البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تمهيد تركى لإمارة إرهابية في شمال سوريا بقيادة "هيئة تحرير الشام"

البوابة نيوز

أهداف الجماعة المتطرفة تنسجم مع المخطط "العثمانلي" في شمال سوريا

علاقات عضوية مع القوات التركية مقابل حماية المصالح المتبادلة

 

اشتعلت الصراعات بين الجماعات الإرهابية في إدلب، بما يشكل مخطط تركى للقضاء على الجماعات المناوئة لها، والتى تخرج عن المخطط المرسوم لها في سوريا ضمن محاولة تركية لتأسيس إمارة إخوانية متطرفة في شمال سوريا.

وعمدت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) إلى اعتقال مجموعة من المقاتلين من الجماعات المتطرفة، أثناء مرورهم من على أحد حواجزها في مدينة إدلب، حيث جرى اعتقال ما لا يقل عن 12 من المتطرفين دون معلومات عن أسباب الاعتقال حتى اللحظة، ولم يعلم بعد فيما إذا كان الجهاديون من غرفة عمليات "فاثبتوا"، أم أنهم مستقلون، وفقا للمرصد السورى لحقوق الإنسان.



هيئة تحرير الشام الإرهابية التى يتخذ منها تنظيم جبهة النصرة الإرهابى واجهة له، تنفرد التنظيمات الإرهابية القاعدية بما يسمى غرفة عمليات "فاثبتوا" التى تضم مجموعات تبايع تنظيمى داعش والقاعدة الإرهابيين.

لجبهة تحرير الشام (النصرة سابقا) فرع تنظيم القاعدة في سوريا أربعة جيوش (أبو بكر وعثمان وعلى وعمر) تم تطويرها إلى سبعة ألوية عسكرية.

المرصد السورى نشر في الـ 29 أغسطس الماضى، بأن هيئة “تحرير الشام” استنفرت قواتها في بلدة حارم الواقعة عند الحدود مع لواء اسكندرون في ريف إدلب، واعتقلت أربعة جهاديين بعد مداهمة مقراتهم ومنازلهم، وهم من جنسيات غير سورية.

كما أن القوى الأمنية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، بدأت بحملة واسعة ضد منتسبى “حزب التحرير الإسلامي” في بلدة أطمة الواقعة عند الحدود مع لواء اسكندرون شمال إدلب، واعتقلت العشرات من منتسبى الحزب بعد مداهمة منازلهم وأماكن تواجدهم، تزامن ذلك مع قيام عناصر “تحرير الشام” باقتحام مظاهرة نسائية تطالب بالإفراج عن المعتقلين في سجون الهيئة، وسط إطلاق رصاص عشوائى لتفريق المظاهرة.

وخلال السنوات الماضية، اتخذت “الهيئة” عدة خطوات لعزل المناوئين لها الذى بدوره استقطب مجموعات وفصائل “جهادية” ضمن تشكيل غرفة عمليات واحدة، الأمر الذى قد يسبب إرباكًا لـ”الهيئة” في المرحلة المقبلة.

تحركات هيئة تحرير الشام تنسجم وتتماهى مع المخطط التركى في شمال سوريا، حيث تغلغلت المخابرات التركية بشكل كامل في جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولانى باتت تديرها وتسيرها بالشكل الذى يتناسب مع المصالح التركية فقط وليس مصلحة الوضع السورى، وبات أولولية العمل للجانب الأمني وليس العسكري.

وتشرف النصرة ذراع القاعدة التى باتت تحرير الشام على تطبيق الالتزامات التركية فيما تشهر سيفها في وجه النظام وروسيا في الوقت الذى تريده أنقرة فقط وليس كما تطلبه المصلحة السورية لذلك فإن القيادات المشرفة على الولاء هى الحمائم كـ “أبو مارية القحطاني” والدكتور مظهر الويس، وأبو الفتح الفرغلى، وعبدالرحيم عطون، فيما تم تهميش قيادات عسكرية على غرار “مختار التركى، وأبو الحسن تفتناز، وأبو حسين الأردنى، وأبو الخير، وأبو أسامة” وهذا ما يراه المراقبون بأنها الخطوة الأولى من أجل السيطرة التركية على الأراضى السورية والتحكم بها.

المرصد السورى لحقوق الإنسان، وثق في 23/6/2020، اعتقال الهيئة لـ”أبى مالك التلي” أحد شركاء “الجولاني” بناءً على تعليمات تركية في إطار وعود “أردوغان” لـ”بوتين” بتصفية التنظيمات الجهادية في المنطقة، لا سيما وأن “التلي” أسس مجموعة جهادية في أبريل 2020 ترفض الاتفاقيات الروسية-التركية وتسليم طريق حلب- اللاذقية للقوات الروسية.

كذلك، رسخت الهيئة التواجد التركى إبان تطبيق قانون “قيصر” للعقوبات الاقتصادية على النظام السورى من خلال اعتماد الليرة التركية ضمن مناطق تحرير الشام والفصائل، ما يعنى إقرار بسلطة النفوذ التركى على هذه المناطق وإحكام قبضته عليها، وخلع أحد مظاهر الهوية السورية عنها.


تنظيم “جبهة النصرة” الذى أعلن عن تأسيسه مطلع العام 2012، تحول إلى تنظيم “هيئة تحرير الشام” في الشهر الأول من العام 2017، إثر التغيير الجيوسياسى والإيديولوجى الطفيف الذى طرأ عليه وإعلان انفصاله عن تنظيم “القاعدة”.

تركيا دعمت تحرير الشام في السيطرة على إدلب عسكريا، ومن ثم السيطرة على ما تسمى حكومة الإنقاذ، فقد عمل تنظيم الجولانى على تطوير أهدافه داخليًا فيما يتعلق بمناطق النفوذ من مجرد تحقيق انتصارات عسكرية إلى السعى للاستحواذ على السلطة السياسية عن طريق تشكيل “حكومة الإنقاذ” كواجهة مدنية لها، والتى وسعت عملها تدريجيًا لتصبح الجهاز الإدارى لمحافظة إدلب التى باتت تحكم السيطرة عليها بالكامل مطلع عام 2019. وكذلك طور التنظيم أهدافه خارج مناطق نفوذه، حيث تجاوز فكرة إسقاط الحكومة السورية إلى الانغماس في معركة ضد القوات الروسية والإيرانية أو “الاحتلالين الروسى والتركي” حسب ما وصفهما “الجولاني”.

وخلال السنوات الماضية، نجحت الهيئة في كسب مزيدٍ من ثقة الجانب التركى، وارتبطت بعلاقات عضوية مع القوات التركية وحصلت على الكثير من الامتيازات مقابل حماية المصالح التركية، وهى امتيازات سبق أن كانت حكرًا على فصائل أخرى، مثل “أحرار الشام” وفيلق الشام، وتلقت تحرير الشام انتقادات حادة من قبل تنظيمات جهادية أخرى بسبب علاقتها القوية مع الحكومة التركية واللقاءات المستمرة بين قياداتها والمخابرات التركية، حيث تعتبر تلك التنظيمات تركيا دولة علمانية وعضوًا في حلف الناتو وتشارك في عملياته في أفغانستان ضد الجهاديين، لكن الهيئة استمرت في التعاون مع المخابرات التركية.

هل بات إعلان دولية إرهابية في الشمال سوريا قريب، مع تنفيذ تنظيم الجولانى، كامل المخطط التركى بحذافيره، أم أن الأوضاع سوف تشهد تغيرا استراتيجيا عبر عمليات الجيش السورى في القضاء على التنظيمات الإرهابية وطرد القوات التركية من التراب السوري؟