البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

عبدالله يوركي.. الشاعر العبقري

البوابة نيوز

"تشكو مع العشاق حر الهوى القتال، أم هل ترى الخلاق، نجاك من أهوال، كم مغرم ناجاك، يا جدول الوادي، والشعر كم حياك، والزهر والشادي، سبحان من حلاك، في مقلة الصادي".
إنه الشاعر السوري الكبير عبدالله يوركي الحلاق، والذي تحل اليوم الذكرى الـ 109 على ميلاده، فقد امتلك "الحلاق" نواصي الإبداع والتجلي، فشدى بكلماته كبار المطربين. 
عرف عنه بأنه شاعر مرهف الحس، وحاضر البديهة، دءوبا، ولا يمل من المطالعة والكتابة، كان معلمًا وملهمًّا لكل من تعامل معهم، فهو مؤسس مجلة "الضاد" الحلبية والتي تُعد بمثابة منارة للآداب والعلوم والفنون والاجتماعيات، وقد أعطاها عصارة أدبه وفنه فقال عنها "سأبذل في سبيل الضاد جهدي، لتسمو الضاد بالأدب الرفيع، فحب الضاد ينمو في فؤادي، نمو الزهر في فصل الربيع". 
كما اشتهر "الحلاق" بوطنيته الشديد وإخلاصه فقد غاص في متب الأدب والتاريخ، ووصفه النقاد بالشاعر العبقري الفذ وطنيته الصادقة، وشاعر العاطفة والإلهام، وبأنه شاعر العروبة. 
"عبدالله" هو ابن السيد يوركي، وجده المرحوم عبد الله المشهور بالحلاق، وأصل أسرته من حوران عرين الغسانيين، وبزغ نجم هذا الشاعر الغساني بحلب في 13 يونيو عام 1911، وكانت ولادته في الغرفة التي ولد فيها الموسيقار المتفنن الأستاذ سامي الشوا.
نشأ في بيئة مغمورة بالهدى والكمال، ولمعت مخايل النجابة والذكاء على محياه، فشب تحيطه العناية الإلهية في مسراه، تلقى مبادئ اللغتين العربية والفرنسية في المدرسة الكبرى للروم الكاثوليك بحلب، وتخرج من الصف الرابع الذي يعادل صف الكفاءة اليوم، فكان محط الأنظار بذكائه اللماح، وسخت عليه الطبيعة بثغر بسّام وسجايا فذة.
وفي عام 1928غادر المدرسة وتسلم عملًا كبيرًا كان يديره أحد أعمامه، وفي عام 1931 أصدر بالاشتراك مع الأستاذ يوسف شاحف مجلة الضاد ثم انفرد بإصدارها في عام 1934، ثم نقل امتيازها باسمه، وتعتبر من طليعة المجلات العربية انتشارًا وازدهارًا في الآفاق.
وقـام بعـدد مـن الرحـلات فـي سـبيل تعزيـز الأدب والإطلاع والاستقصاء، فقد زار مصر، وكان موضع حفاوة العظماء ومشاهير الشعراء والأدباء وإعجابهم بنبوغه، كما قام بعدة رحلات أثرية ومنها أنطاكية وإسكندرون واللاذقية وقلعة سمعان وغيرها، وقد كان لمشاهداته أبلغ التأثير في إحساسه الشعري.
كما قام بتدريس اللغة العربية في الكلية الأمريكية بحلب، وفي المعهد الفرنسي العربي "اللاييك"، وله فضل ثقافي كبير على النشء الحديث في الشهباء.
وعندما رحل خلف عدد من المؤلفات ومنها "الزفرات" وهي مجموعة سبع قصص وقد طبعت مرتين، و"في حمى الحرام" وهي قصة تظهر مروءة العرب وإباءهم وحميتهم، و"وضوح الإملاء" هو كتاب مدرسي لتعليم الإملاء بالطريقة الاستنباطية الحديثة، وقد طبع ثلاث مرات، وكان الإقبال على اقتنائه كبيرًا، و"خيوط الغمام" وهو ديوان شعر، طبعه مرتين. وديوان أسديات، وحصاد الذكريات، وعصر الحرمان.
ومن كتبه وضوح الإملاء، كتاب مدرسي لتعليم الإملاء بالطريقة الاستنباطية الحديثة، وسفراء بدون تكليف رسمي، ومن أعلام العرب في القومية والأدب، وفنزويلا وجاليتنا العربية، أدب رحلات، وقطاف الخمسين، وحلبيات، وعشت مع هؤلاء الأعلام، والثورات السورية الكبرى في ربع قرن، وعشت مع هؤلاء الأعلام، وعصير الحرمان، ومن أعلام العرب في القومية والأدب، ونوادر الضاد
كما حصل على عدد من الجوائر ومنها وسام الجمهورية للاستحقاق السوري في جامعة حلب، ووسام مارفرام برتبة فارتبة فارس.