البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"تشكيليون" يكشفون طريقة توثيقهم لـ"كورونا" في لوحاتهم الفنية

عبدالجواد - نجيب
عبدالجواد - نجيب - عبلة - سعد

عبدالجواد: وحش كاسر لا رحمة عنده ويحصد كل شىء جميل 
نجيب: نحتاج باحثين لتحليل الحالة ورسامو الكاريكاتير نجحوا في التعبير عنها
عبلة: الفن التشكيلى يحتاج وقت للتوثيق.. والفوتغرافيا والأدب أسرع
سعد: سأعبر عن المعاناة من فقدان الأقارب وأنه لا قيمة للحياة 
على مر التاريخ، قام الفن بدور البطولة في توثيق وتخليد الأحداث المُختلفة سواء الاجتماعية، أو السياسية، أو الاقتصادية، حتى الظروف الصحية التى مرت على الشعوب كلها، تناقلت عبر الزمان من خلال الفن باختلاف أنواعه؛ من خلال السينما والدراما والأدب بالإضافة إلى الفن التشكيلى الذى يُعتبر من رواد هذه الفنون في نقل التاريخ منذ عصر الفراعنة، والزمن القديم قبل اختراع السينما وغيرها من وسائل القوى الناعمة.
لكن كيف وثق الفن التشكيلى حالة «فيروس كورونا» التى شهدها العالم كله خلال الآونة الأخيرة، حتى تظل شاهده بعد تعاقب الأجيال وانتهاء هذه الجائحة أو هذه الأزمة بشكل نهائي، لتعرف الأجيال القادمة ما عايشناه خلال هذه الفترة، وكيف يمكن للفنانين التعبير عن ذلك من خلال أعمالهم الفنية؟
شاركت «البوابة» مجموعة من الفنانين التشكيليين وأساتذته، وجاءت إجاباتهم كالتالى..


قال الفنان التشكيلى أحمد عبد الجواد: «أى فنان تشكيلى يرى أن كورونا شىء قاسى أو مُفرق للجماعات وهادم اللذات»، وتابع في حديثه قائلًا: «الفن والفنانين حساسين جدًا، خصوصاُ اتجاه المشاعر الإنسانية».
وواصل عبدالجواد عن الأسلوب الذى سيتخذه في التعبير عن كورونا وعواقبها، قائلًا: «أعبر عنها كفنان تشكيلى بصفة خاصة، في هيئة وحش كاسر لا رحمة عنده، يبتذ الشجر من جذوره، فأنا أعتبر الإنسان هو الشجر الذى خلقه الله على الأرض، فربنا سُبحانه وتعالى خلق الإنسان كأعظم كائن موجود على وجه الأرض، والعدو الأساسى للإنسان في الوقت الحالى هو «الكورونا»، سبحان الله أشعر أن ذلك شىء مُخيف وشىء صعب، لأنه شيء مذكور في القرآن أن الله سبحانه وتعالى «يُبدل الأقوام»، وذلك عن طريق الموت، وأنا أعتبر أن كورونا هو الموت أساسًا».
«فيمكن عند التعبير عن الموت أو ملك الموت أن نُعبر عنه على هيئة جمجمة ومنجل مثل منجل الحصاد الذى يحصد الرؤوس، فأنا أعتبر أنه لا فرق بينه وملك الموت، أو أن التعبير عن الموت هو نفس التعبير بالظبط عن كورونا، فهو أيضًا شبح عبارة عن جماجم وهيكل عظمى»، هكذا واصل الفنان في وصف التعبير الذى يتخيله لفيروس كورونا، وأضاف قائلًا: «إنه يحصد الرءوس ويحصد كل شىء حلو، مثل العاصفة الكبيرة التى تطيح بالبراعم الصغيرة فهو أيضًا يأخذ أطفالا ويُنهى حياتهم، وأيضًا يُعتبر مثل ريحة عتية جدًا تُدمر كل ما أمامها، أو ريح كبير يأتى ويجتاح كل شىء أخضر وكل شىء حلو، يجتاح الورد والياسمين والجمال الذى كنا نعيش به، ويحوله لرماد ولشىء صعب جدًا للمشاعر».


ومن جانبه قال الفنان التشكيلى عز الدين نجيب: «أعتقد لا وسيلة للتوثيق إلا بعد أن يتوفر باحثون لتحليل ما يُقدم على صفحات التواصل الاجتماعي، لأنه لا يوجد مجال للتجمع والالقاء، فكثير من الفنانين يعبرون عن أحاسيسهم وأفكارهم وتجاربهم على صفحات التواصل الاجتماعي»، وتابع نجيب قائلًا: «لا يستطيع عمل نوع من الاستقراء لهذه التعبيرات واستخلاص نتائج عامة إلا باحثين إجتماعيين عندهم أدوات البحث العلمى للاستقراء والتحليل والاستخلاص، وهذا غير متوفر، وهو أمر من السابق لأوانه أننا نتوقعه الآن، لأن الناس كلها بمن فيهم حتى الباحثون الاجتماعيون الذين نُشير إليهم، مُنغمسين في نفس الوضع، ولكن بعد فترة ستتضح الرؤية تدريجيًا بعدما تُفيق الناس من ضغط الجائحة، ويبدأ توفر جهات لتشجيع مثل هذه التحليلات والأبحاث».
وعن دور الفن بصفة عامة في توثيق الجائحة، أضاف الفنان عز الدين نجيب في حديثه قائلًا: «أظن أن فنانى الكاريكاتير أكثر الفنانين استجابة لعرض الأعراض، وردود الأفعال بشكل فكاهى وساخر، وسُخرية أحيانًا تكون سُخرية مريرة، فأظن أنهم بنسبة كبيرة قد نجحوا في التعبير عن هذه الحالة، سواء كان في الصحف أو على بعض وسائل التواصل الاجتماعي».


«الفن التشكيلى بالأخص لا ينفع مع هذا الموضوع» هكذا بدأ الفنان التشكيلى محمد عبلة حديثه حول دور الفن التشكيلى في توثيق جائحة كورونا، وواصل قائلًا: «لكن هذا يمكن مع فن الكاريكاتير، والفوتوغرافية، لأن الفن التشكيلى يأخذ بعض الوقت حتى يهضم الفنان الحالة ويُعيد إخراجها، لكن الفوتوغرافيا والكاريكاتير أو الكتابة والأدب أسرع من الفن التشكيلى في ذلك».

كما شاركت الفنانة منة سعد، بكيفية توثيقها لجائحة كورونا، قائلة: «أكثر شىء سأعبر عنه هو المعاناة، وسردت عن المعاناة أنها تظهر عندما يفقد الإنسان أقرب الأشخاص له، مثل الأم أو الأخت أو الأب أو الأخ، وفى لحظة قد يختفى؛ وواصلت التشكيلية: «سأعبر عن مدى صعوبة هذا العام علينا، فموضوع اللوحة سيكون حزين ولكن هذا الواقع».
ومن جهة أخرى أوضحت «سعد» جانبًا إيجابيًا يُمكن التعبير عنه، وتابعت قائلة: «الشىء الإيجابى الذى يُمكن التعبير عنه، هو أن الشخص قد أدرك أنه لا قيمة للحياة، في لحظة الناس من حولنا يُمكن أن تُخلى أماكنهم، فهذه دعوة أننا نتقرب إلى بعض أكثر»، وعن الدور الإيجابى الذى لعبته جائحة كورونا، أضافت: «كورونا أفادت وعلمت ناسا كثيرة جدًا، فعلى قدر ثقل الأزمة، حيث تأثرت بها على الجانب الشخصى بأخبار وفاة العديد من أهالى أصدقائى بسببها، وهو إحساس صعب بجانب الالتزام بالمنازل وهاجس الموت في حالة الخروج منه، والهاجس الأكبر هو الخوف على والدتى بعدما رأيت أقرب الناس لمن حولى يرحلون سأعبر في لوحتى عن مدى المعاناة التى مررنا بها، ومدى الوجع الذى قد يشعر به الإنسان بعد فراق أحبائه أو شعوره بالعجز لعدم مساعدتهم إذا ذهبوا إلى المستشفى للعلاج فهو من أسوأ الأحاسيس، فهو مرض لا معنى له، خبيث مثل السرطان، لا أعراض مفهومة له ولا طريقة علاج معروفة له حتى الآن».