البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أنيس منصور.. في صالون العقاد

البوابة نيوز

أخذت الأسفار والترحال الكثير من حياة الكاتب أنيس منصور، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء، حتى أصبح من خلال هذه الرحلة أشهر رحالة الفكر والمعرفة في العصر الحديث، وكان التفوق علامة بارزة في حياة، لقبه كتاب جيله ب"سندباد العصر الحديث"، فكانت حياته رحلة طويلة عبر العالم بحضاراته، وثقافاته، وفنونه، وأفكاره.
يقول أنيس منصور: "ما من كتاب إلا وكان نوعا من الرحلة العقلية أو الوجدانية، وهي لم تتوقف كما أصف نفسي بأني مرتحل بين الأفكار والنظريات والأحداث التاريخية فأنا على سفر دائما".
ولع "منصور" بالقراءة منذ الصغر، حيث نشأ في أسرة كانت القراءة من أهم معالم أفرادها، لم يتوقف عن الرحلات الفكرية والأدبية، وادعى الكثير من الكتاب والمثقفين أنه ولد والكتاب في يده، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة في 1947، بدأ حياته العملية معيدا بالجامعة ثم أستاذا للفلسفة، وجذبته صاحبة الجلالة من العمل الجامعي فعمل في عدة صحف من بينها "الأساس، المصري، المصور، دار الهلال، الأهرام، أخبار اليوم"، كما شغل منصب رئيس تحرير مجموعة من المجلات وهي: "الجيل، هي، آخر ساعة، أكتوبر، وادي النيل". 
رصد لنا "منصور" عددا كبيرا من المؤلفات في أدب الرحلات، فبلغت مؤلفاته ما يقرب من 91 كتابا، من بينها "وداعا أيها الملل"، "يسقط الحائط الرابع"، "كرسي على الشمال"، "إلا قليلا"، "في صالون العقاد"، وغيرها وهي عبارة عن رحلات وتحليل مستمر لأعماقه الفكرية والدينية والفلسفية.
يرى "منصور" أن هناك نوعين من كتابة الرحلات إما أن يكتبها المؤلف وهي عبارة عن تسجيل وتحليل لوقائع تاريخية أو جغرافية، أو علمية، أو فلكية، وفي هذه الحالة لا يكون أديبا أي ليست صناعته صياغة الكلام والمحسنات الجمالية والبحث عن الشكل الأدبي الذي يكسب الرحلة جمالا أكثر، أما النوع الثاني وهو الكاتب المتأمل الذي يكتب عن الرحلات وهو أقرب ما يكون إلى الأديب أو للترجمة الذاتية أو إلى تسجيل الانطباعات في العالم حوله في نفسه أمثال ما كتبه ابن بطوطة، ابن جبير، ماركو بولو، هؤلاء الرحالة لديهم قدر معين من الثقافة تغلب على صناعة شكل ومضمون الرحلة. 
كرمته الدولة في العديد من المجالات حصل على جائزة الدولة التشجيعية في أدب الرحلات في 1965، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1982، كما اختاره مجلس التكامل الوطني بالمجلس الهندي، لمنحه جائزة رجل التأليف العالمي، يعد أول شخصية عربية تحصل على هذه الجائزة في الوطن العربي.
نال "منصور" العديد من الجوائز تقديرا لما قدمه من أعمال منها "الدكتوراة الفخرية من جامعة المنصورة، وجائزة الفارس الذهبي من التليفزيون المصري أربع سنوات متتالية، وجائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي، ولقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن، وجائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، الجائزة التشجيعية من المجلس رعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، جائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث، جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، وحصل على لقب كاتب المقال اليومي الأول في أربعين عامًا ماضية، وله الآن تمثال في مدينة المنصورة.