"السد العالي" و"السلام".. إبداعات "الجزار" بعد ثورة 23 يوليو

بعد سنوات قليلة من ثورة 23 يوليو لعام 1952، انفعل الفنان عبد الهادي الجزار أحد رواد الحركة التشكيلية المصرية، إثر ما يحدث من تطورات وتنمية، استطاع المصريون إنجازها بعد التخلص من الحكم الإنجليزي وبمجهودهم وأفكارهم الخاصة.
وتأثر "الجزار" برؤيته للفلاحين مُتجهين نحو الأراضي الزراعية بعد القضاء على الاقطاع، فتأمل المشهد والحالة التي أصبح عليها الشعب المصري، وبدأ في إنجاز مجموعة من اللوحات الفنية التي وثق من خلالها ما حدث، حتى أننا حتى هذه الأيام نستطيع رؤية نتيجة ما حدث منذ 68 عامًا من خلال اللوحات الفنية، كواحدة من الدروع المهمة التي يتمكن الأشخاص من نقل التاريخ من خلالها.
فتأتي على سبيل المثال، لوحته بعنوان "من مرحلة السد العالي"، التي أبدعها الفنان في عام 1964، واستخدم في رسمها خامة "حبر شيني وألوان على ورق"، وعبر من خلالها عن إنجاز السد العالي الذي لايزال محل اهتمام شديد حتى اليوم، هذا بالإضافة إلى لوحته "السلام" والتي أبدعها في 1965 مُستخدمًا الألوان الزيتية على القماش.
وُلد "عبد الهادي الجزار" بمدينة الإسكندرية الساحرة في 23 مارس من عام 1925، فكان شخص يتأمل ما حوله ليترك بعد ذلك العنان في مُخيلاته حول الأشياء التي يراها ويُعبر عنها من خلال أعماله الفنية، فعبر عن أفكاره من خلال مجموعة من الأعمال غاية في الإبداع أدهشت الفنانين والنُقاد داخل مصر وخارجها.
انتقل "الجزار" خلال حياته للعيش في منطقة السيدة زينب بالقاهرة، فاختلفت الموضوعات التي كانت تستحوذ على اهتماماته، ليبدأ في مرحلة جديدة حول التعبير عن أفكاره ونظرته لما يُصيب البلد من الاستعمار والإقطاع الذي عايشه في تلك الفترة.