أيقونة القديس مرقس الإنجيلى مؤسس كنيسة الإسكندرية يجلس على عرشه
تلك الأيقونة هى قطعة عاجية منحوتة في الإسكندرية من القرن السابع الميلادى، الآن في متحف اللوفر في باريس برقم تسجيل OA ٣٣١٧ تصورالقديس مرقس الإنجيلى مؤسس كنيسة الإسكندرية يجلس على عرشه الأسقفى، وعلى رأسه هالة القداسة، ويحمل إنجيله في يده اليسرى ويصنع علامة البركة بيده اليمنى، ويحيط به ٣٥ من خلفائه أساقفة الإسكندرية، وخلفهم أبواب أسوارالإسكندرية.
يظهر مرقس الرسول في حجم أكبر من باقى الأساقفة لتعظيم دوره، الأساقفة إلى يسار مرقس تحاكى وضعه ويحملون الأناجيل في أيديهم اليسرى، والأساقفة على يمينه أيضا تحاكى وضعه وتصنع علامة البركة بأياديهم اليمنى، مما يرمز إلى أنهم جميعًا يتبعون خطاه، بينما يستند مواطنى الإسكندرية إلى النوافذ والشرفات التى في جدران الأسوار ويتطلعون إلى أسفل حيث هذا المجلس الموقر، ويتفكرون في ما يعنيه هذا التجمع الذهبى من أساقفة مدينتهم المحتشد إلى أسفلهم.
ومن عدد الأساقفة الممثلين في هذه القطعة، يمكن تحديد تاريخها إلى وقت البابا أناستاسيوس الإسكندرى (الأسقفية ٦٠٧-٦١٩م) أو إلى وقت البابا أندرونيكوس الإسكندرى (الأسقفية ٦١٩-٦٢٦م)، الذين كانوا بطاركة الإسكندرية الـ٣٦ والـ٣٧ على التوالى عندما يحسب مامرقس كأول أساقفة الإسكندرية (الأسقفية ٦٢ - ٦٨م)، ومؤسس الكنيسة المصرية، وفقا لتقاليد الكنيسة.
وقطعة العاج هذه تخلد نموذج دقيق لبوابات وأسوارالاسكندرية عشية الغزو العربى للبلاد ٦٤١م تنقل هذه القطعة إحساسا مجسدا حيا ببروز الهوية الذاتية الناشئة للكنيسة القبطية وبطاركتها خلال الستة قرون ونصف الأولى.
بالإضافة إلى أن هذه القطعة هى صورة الغلاف لكتاب ستيفين ديفيز (Stephen J. Davis) الأستاذ في جامعة ييل الأمريكية المتخصص في تاريخ المسيحية القديمة وعلم القبطيات، وإسم الكتاب «بابوات مصر: البابوية القبطية المبكرة- الكنيسة المصرية وقيادتها في أواخر العصر القديم» (صدر في نوفمبر ٢٠٠٤م).
وقد قدم ستفين ديفيز تعليقه على هذه القطعة وقيمتها التى تعكس بداية تأسيس الهوية القبطية لكنيسة الإسكندرية في معرض شرحه لصورة الغلاف.