البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى كهنة أبرشية روما

البوابة نيوز

وجه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عصر السبت اليوم رسالة إلى كهنة أبرشية روما استهلها متوقفا عند المرحلة الصعبة التي نمر بها اليوم والتي حالت دون لقائه بكهنة أبرشيته والاحتفال معهم بقداس تبريك الزيوت، مضيفا أنه تلقى رسائل واتصالات من العديد من الكهنة الذين تقاسموا معه خبرتهم، فاطّلع منهم على النشاطات التي قاموا بها خلال فترة الحجر المنزلي.
وأكد البابا أن التباعد الاجتماعي لم يشكل عائقاً أمام الحفاظ على علاقة الشركة في الكنيسة، بل ساهم في تمتين العلاقة وإعطاء دفع للرسالة، خصوصا تجاه الأشخاص المحتاجين. ولفت فرنسيس إلى أنه شاء أن يكتب إلى الكهنة ليعرب لهم عن قربه منهم، وليقاسمهم مسيرتهم، مشدداً أن الرجاء يعتمد علينا أيضا ويتطلب منا أن نساعد بعضنا البعض، هذا الرجاء المُعدي الذي يتقوى من خلال اللقاء مع الآخرين، كي نعود إلى الوضع الطبيعي الذي نطمح إليه جميعا.

واضاف البابا بأن الجماعة المسيحية الأولى اختبرت العزلة والخوف والارتباك فأمضى التلاميذ خمسين يوماً قبل أن يأتي الإعلان القوي الذي بدّل حياتهم إلى الأبد. وأشار فرنسيس إلى أن يسوع حلّ وسط تلاميذه فيما كانت الأبواب موصدة ومنحهم سلامه وقال إنه يرسلهم كما أرسله الله، ونفخ فيهم الروح القدس.

وأضاف البابا أننا نشعر اليوم بأفراح وآمال ومخاوف أناس زماننا، لاسيما الفقراء والمتألمين، وهذه هي أفراح وآمال ومخاوف تلاميذ المسيح الذين يشعرون في قلبهم بكل ما هو إنساني.

تابع البابا مذكراً بأننا كنا نطّلع يوميا على الأرقام والإحصائيات بشأن ضحايا الوباء. وقد لمسنا معاناة الناس لمس اليد، وهذه المعطيات لم تكن مجرد أرقام بل كانت اسماءً لأشخاص حقيقيين. ومما لا شك فيه أن الكهنة لم يقفوا موقف المتفرّج، بل انغمسوا وسط هذه العاصفة الهوجاء، ورافقوا جماعاتهم، ومكثوا معها في وجه الخطر. كما أن الكهنة فقدوا أيضا العديد من أقربائهم وأحبائهم وأبناء رعاياهم، وشاهدوا معاناة العاملين الصحيين العاجزين عن التعامل مع الوباء، ولم تغمض لهم عينٌ قبل أن يساعدوا كل مريض ومصاب. وقد شعر الجميع بمخاوف العديد من العمال والمتطوعين الذين عرّضوا حياتهم للخطر كي يوفّروا المستلزمات الضرورية للناس. هذا ناهيك عن العزلة والوحدة اللتين عانى منهما الأشخاص بسبب الحجر المنزلي، لاسيما المسنين، وعجْز الكثير من العائلات عن توفير لقمة الطعام.

بعدها لفت البابا إلى أننا شعرنا – خلال الأزمة الصحية – بمدى هشاشة الإنسان وعجزه عن التعامل مع المجهول ومع كل ما يخرج عن سيطرته. لقد تألمنا إزاء معاناة الناس، وبكينا على الضحايا كما بكى الرب عند قبر إليعازر، وفي بستان الزيتون، وكما بكى على أورشليم. وهو أيضا كبكاء القديس بطرس بعد أن نكر الرب، وكبكاء مريم المجدلية عند قبر يسوع. ومع هذه الجائحة برزت أمامنا تساؤلات ومشاكل قديمة وجديدة، اعتقد الكثيرون أنها باتت جزءا من الماضي. وإننا ندرك تماما أن الإنسان يتغير بعد خوض المحن والتجارب المؤلمة.

في ختام رسالته لفت البابا فرنسيس إلى أن الكهنة مدعوون إلى إعلان بزوغ فجر جديد تاركين الرب القائم من الموت يقودهم ويعلّمهم كيف يرافقون شعب الله ويضمدون جراحه.