البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الغياتي: العمل لا يكون صالحا إلا إذا كان خالصا ومتقنا

البوابة نيوز

أكد الدكتور صبري الغياتي، مدير عام شئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف، أن شهر رمضان شهر العمل والجد والاجتهاد، " مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ "، فالعمل الصالح فيه مضاعف الأجر والثواب، على أن العمل الصالح في الإسلام لا يقف عند الصلاة والزكاة والصيام والعبادات، بل يشمل العمل في جميع مناحي الحياة، من إطعام الجائعِ، وكساء العاري، وتعليم الجاهل، وإنظار المعسر، وإعانة العاجز، وقضاء حوائج الناس، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ...).
وتابع خلال كلمته بملتقي الفكر الإسلامي أمس الاثنين، لا شك أن قضاء حوائج الناس باب واسع من أبواب الفضل، لما فيه من تقويةٍ لروابط الأخوة وتنمية للألفة والمحبة بين الناس، ويقول سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) أن النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: (مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنَ اعْتِكَافِهِ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَنِ اعْتَكَفَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْـهِ اللَّهِ، جَعَـلَ اللَّهُ بَيْنَـهُ وَبَيْنَ النَّارِ ثَلَاثَ خَنَـادِقَ كُلُّ خَنْـدَقٍ أَبْعَــدُ مِمَّـا بَيْنَ الخَافِقَيْنِ).
وأضاف، لو تأملنا حياة الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) لوجدناها زاخرة بالبذل والعطاء وفعل الخير والتضحية في سبيل الله، بل إنهم ضربوا أروع الأمثلة في ذلك، فقد كانوا يسارعون ويتنافسون في هذا المجال، فها هو عُمَر بْن الْخَطَّابِ (رضي الله عنه) يقول: (أَمَرَنَا رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) يَوْمًا أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم): "مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟" قُلْتُ: مِثْلَهُ، قَالَ: وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم): "مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟" قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لَا أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا).
وفي ختام كلمته أكد أن العمل لا يكون صالحا إلا إذا كان خالصا ومتقنا، مشيرًا إلى أن الإسلام قد أوصى بإتقان العمل والإخلاص فيه، مستشهدًا بقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}، فالعمل لا يكون صالحا إلا بالإخلاص لله رب العالمين، موضحا أهمية العمل والإتقان، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ ".