا شظايا القلب المكسور، سرحوا ما في ضلوعكم من ألم، لا تكتموا صرخاتكم، فلعل نار الحزن تهدأ إن حرّرنا الدموع.