البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

8 قصر النيل


الأدب والفن التشكيلى جناحا الثقافة، ظل الفن التشكيلى لسنوات طويلة حبيس سجنه النخبوى لكن ما يحدث فى 8 قصر النيل يفتح أفقا جديدا للفن والفنانين وجمهور المتذوقين. وهى المعادلة التى حققها جاليرى لمسات. يمكن أن نقول بثقة إن متابعة الأدب لا بأس بها لدى الجيل الحالى فهم يتابعون على الأقل أبناء جيلهم، كما أن القراءة باتت عادة لدى نسبة كبيرة من الشباب.
ولنتأمل معا.. فالجيل الحالى من المؤلفين أصحاب لقب «الأكثر مبيعا» إنما هم نتاج ما بقى من المكتبات العامة والمشروع القومى «القراءة للجميع» فلما كان الكتاب بجنيه كان بإمكانهم الاطلاع وتشكلت لديهم ذائقة القراءة ومن ثم ملكة الكتابة، أما الجيل الحالى جيل الكتب الإلكترونية والكتب المزورة، فهم يتابعون ما ينشر حتى ولو بشكل سطحي، ربما يقرأون إلكترونيا الرواية الفائزة بجائزة ما، أو رواية أحدثت ضجة على مواقع التواصل فيشترونها من «على الرصيف»، وخرجت مبادرة «الثقافة بين إيديك» برعاية د. إيناس عبد الدايم بالشعر والقصة القصيرة من سجن الندوات المغلقة عبر نافذة «الأون لاين».. فالإنسان ينقب عن الثقافة بقدر استطاعته وهو أمر حميد ولو تمت رعايته بشكل جيد فسوف تثمر نتائجه وأرى ذلك فى مسابقة «تحدى القراءة العربي» التى ترعاها دولة الإمارات الشقيقة، والتى سوف تثمر بالتأكيد كُتابا يحصدون نوبل وغيرها من الجوائز المرموقة.
أما على صعيد الفن التشكيلى فإن ما تفعله نرمين شمس مؤسسة جاليرى لمسات هو أنها تضع نتاج الفن الجديد بين أيدى الشباب ليتمحص اللوحات ويقارن بصريا بينها فتتشكل الذائقة الفنية، وتدعو كبار النقاد ليعلقوا على اللوحات المشاركة وتبث ذلك عبر صفحة الجاليرى على فيسبوك فيتعلم الشباب والجمهور كيفية النقد والحكم على اللوحات ومعرفة كيف يمكن للفنان عبر الضوء والظلال أن يقول ما قد يكتبه الأديب فى صفحة كاملة، أو كيف يمكن لضربات فرشاة أن تعبر عن غضب ضد القمع والظلم ووحشية العالم، كيف يمكن للتجريد أن يعبر عن مضمون رواية كاملة فى إطار اللوحة!!.
الجاليرى لا يكتفى بالتعريف بمدارس الفن ومجالاته بل يخصص المعارض لمعالجة قضايا مجتمعية، وأحدثها قضية التحرش التى خصص لها الجاليرى معرضه القادم، إيمانا بأن الفن رسالة وهو نتاج المجتمع والفن الذى لا يعبر عن المجتمع تنمحى عنه صفة الأصالة ويظل حبيس جدران صالة عرض، فما أحلى أن تقول اللوحات للمتلقى ما تعجز عنه أقلام الكتاب. 
رفع جاليرى لمسات منذ افتتاحه شعار الفن للجميع وكان مؤسسة الراحل إيهاب عطوان يعقد صالونا شهريا للشاعر سيد حجاب يتلاقح فيه الفن والشعر والفكر ومع رحيله عن عالمنا استمرت زوجته الفنانة التشكيلية ابنة الإسكندرية فى استكمال الرسالة وأخذت الفنانة نرمين شمس عاتقها مهمة التأليف بين أعمال كبار الفنانين المتحققين أصحاب الأسماء الرنانة وبين الفنانين المبتدئين، بل وجمع الفنانين العرب على قضايا مهمة تمس الفن التشكيلى أو أحداث نعايشها، وأيضا اهتمت بتخصيص ركنا خاصا للأعمال اليدوية والتراثية المصرية من كل أنحاء مصر أعمال الخيامية ومشغولات سيوة وسيناء. لفتتنى تجربة الجاليرى الذى اقتحم فضاء وسط البلد وكتبت عنه عام 2015 منذ ولادته وتابعت الأجيال التى قدمها للفن التشكيلى وتدفق الجمهور على متابعة معارضه، فقد استطاع أن يجعل الزحام فى قصر النيل ينتقل من محال الملابس الجاهزة لزحام على قاعة فن تشكيلي، رافعا شعار «إن الغرض من الفن هو إزالة غبار الحياة اليومية عن أرواحنا» تلك المقولة الرائعة لبيكاسو لم تعد شعارا بل واقعا يحمله جاليرى لمسات. وخلال سنوات قليلة سوف نحصد مع جاليرى لمسات جيلا مؤثرا فى فضاء الفن المصرى والعربي.