البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

فرق منسية|| السيد درويش.. العشرة الطيبة

السيد درويش
السيد درويش

عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح في مراحله الأولى وفيما تلاها، حتى وقتنا هذا، التى ازدحمت بالأحداث الفنية والاجتماعية، وتخللت خلالها حياة المسرح العربى عامة والمصرى خاصة، التى تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضا جديدة بالوعى العربى، الذى لم يشغله فن التمثيل في الكثير أو القليل.
فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التى ساهمت بشكل كبير في خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا أحد رموز الحركة المسرحية في مصر والوطن العربى.
«البوابة نيوز» تستكمل هذا العام الباب الخاص بعنوان «فرق منسية» على مدى 30 ليلة من ليالى رمضان الكريم، والذى طرحته في رمضان الماضى، يلقى خلالها الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدموا خلالها مواسم مسرحية لاقت نجاحا كبيرا داخل مصر وخارجها، فقد توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم باقية وخالدة رغم الرحيل. 
بدأت مسيرة الشيخ السيد درويش في مجال المسرح في ١٩٠٩، عندما سافر مع فرقة أمين عطا الله إلى الشام، ولكن هذه الرحلة باءت بالفشل، حتى تكررت مرة أخرى في ١٩١٢ وكان حليفها النجاح، ثم عاد «درويش» من الشام وعمل بالغناء في مقاهى الإسكندرية ومع مرور الوقت دعاه أصدقاؤه بالسفر إلى القاهرة حيث الشهرة وتقدير الفن، حتى انتقل إليها في ١٩١٧، وتعرف بالممثل عمر وصفى مدير الجوق الكوميدى المصرى الراقى وذلك بعد فترة قصيرة أثناء تواجده بالقاهرة وبدأ التعاون الفنى بينهما عندما لحن «درويش» مسرحية «الشيخ وبنات الكهربا» للمؤلف فرح أنطون، ومثلتها فرقة عمر وصفى في تياترو منيرفا بكازينو الجلوب خلف مخازن شكوريل بشارع بولاق في ١٩١٧ – حسبما ذكر الدكتور سيد على إسماعيل، في كتابه «مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠ - ١٩٣٥». فرق المسرح الغنائى – وقام بتلحين مسرحية «فيروزشاه» لفرقة جورج أبيض، «ولو» لفرقة نجيب الريحانى، في ١٩١٨، كما ألقى بعض القطع الغنائية لجوق الأوبريت الشرقى بكازينو دى باري.
شارك «درويش» في تلحين العديد من المسرحيات وهى «أش». «قولوله». «فلفل». «رن» لفرقة الريحانى في ١٩١٩، كما لحن أيضا مسرحيات أخرى وهى «مرحب» لفرقة الماجستيك، «كلها يومين» لفرقة منيرة المهدية، «هدى». «عبدالرحمن الناصر» لفرقة عكاشة، في ١٩٢٠، بالإضافة إلى العديد المسرحيات الأخرى لمعظم الفرق المسرحية، فقد فقرر «درويش» بعد احتكاكه بالعديد من الفرق، تكوين فرقته المسرحية الخاصة بالاشتراك مع الفنان عمر وصفى، وأطلق عليها اسم «جوق سيد درويش» وافتتحت نشاط ها بمسرحية «شهوزاد» أو «شهرزاد» بمسرح برنتانيا، في ٧ يونيو ١٩٢١، وكان هذا العمل من تمصير عزيز عيد، تمثيل كل من سيد درويش، عمر وصفى، حياة صبرى، حسين رياض، مسيو ألبير، نظلى مزراحى، حسن القصبجى، منسى فهمى، كلود ريكان، محمد المغربى، عبدالعزيز أحمد، إلياس صوفان، وقد لاقت نجاحا كبيرا مما جعل الفرقة تعيد عرضها مرة أخرى، واتبعها مسرحية «العشرة الطيبة» لمحمود تيمور، وأزجال بديع خيرى، في يوليو من العام نفسه، وانهت الفرقة من موسمها الأول.
قدمت فرقة «جوق سيد درويش» موسمها المسرحى الثانى في ٢٤ نوفمبر ١٩٢١، بمسرحية «البروكة» بدار التمثيل العربى، ترجمة محمود مراد، وتلحين سيد درويش، اتبعها مسرحية «العبرة» للمؤلف محمود مراد، بدار التمثيل العربى، في أوائل ديسمبر من العام نفسه، ومسرحية «حلاق إشبيلية» تعريب حامد الصعيدى، يوضح لنا المؤلف أن هذه الفرقة استمرت حتى يناير ١٩٢٢ في إعادة مسرحياتها الخاصة بها مثل «العشرة الطيبة». «العبرة». «البروكة» إلى بعض المسرحيات المأخوذة من الفرق الأخرى مثل «المحامى المزيف». «البخيل». «البدوية» وكانت بمثابة آخر ما قدمته فرقة سيد درويش وعمر وصفى، حتى رحل درويش» في ١٥ سبتمبر ١٩٢٣، وانفرط عقد الفرقة.