البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بورتريه| رمسيس يونان.. الفنان الثوري المتمرد

البوابة نيوز

للفن التشكيلي مع أصحابه قصص وحكايات كثيرة، فمثلما ترك الفن بصمته عليهم، هم أيضًا بالتأكيد تركوا بصمة غائرة فيه، فسواء أكان فنانا غائبا أم حاضرا، وسواء أكان مشهورا أو لم يلق من المعرفة والأضواء ما يستحق، فبالتأكيد تلقيبه بـ«فنان» قد أخذت منه العديد من السنوات والمعرفة والخبرة والممارسة.

تدور الحلقة السادسة من سلسلة «بورتريه» في موسمه الثاني، حول فنان تشكيلي عُرف بثوريته وتمرده المُستمر على كل ما لا يُناسبه ويُلائم فكره، كما شُهر بدعوته بحرية الفكر والفن، هو الفنان التشكيلي رمسيس يونان.

وُلد الفنان رمسيس يونان بمُحافظة المنيا في عام ١٩١٣، وبعدما أتم مراحل تأهيله الأولى، اتجه نحو دراسة الفن، وذلك بمدرسة الفنون الجميلة، وبعد تخرجه فيها بدأت أولى خبراته العملية كمدرس للرسم بالمدارس الثانوية، وذلك في مجموعة مختلفة من المحافظات مثل الزقازيق، وطنطا، وبورسعيد، حتى بلغ الثامنة والعشرين من عمره، أي في عام ١٩٤١، ورأس بعدها تحرير «المجلة الجديدة» في ١٩٤٣.

سافر «رمسيس يونان» إلى العاصمة الفرنسية باريس، وعمل في القسم العربي بالإذاعة الفرنسية، حيث عمل سكرتيرًا لتحرير القسم، حتى تم رفده وطرده بعد رفضه بيانا يسىء لمصر في فترة العدوان الثلاثى في عام ١٩٥٦، ومن بعد هذا الحدث تولى منصب مدير الشئون الفنية لمنظمة الشعوب الأفريقية والآسيوية منذ عام ١٩٥٧ وحتى ١٩٦٠.

يُعتبر «يونان»، من رواد التجديد في الفن المصري، وداعٍ كبير نحو التحرر في الفكر والفن، كما كانت له جهود عظيمة في نقل الثقافة الغربية المعاصرة إلى العربية من خلال الترجمة والرسم، فكانت حياته عبارة عن سلسلة من الاحتجاج في مواجهة المعتقدات الجامدة، فقد أسس وجود المدرسة السيريالية في بدايته الفنية، وبعد رحلة طويلة، قام بتأسيس اتجاه فنى آخر وهو «التجريدية».

كون مع أصدقائه الفنانين جماعة «الفن والحرية»، وذلك وهو في السادسة والعشرين من عمره أى منذ عام ١٩٣٩، كما شارك في تكوين جماعة أطلق عليها اسم «جانح الرمال».

يقول الفنان التشكيلى الدكتور مصطفى الرزاز عن الفنان رمسيس يونان في كتاب «الفن المصرى الحديث»: «مثله مثل فؤاد كامل وكامل التلمسانى، اعتصم رمسيس يونان بالسيريالية، ودافع عن اللاوعى وعن الوجودية وعن العدمية باعتبارها ملاذ الخلاص من التنميق والتقانة والحزلقة والابتذال، وجمع بين اتساع الأفق الثقافى وعمق الفكر التأملى، وبين الموقف الإيجابى من الدفاع عن الحرية وعن الإبداع أمام المحافظة والرجعية والخوف». وتابع: «أعماله المبكرة سريالية الأسلوب ميتافيزيقية المزاج، لا تخلو من دراما حزينة وإحساس بالانكسار والهزيمة والقلق».

كما قال عنه الفنان حسين بيكار في كتاب آفاق الفن التشكيلى: «كان «رمسيس» صفحة ناصعة من جهاد وفكر وقلق وإيمان وإصرار وثورية وجدية وسعة أفق، كان بؤرة إشعاع فكرى في تاريخ حركتنا الفنية الشابة، لم يأخذ حقه كاملًا في حياته، لأنه كان يبتعد عن الأضواء، ويرفض الصخب، ويؤثر الصمت والانطواء في شرنقته الحريرية لينسج أكفانه في هدوء».

ألف رمسيس يونان، كتبا فنية يأتى من بينها كتابه بعنوان «غاية الرسم العصرى»، كما شارك بدراسات مُتعددة في النقد الفنى، حتى فارق الحياة في عام ١٩٦٦، وهو في الثالثة والخمسين من عمره.