البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أبطال حرب أكتوبر بالأقصر يكشفون لـ"البوابة نيوز" أسرار العبور..عبد الرازق النمر: أسقطت أول طائرة فانتوم.. سلمان البدري: دمرنا 66 مقاتلة وحصلنا على 50 جنيها مكافأة.. رجب محمد: حطمت 4 دبابات للعدو

البوابة نيوز

بالرغم من مرور 47 عاما على ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر المجيدة، إلا أنه كل عام يظهر أبطال جدد لم ينالوا حقهم في تسليط الضوء على بطولاتهم التي سطروها في معركة العزة والكرامة بأحرف من نور، لتبقى خالدة في أذهان الأجيال المتعاقبة وباعثة للفخر لكل من ينتمون لهذا الوطن.
"البوابة نيوز" التقت عدد من مقاتلي حرب أكتوبر ليرووا لنا ذكريات وطنية وإنسانية، يحملونها لتلك الذكرى الغالية على قلوب المصريين، وأكدوا جميعا أن نصر أكتوبر هو حدث من أعظم الأحداث في تاريخ مصر حيث تحررت الأرض والإرادة، وملحمة بطولية لشعب رفض الاستسلام، واستعادت مصر الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة العدو مهما كانت قدراته وشراسته دفاعا عن الكرامة.


المقاتل عبد الرازق محمد عثمان النمر، مقيم بشارع الشهيد عبد المنعم رياض بإسنا، استدعى ذكرياته عن حرب أكتوبر قائلا: إنه كان ينتمي إلى سلاح دفاع جوي إطلاق صواريخ بمنطقة عجرود، مضيفا بقوله: "إن القائم بالرادار أبلغنا إن هناك طيران إسرائيلي يحلق على منخفض، وكان سلاحي إطلاق صواريخ لاستهداف طائرات العدو، وعلى الفور حملت الصاروخ على كتفي وتوجهت إلى الطائرة الخاصة بي، مرددا قول الله تعالى "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" وأطلقت الصاروخ وأصبت الهدف بكفاءة والذي كان أول طائرة فانتوم تسقط في جمهورية مصر العربية في منطقة عجرود، كانت أيام صعبة، ولكننا نتذكرها بكل فخر لمشاركتنا في ذلك الانتصار العظيم، ونتمنى حاليا أن ننتصر على قوى الشر ودعم الدولة وقائدها ومؤسساتها مناشدا جموع الشعب المصري، أنه يأخذوا من ذكرى النصر إلهاما للتقدم ودفع عجلة التنمية، مشيرا إلى أنه ما كان لمسيرة التنمية التي تشهدها مصر حاليا أن تنطلق لولا تضحيات الشهداء الذين روت دماؤهم أرض سيناء الغالية.


أما رجب محمد إبراهيم أحمد، بقرية القرية، قال إنه كان يحمل سلاح مدفعية هاون بالجيش الثاني الميداني، قمت وحدي بتحطيم وتدمير 4 دبابات للعدو وزملائي دمروا العديد من الدبابات، كما شاركت في تدمير وتحطيم أكبر ساتر ترابي في التاريخ «خط بارليف»، الذي قال عنه موشى ديان ودافيد إليعازر وحاييم بارليف إن عبوره يستحيل التفكير فيه، وإنه إذا حدث فسيكون مقبرة للمصريين، وبالإرادة والعزيمة استطعنا عبور خط بارليف الذي كان يعد من أكبر العقبات التي واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور إلى سيناء، خصوصا أنه تم إنشاؤه بزاوية قدرها 80 درجة؛ لكي يستحيل معها عبور السيارات والمدرعات وناقلات الجنود. 


ويستعيد "جابر عبدالله أحمد" من قرية الدير، مشهد إصابته بعد 47 عاما من حدوثه قائلا، "أنا كنت بسلاح مدفعية ثقيلة، في الساعة 2 غلا خمسة يوم 6 أكتوبر، عرفنا أنه سيكون هناك حرب وأنه قد حانت ساعة الصفر وكان موقعي في منطقة أبو سلطان، كانت مدفعيتنا تعمل مع الطيران بشكل متزامن، لتدمير أهداف العدو من دشم ودبابات ومواقع، واستمر ذلك طوال اليوم حتى السادسة صباح اليوم التالي حيث جاءت الأوامر من القادة بالانتشار في المواقع، ولكن تم استهدافنا يوم 7 أكتوبر من قبل الطيران الإسرائيلي ووقع مصابين وشهداء على إثر ذلك وذلك قبل أن نشارك في عملية العبور، وتمت إصابتي في الفخذ الأيمن ونقلي إلى مستشفى القصاصين وبلغت نسبة عجزي بسبب ذلك 45 % ولكن كله فداء مصر".


واستعاد "بسطاوي طايع موسى" في نجع الطوايع، مشهد العبور قائلا "كان سلاحي مشاه، أتذكر في أثناء لحظة عبور قناة السويس، صعدنا على سلالم في الضفة الشرقية ثم عبرنا إلى وادي النخيل بعد الفردان بـ27 كيلو، وكان العدو يلاحقنا بطائراته ويتبادل إطلاق النار مع قواتنا، وأصبح موقفنا صعب لأننا كنا بين شقي الرحى واستشهد العديد من زملائي في تلك الواقعة، كما أنني كنت "حكمدار مدفعة ماكينة م م "، وركز العدوي علينا الضرب حتى أنني أصبت في أذني وانهارت الدشمة وأنا بداخلها، مما أثر على حاسة السمع لدي حتى اليوم".


وسرد "عبد المنعم أحمد مدني" من قرية العنانية ذكرياته في النصر، أنه وعدد من أفراد كتيبته "سلاح قوات مشاه ميكانيكي" نظروا إلى التقاطع بمنطقة الدفرسوار، وجدوا دبابة مصرية يتواجد بداخلها جنود إسرائيليين بعد أن استولوا عليها مضيفا "هاجمناهم أنا وأحد زملائي وأسرناهم، وجلبنا سائق لقيادة دبابتنا بعد أن قمنا باستردادها من العدو، وأثناء عودتنا قام الطيران الإسرائيلي بمهاجمتنا وأصيب أحد زملائي وبترت ساقه وحملته على كتفي حتى وجدنا سائق آخر وطلبنا منه توصيله إلى مستشفى القصاصين".


"كنا كأننا في فرح".. هكذا عبر "جمعه محمود حسانين" من جزيرة راجح عن فرحة النصر وانتهاء خدمته بانتهاء الحرب، وقال "أنا كنت مجند من 4 مايو 1967 واستمريت حتى نهاية 1973 في سلاح الصاعقة، في أثناء الحرب دمرت مع زملائي دبابة مدرعة وعربة مجنزرة، كما شاركت في العبور بالمراكب المطاطية مع زملائي واتذكر لحظتها ترديدنا لجملة الله أكبر ولم نتوقف عن ترديدها حتى انتهت عملية العبور، وكان شعور لا يوصف أشبه بـ"الفرح" وكنت أحمل آر بي جي عيار 40 ملي وطبنجة وقنبلتين".


أما المقاتل "عبد الهادي بسطاوي بغدادي" من قرية كومير، فكان له دور آخر في الحرب حيث كان يعمل بسلاح المهندسين وحكا هذا الدور قائلا "كنت مجند بالكتيبة ك 48 كباري لواء 125، في السادس من أكتوبر انطلقنا من مقر الكتيبة، إلى موقع عجرود، جاءتنا الأوامر بالتحرك إلى قناة السويس في تمام الساعة 2 ظهرا، هذا اليوم ووصلنا في السابعة مساء، حيث عملنا على إسقاط الكباري وإقامة المعديات، ثم قمنا في صباح اليوم التالي بمد الكوبري من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية، حتى صدرت الأوامر من الفريق عبد الغني الجمسي بتنزيل 4 دبابات على الشاطئين بواقع اثنين في كل جهة لحماية الكوبري، وكنت شاهدا على واقعة استشهاد الشهيد أحمد حمدي في ليل 14 أكتوبر حيث كنا نعمل في تجميع الكوبري، وننتظر أوامر منه ولكنه لم تصدر منه أي تعليمات حتى تم إخبارنا في صبيحة اليوم التالي بنبأ استشهاده.


"أسقطنا 66 طائرة".. هكذا عبر "سلمان البدري طه" بقرية زرنيخ، عن فخره، مشيرا إلى أنه كان سلاح دفاع جوي، مهمته استهداف طائرات العدو وأسر قائدها، حيث كان الطيران الإسرائيلي يحلق على ارتفاع منخفض، يتم استهداف الطائرة بالمدفعية والصواريخ وتنفجر في الجو ثم يتم أسر القائد وإرساله إلى الكتيبة الطيران، مؤكدا أنه تم التخلص من إسرائيل نهائيا يوم 13 أكتوبر وبعد هذا التاريخ أصبحنا نحارب أمريكا، ونحن أسقطنا 66 طائرة، وعندما أيقنوا من قوتنا وافقوا على وقف إطلاق النار وكانت مكافأتنا كمجندين بعد الحرب 50 جنيها.


"موسى السيد أحمد حسين" من نجع الشيخ فضيل ذكرياته خلال العمل بسلاح الصاعقة في تلك الفترة، قائلا "أثناء قيام العدو بأعمال الاستطلاع كنا نقوم بإجراء تدريب في البحيرة كنوع من التمويه وفي الساعة 2 الا ربع دخلنا على القناة بمراكب مطاطية وعدنا مرة أخرى، والساعة 2 الا 5 دقائق، كنا على خط بارليف وكنت أول من يعبر خط بارليف بالسلم الحبل، وللعلم لم نجد نابالم ولا مواسير غاز طبيعي ولا كل تلك الأكاذيب التي أوهمونا بيها تطبيقا لمقولة "الحرب خدعة"، وكانت مهمة كتيبة الصاعقة، الإغارة على جميع الدشم والدبابات الإسرائيلية، حطمنا معظمها كما دمرنا أكثر من 32 دشمة حصينة شرق القناة كانوا قد أقاموها بقضبان السكة الحديد، كما أسرنا 37 إسرائيلي وسقط مننا في سبيل ذلك العديد من الشهداء، وعند اشتداد المعركة تم الاستعانة بدبابات M60، والتي كان لا يستطيع الآر بي جي إصابتها إلا على بعد 50 متر على الأكثر".