البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ماجد كامل: البرت جاييه اكتشف النسيج القبطي في مقابر أنصنا

 البرت جاييه
البرت جاييه

قال ماجد كامل كبير باحثين بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية: إن عالم الآثار الفرنسي الكبير البرت جاييه له أهمية كبرى في تاريخ الدراسات القبطية فهو العالم الذي قام باكتشاف كنوز النسيج القبطي في منطقة أنصنا بالأشمونين كما سوف نري في هذا المقال. 
أما عن جاييه نفسه ؛ فأسمه بالكامل هو جان ماري فيليب البرت جاييه Jean Marie Philippe Albert Gayet ؛ ولد في 17 سبتمبر 1856 بأحدي المدن الفرنسية ؛ ولقد عشق الآثار المصرية منذ طفولته ؛ فقام العالم الفرنسي الشهير أوجست مارييت ( 1821- 1881 ) ) بإرساله في بعثة استكشافية إلى منطقة آثار انتوني Antinoe ( منطقة الشيخ عبادة بالمنيا حاليا ) وهي المدينة التي تأسست في عهد الإمبراطور هدريان Emperor Hadrian ؛ وقام يتمويل الاكتشافات أحد رجال الصناعة الفرنسية المشهورين ؛ حيث قام جاييه بالعمل في المنطقة لمدة خمسة عشر عاما ؛قام خلالها بتطهير معبد رمسيس الثاني temple of Ramses 11 في عام 1896 ؛ وفي عام 1902 قام جاييه بكتابة أول كتاب عن كتب عن الفن القبطي Coptic Art ؛ الامر الذي شد حماس الأمير الروسي فلاديمير بوك ؛فقام بنقل قطع القماش المكتشفة إلى متحف سان بطرسبرج ؛ ولقد توفي جاييه في 9 مايو 1916 عن عمر يناهز 60 عاما تقريبا ؛ ويوجد حاليا شارع باسمه في فرنسا تخليد لذكراه.
أما عن قصة اكتشاف النسيج القبطي في منطقة أنصنا بالأشمونين ؛ يذكرها لنا الدكتور جمال هرمينا في كتابه الهام عن "النسيج القبطي" فيقول " انه قام بكثير من الحفائر في المنطقة ؛ وأكتشف كثير من المنسوجات المهمة ذات الألوان الرائعة من الأزرق والأصفر ألخ ؛ وكتب في مذكراته عن تلك المنطقة حيث وصفها أنها منطقة تشع بالحضارة ؛ ولقد سعي المليونير الفرنسي اميل جوميه Emile Gumet في عرض هذه المنسوجات في فرنسا في احتفال عالمي كبير بتاريخ 22 مايو 1989 ؛حيث امتلات دواليب العرض بروائع النسيج القبطي ؛ وفي عام 1900 قام العالم ألبرت جاييه بافتتاح معرض عالمي في قصر الازياء تحت عنوان " أزياء مصر من القرن الثالث غلي الثامن الميلادي من حفائر البرت جاييه " ولقد أثر هذا المعرض على كثير من الفنانين العالميين ؛ وعندما قا جاييه بعرض نتائج حفرياته مرة أخري في متحف جوميه بفرنسا ؛ توجه لزيارة المعرض الرئيس الفرنسي اميل لوبيه Emile Loubet والروائي الفرنسي العالمي اناتول فرانس والاوبرالي ماسيينيه لمشاهدة هذا الفن الوافد من مصر؛ بل أن مصممي الأزياء في فرنسا انتجوا بعض التصاميم المأخوذة من هذه المعارض ؛فظهرت عارضة الأزياء في ذلك الوقت هيلين كالمنتين دوفو في ثوب قبطي بنفس نسيجه والوانه( أنظر صورة الثوب في الصور الملحقة بالمقال ).( المرجع السابق ذكره ؛الصفحات 149 – 151 ).
ولقد قام جاييه بهذه الحفائر خلال الفترة من ( 1896- 1911 ) واكتشف خلالها كميات كبيرة من النسيج ؛ذكرت بعض المراجع أنها وصلت إلى نحو 144 قطعة من النسيج. كما قامت الممثلة الفرنسية الشهيرة "سارة برنار " ( 1488- 1923 ) بإرتداء ثوب وشال على الطراز القبطي في مسرحيتها "ثيؤدورا" التي عرضت على مسارح باريس خلال عام 1902. ولقد قام جاييه بتصوير هذه القطع في ألبومين كبيرين: الألبوم الأول بعنوان "ألبوم النصوص" وفيه عرض لنصوص البرديات التي أكتشفها في المنطقة ؛ أما الألبوم الثاني بعنوان "ألبوم النسيج" وفيه عرض لصور قطع المنسوجات التي تم أكتشافها.
وتؤكد العالمة الفرنسيبة "ماري – هيلين روتشوفسكايا " في موسوعة الفن القبطي في مصر على تلك الحقيقة حيث تقول " في عام 1895 ؛كلف الصناعي ايميل جيميه ألبير – جان جاييه وهو عضو سابق في المدرسة الفرنسية في القاهرة ؛بإجراء عمليات تنقيب في أنصنا في مصر الوسطي وأستمرت هذه العميات حتى عام 1911.
وقد ركز البحث في بداية الأمر على المدينة ينصب بعد ذلك على المقابر ؛فهي مواقع أثرية واعدة لأن الموتي كانوا يدفنون مرتدين ثيابا فخمة ومحاطين بقطع أثاث جنائزية كبيرة مثل مثل: الخزفيات والقطع المصنوعة من الخشب أو العظام أو العاج ؛والزهريات والمصابيح البرونزية والأكواب من لوازم الحياة اليومية أو التماثيل المرتبطة بممارسة الشعائر الدينية. وبعد كل حملة تنقيب كانت القطع المكتشفة تعرض في باريس ثم تقتسم بين متاحف عديدة. وي عام 1901 وحتي اليوم ؛ لا يسعنا تخيل مدي الوقع الذي أثارته عمليات التنقيب على جمهور المهتمين بالفن وعلي فناني ذلك العصر. فقد أصدرت ماركة الخيوط دي. إم. سي من أجل زبائنها كراسات عن المطرزات القبطية ؛ وظهرت سارة برنار مرتدية ثوبا وشالا من الطراز القبطي في مسرحية "ثيؤدورا" لفكتوريان ساردو في عام 1902. وفي عام 1911 رسمت الفنانة هيلين كليمانتين دوفو صورتها الذاتية (1869- 1937 ) مرتدية ثوبا أستلهمته من الأثواب القبطية ؛ ويحتمل أن يكون هذا الثوب من تصميم مصمم الأزياء الإيطالي ماريو فوتوني ( 1871- 1949 ) المشهور بموديلاته المستوحاة من العصور القديمة وفي عام 1902 كرس ألبرت جاييه جهوده للاضطلاع بمهمة صعبة تتمثل في محاولة لرسم صورة شاملة عن الفن القبطي للمرة الأولي في التاريخ ؛ وعلي الرغم من أن نظرياته أثارت الجدال والاستهجان ؛ إلا انه لا يسعنا إلا أن نشيد بحماسه لأن يكون المدافع عن فن غير معروف ؛ ومع ذلك ؛فهذه هي المهمة التي حددتها لنفسي في محاولتي تعريف الجمهور الواسع بالفن القبطي