البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

على أسوار طرابلس شهادة وفاة شيطان الشرق الأوسط أردوغان


تؤكد التجربة الليبية أمام الاحتلال الإيطالي أن إرادة الشعب الليبي أقوى من قهر القوة وبطش الاستعمار، إذا توافر لهذه الإرادة الوعي الكامل والتضحية الباسلة، فدفاع الجيش الليبي الآن عن نفسه وأرضه وعرضه يصبح القضية العادلة التي يهون في سبيلها كل شيء.
لعنة الدم الليبي ها هي الآن التفّت حول عنق أردوغان، وجعلته لا يرى سوى ما يريد أن يراه عبر ثقب أفكاره الضيقة التي يغطيها هي الأخرى عمى طموحات الهلال الإخواني.
ولكن أحلام أردوغان العثمانية اصطدمت بوقائع صلبة، أبرزها 
أن الموقف الآن في ليبيا يتغير في الكثير من ملامحه وتفاصيله وحساباته، انتهت مرحلة قوامها التريث الحذر، وبدأت مرحلة أخري جديدة تماما قوامها الاستعداد للمواجهة على أي مستوى وضد أي طرف مهما تكن النتائج، والتداعيات،الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر رافعا شعار خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، إذ إن عناصر الاحتلال التركي والمرتزقة السوريين وأعوانهم الخونة والميليشيات، أصبحت الآن هدفا مشروعًا لطائرات ومدفعية وقذائف الجيش الليبي الوطني.
أردوغان بعد أن هزم في سوريا قرر أن ينتصر في ليبيا وأن يعيد الأتراك إلى شمال أفريقيا من بوابة ليبيا، ليستولوا على خيراتها وثرواتها، كما استولوا عليها إبان الاستعمار التركي، إلا أنه من المؤكد للجميع بأن مصير المشروع التركي في ليبيا هو هزيمة حتمية أخرى بعد الهزيمة " المرة " التي لحقت بأطماعه الجيوسياسية في سوريا والعراق.
وبالتزامن مع توقيع وزير دفاع تركيا ورئيس أركانها، يوم الجمعة الماضي، اتفاقية عسكرية مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة الإخواني السراج والميليشيات الإرهابية، التي تسيطر على طرابلس، وذلك لضمان مصالح أنقرة في ليبيا، والتي تتيح لأنقرة التدخل المباشر. وإنشاء قوة عسكرية تركية في ليبيا، وكذلك تأسيس قاعدة عسكرية تركية وتدفع أنقرة بقوة لتعيين خالد الشريف القيادي فيما يعرف بـ"الجماعة المقاتلة" المقربة من تنظيم القاعدة، في منصب رئيس المخابرات في حكومة الوفاق الوطني، فقد شن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجوما على منظومة الدفاع الجوي التركية، ونجحت الغارات في تحييد منظومة دفاع جوي تركية من طراز هوك، وتدمير 3 رادارات بالكامل. إذ تم تنفيذ 9 ضربات جوية دقيقة على منظومات الدفاع الجوي التركية التي تم تركيبها مؤخرًا في قاعدة الوطية ثبتتها القوات التركية يوم الخميس الماضي في القسم الغربي من القاعدة، وكان الجيش الوطني الليبي لهم بالمرصاد،إذ إنه كان يراقب دخول وتركيب منظومة الدفاع الجوي لقوات الاحتلال التركي من طراز هوك مع ملحقاتها من رادارات طيلة الأيام الماضية، وبعد أن تم إبلاغ وزير الدفاع التركي أثناء تواجده في مصراتة أن قاعدة عقبة بن نافع أصبحت جاهزة للاستخدام، فقرر الجيش الوطني الليبي تدميرها عن بكرة أبيها بعد دخولها للخدمة ونسبة التدمير في المنظومة 100%.
تلك الغارات هي الأولى للجيش الوطني الليبي بعد الإعلان عن توقيع اتفاق عسكري بين تركيا وحكومة الوفاق، إثر زيارة قام بها وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس أركانه للعاصمة طرابلس، فيما أعتبر الجيش الوطني الليبي أن الاتفاق هو مس بالسيادة الليبية، متوعدا أنقرة والوفاق بمواجهة عسكرية مستمرة. والحفاظ على ليبيا ومطاردة الإرهابيين والغزاة والميليشيات.
وبالتالى فنهاية أردوغان ستكتب على شواطئ طرابلس إن أرسل جنوده إليها، فهناك أحفاد عمر المختار قادرون عازمون على سحق جنود السلطان. وستسقط معه كل الأحلام بإقامة إمبراطورية إخوانية على أنقاض الدولة الوطنية؛ إمبراطورية يقودها أردوغان الذي ما زال غروره يدفعه إلى الاعتقاد بأن اللعبة لم تنته بعد. 
أحلام العثمانلي شيطان الشرق الأوسط أردوغان سيكتب الليبيون نهايتها كما سطروا سلفا قصة الجهاد الليبي ضد الاستعمار الإيطالي، بما فيها من تضحيات وأشلاء ودماء الأبرياء التي زادت على النصف مليون شهيد ليبي، أدرك فيها مواطن الصحراء الليبية أن له قضية عادلة تستوجب الجهاد والتضحية والفداء، وأن عشق الحرية والكرامة أقرب إلى نفسه من حب الحياة ؛ ومن ثم خرج بما يملك من سلاح بسيط، وتدريب متواضع لمواجهة إيطاليا القوة الغاشمة والآلة العسكرية الجبارة لفترة زادت على الثلاثين عامًا.