البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

العنف الأسرى والاعتداء على الصغار.. انتهاكات في حق البراءة.. خبير نفسى: نعيش في مرحلة التردى الثقافى

البوابة نيوز

بين معطيات نفسية وأخرى تعكس تراجع السلوكيات البشرية السليمة، أصبحت وقائع العنف الأسرى أشبه بالنار التى تنتشر في الهشيم، وسط عشرات الأخبار يوميا حول تعدى الأم على أبنائها أو تحرش المعلم بتلاميذه أو استحلال الزوج دماء زوجته دون أى ذنب يُذكر.


منذ أيام قليلة، أمرت نيابة شرق القاهرة، بحبس مهندس 4 أيام على ذمة التحقيقات في اتهامه بقتل زوجته في عين شمس، حيث تبين من مناظرة النيابة لجثة المجنى عليها «أميرة. ا» عن تعرضها لضرب مبرح من زوجها وإصابتها بكدمات وكسور وسحجات متفرقة في الجسد بالإضافة لحبسها في المنزل دون علاج.
وكشفت التحقيقات عن أنه نشبت مشاجرة بين المتهم وزوجته إثر محاولته التعدى على طفلتيه بالضرب، فتصدت له لصغر سنهما، أقل من 3 سنوات، فانهال عليها بالضرب المبرح ثم أغلق عليها المنزل من الخارج وتركها تنزف حتى استغاثت بأحد الجيران وتم نقلها للمستشفى، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة.
في واقعة أخرى، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على مدرس تحرش بطفلة، بعدما تصدّر هاشتاج «إعدام المدرس المتحرش»، موقع «تويتر»، بعد الفيديو الذى نشره أحد الأشخاص، ويظهر فيه مدرس كبير في السن يقوم باحتضان طفلة وتقبيلها من فمها، في غرفة مغلقة عليهما، وقام الشخص الذى التقط الفيديو بتصوير المدرس من النافذة المقابلة له، ورفعه على موقع «تويتر» ليتحول إلى هاشتاج «إعدام المدرس المتحرش».


في ذلك السياق، يقول الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي، ان مجتمعنا يعيش الآن في مرحلة التردى الثقافى، فأصحبنا نسمع عن جرائم أكثر بشاعة لم تكن نسمع عنها، فالولد يقتل ابيه والأم تقتل أطفالها والمربى الفاضل يتحرش بتلاميذه، فلم يعد هناك ما يردع مرتكب هذه الجرائم نظرا لتدنى الأخلاق والسلوكيات فالأب يبرر هجومه على أولاده لأنه لم يكن في وعيه وأنه فقد السيطرة على نفسه.
ليضيف: في السابق كنا نخضع لقواعد أسرية صارمة كانت تساهم في تكوين الروابط العائلية القويمة بين أفراد الأسرة وبين الزوج وزوجته، غير أن كل ذلك تلاشى في وقتنا هذا مما أنعكس بدوره على حالة الانفلات الأخلاقى اللافت.


فيما بقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعه الأمريكية، إن الأطفال أصبحوا أداة يتم استغلالها في أشياء عديدة من بينها الحروب والعمليات الإرهابية موضحا أنه في قضية شهيرة أرسل أب سورى أطفاله ولغمهم ودخلوا إلى القسم ولم يشك فيهم أحد خصوصا أنهم أطفال، علاوة على ذلك فالأطفال يتم استغلالهم في تصفية الحسابات بين الزوج والزوجة، من خلال ممارسة العنف ضدهم، كما يتم استغلالهم من قبل المدرسين بسبب سنهم الصغيرة وكونهم غير مدركين لما يدور حولهم، بالتالى يجب على الأسرة تفعيل دورها في تنشئة الأطفال على السلوكيات السوية والبعد عن استغلال الأطفال أو تشويه سلوكياتهم بما يضر بنسيج المجتمع.


ويقول الدكتور جمال جبريل، أستاذ القانون الدستورى، إنه لا داعى لتغليظ العقوبة حول هذه الجرائم لأنه بالفعل القانون يتضمن عقوبات شديدة، ولكنها تحتاج إلى تقويم السلوك البشرى لأن الأب الذى يرتكب هذه البشاعة في حق أطفاله وزوجته والمعلم الذى ينتهك عرض تلاميذه ما هم إلا مرضى نفسيون ويحتاجون إلى التقويم قبل العقوبة.
وأضاف أن قضايا هتك العرض تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، بينما واقعة قتل زوج زوجته أثناء دفاعها عن أطفالها تندرج فيها التهمة تحت الضرب الذى أفضى إلى الموت لانتفاء القصد الجنائى بالقتل وتصل العقوبة فيها إلى السجن ١٥ عاما فيما تصنف تهمة ضرب والد أطفاله بأنها جنحة ضرب تصل فيها العقوبة الحبس لمدة سنة وهى سلطة تقديرية للقاضى حسب ظروف كل قضية.