"جنى".. طفلة الغردقة تبحث عن الحياة بعد أن ألقت بها أمها بالشارع
عندما تموت الرحمة من القلوب وتتحول الأم إلى حية وتكون الضحية هي فلذة كبدها وقتها تولد الكارثة.
" جني" طفلة تركتها الحية التي أنجبتها لتلقى مصيرها المشئوم وتواجه أعباء الحياة وحدها دون أن تشعر بالحياة، " جني" تبلغ من العمر الآن ٦ سنوات، ألقت الحية التي أنجبتها وهي لم تتم الأسبوع الأول من ولادتها في الشارع، ليلتقطها المنتفعون وأصحاب المصالح، ممن يجنون من ورائها الاموال بحجة أنهم يعولونها وينفقون عليها، وذلك بعكس ما كان يحدث، وتنتقل الطفلة جني بين منازل المنتفعين وتؤجر في بعض الأحيان وهي مسلوبة الإرادة قليلة الحيلة ليس الأمر بيدها.
ظلت جني تتنقل من منزل إلى آخر حتى بلغت عامها السادس، واستيقظت على كابوس بعد أن وعت ما يدور حولها وعلمت أنها تستغل من بعض المرتزقة والمسئولين، بهدف جمع الأموال عليها.
وشاءت الأقدار أن تكشف حقيقتها، بعد أن تم القبض على الطفلة نائمة في الشارع في حالة مرضية يرثى لها، وداخل نيابة الغردقة، تكشف التحقيقات، أنها ليس لها وجود، دون هوية دون أوراق مثبتة في سجل المواليد دون شهادة ميلاد تثبت حقها في الحياة، ليس لها عائل أو أهل أو عائلة أو من يسأل عنها.
ويشاء الله أن يسخر لها من يعولها وبمحضر رسمي، في شهر فبراير الماضي، يتم تسليمها لسيدة تدعي، بسنت تقيم بالغردقة متزوجة، موظفة، ولديها أولاد في نفس سن الطفلة جني تقريبا، وذلك بعد أن علمت بسنت من أحد زملائها في العمل بقصة الطفلة جني وما واجهته من أعباء طوال ٦ أعوام مضت.
وقالت بسنت أن الطفلة بلغت ست سنوات ولدي أطفال في مثل هذا العمر وأخشي أن اتركها معهم بالمنزل لعدم تفرغي وزوجي وعدم بقائنا بالمنزل لفترات طويلة.
وتناشد بسنت، تدخل الدكتورة، نفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، بتوفير دار رعاية للطفلة بالإضافة إلى استخراج شهادة ميلاد، ورعايتها حتى تكبر وتستطيع تحمل أعباء الحياة، وذلك رحمة بالطفلة، وتخشي بسنت أن تعود الطفلة إلى ما كانت عليه لتنهشها الذئاب بعد أن ترتمي في أحضان الشوارع وتضيع بين الأرصفة والأذقة والمنتفعين.